|
ملل...
نشر بتاريخ: 25/10/2017 ( آخر تحديث: 25/10/2017 الساعة: 12:24 )
الكاتب: نداء يونس
ملل، وهذا القلب سهل للتنانين...
ملل، شئ مثل ورد الاحلام، كثير ومائع. **** انكسرت هكذا عرفت مما صنعت نهضت كثيرة هكذا عرفت قدرتي وقدري. **** فكرت ان اكتب مديحا في الهزائم، اصابتك بالملل هي أفضل وقت للكتابة حول مديح غريب للانكسارات. **** اجرب ان اعد الزغب على جسدي، قلت انها حالة ملل، ثم افكر انه كان ينبغي ان يظل امر الزغب سرا، هنا يعتقدون ان جسدي عورة، ربما لا ينبغي ايضا ان اتحدث عن وحمة على كتفي الشمال او خال على خاصرتي، كنت اتجادل مع شقيقتي، تقول: هي شامة، وتقول: هي سر. **** اجرب ان انظر الى لوحات لنساء عاريات، اجسادهن خمرية مصقولة بلا زعب، ليست لواحدتهن وحمة على كتفها، او شامة فوق السرة، ربما افكر ان ارسم هذا الجسد، جسدي، لكن الزغب عيب، فكرة الانكشاف عيب، والجسد الذي صنعه الله عيب، ربما أرسم ظله. **** تكتب شيئا لا يتوقعه اصحاب المعاول والشائهون وهؤلاء الذين سيشتمون انكشاف وحمة في الكتف في نص او حديثا عن زغب طري على اللحم القمري، شيئا مقطرا مثل الدهشة. **** لا تعني حالة الملل ان سعادة خفيفة كفت عني، احس بنشوة غامرة، قلبي يضحك، ليس لدي فضول لاعرف كنهه. **** غياب الفضول يساوي الملل. **** ليس حولي احد، وانا كثيرة، تعجبني وحدتي الغريبة. **** اترك يدي في الفضاء المعلق، تمارس فكرة الحرية ثم تعود الى سجنها، هكذا تماما مثلي، انظر الى العالم، افكر بأن لونا آخر كان يمكن ان يكون أجمل، ارتدي زوجا من النظارات البنية او السوداء، واقنع نفسي ان العالم تغير، لكنني ما زلت احس بالملل، لا فضول لدي لاسأل صديقا يحس بالغبن دائما، اقصد لأنه تزوج امرأة غبية، هل تشبه الدنيا ما نريد من خلف زجاج معتم او من خلف زواج معشق؟ **** امر على صورة وجهي في المرآة واضحك، احس بملل ونشوة، اشبهني فعلا، ولكنني لا اعرف من منا تحس بالملل اكثر، اشفق على صورتي، هناك اطار كبير لا تستطيع ان تخرج منه، وتشفق صورتي علي، فلست ارى كل الاطر المعلقة حولي، كلتانا تضحكان. **** نرى مأساة الاخرين فقط، ونحتال بالوهم على مآسينا. **** أفكر كثيرا كيف يمكن ان اكسر الاطار دون ان اخدش المرآة؟ **** على الوجه الخلفي للمرايا مسامير تمسك الفكرة ولون واحد كثيف وصنعة لما لا يُرى غير متقنة. **** اقرأ عن بنية الرواية ومدارس النقد الادبي، افكر بروايات ناجحة، تنجح رواية احيانا بالدهشة، هل يمكن ان يكتب احد ما رواية عن الملل، نجحت رواية مثل "العمى" لسارماغو، رغم انني لا احبها. **** الامس بالنسبة لي نهاية، لا أعلم متى بدأت الاشياء التي انتهت أمس! **** كنت بدأت من هناك، منذ اول شغف، منذ ان وجدت لغة تتجاوز ملل الخلود وحين صنعت لغة للحوار مع الكائنات وسرقت السر. سألت يوما: هل في الجنة مكتبة؟ لا اريد الدخول في تفاصيل الاندهاش في وجه المستمع، ولا اجابتي اللاحقة. **** ما اكتبه هنا انزياح حر للفكرة، لغة رتيبة بلا صور شعرية، بلا انفعالات كالتي اكتب بها عادة، كالملل، امر بطور غريب لكنني احسن النظر الى فكرة النقص، فكرة قدمها صديق صباحا على انها قمة الاكتمال، قمة الكمال وأضيف : المعرفة. **** تمر اللغة بطور مشابه، تخذلنا اللغة ونخذلها. **** لا اتوق للفرح، افكر باستمرار بالدهشة، كيف يمكن ان تولد وتتجاوز فكرة الكارما والابدية البليدة، المدهش انها، أي القدرة على الادهاش، حرفة، مدهش حقا ان تكون هناك وظيفة تحمل اسم المدهش على غرار الساحر والشاعر، والأكثر متعة ان أتعرف اليها وان لا أملّ. **** اترك فنجان القهوة يبرد، ماذا تفعل قهوة باردة في يدي، لا معنى للقهوة سوى أنها تذكرني بكل النصوص الغريبة والجيدة التي كتبها البعض عنها او محاولة اقحامها في الكتابة مثلما افعل الان، ولا اريد ان افعل. **** اريد ولا اريد، اجرب الاشياء لان التجربة بحد ذاتها تنفض الغبار عن الصمت، تنفض الصمت عن الشفاه، تشمس الكلمات وتدفعها باتجاه ما، او لا اتجاه. **** ارتب الكلمات ام ارتب الغسيل الذي تراكم منذ ايام؟ لا ينقصني الوقت لامارس الاعمال الغبية، الكتابة هي ممارسة للكلام عن الغباء، ادرك ذلك وأفشل في المحاولة، دائما لدي افكار، ودوما يدي مشغولة بشئ آخر، عقلي مشغول بحبل الغسيل الممتلئ، الحبل الذي يحكي ما يُنْشر عليه قصة ما، كما قالت صديقة، الحبل الذي يمتلئ بالرطوبة والماء واللون والحكايا. **** انت بطريقة ما تخلق دهشة، أسطرة الدهشة فعل شعري وروائي، كما انه فعل بشري يمارسه الطفل الذي ظل يزحف بهيكله العظمي حتى التهمته الصقور الجائعة، فعل تمارسه نملة تحمل عشرة اضعاف وزنها، وانا. **** اللامنطق في الحب فقط اللامنطق في بقية الاشياء غباء وكلا الحالتين هزيمة. **** اللامنطق موجود في كل شئ، تنتقد ما تكتب بشدة، تكون قاسيا وماكرا وهادئا، تمكر وتبتسم، كأنك ضبطت ذاتك في مصيدة، ثم تنكر، وتقرر ان الحب هزيمة تليق بحالة ملل جامحة، تليق كاعتراف وفكرة. **** أن أعترف، هذه هزيمة أحبك! وهذا القلب سهل للتنانين **** تصنع هزائمك بمقاييسك، ولتنج هذي النبية. **** تراقب بدهشة كيف تقسو حين تنكسر. **** صعب ان ألم قلبي من حالة هذيان يمكنني أن أقنعه بأن لا شئ يحدث هنا فكرة الوهم هزيمة. **** كما اقول، نضحك على انفسنا بالوهم، افهم الوهم وافهم الهزيمة وادرك اين تقودني اعترافاتي، لكنني مصابة بحالة ملل. **** أراك وأمر كشعاع في حقل الشوك اتجنب في الحديث اسمك (اسمك الحلو على اللسان الناشف) هذا التفاف ماكر على ما اريد **** ماذا يعني الملل اكثر من الالتفاف الماكر، صديق لي يسميها الزئبقية، ايضا التف على اسمه هنا لان هذا النص كله لأجله. **** هزمت بك، أقول حمرة في الوجه خمرة في العين وفي القلب المسرة. **** وأسأل: ما يفعل الملل في قلب الشاعرة! |