|
المالكي: عضويتنا في المنظمات الدولية تعزز من الدولة الفلسطينية
نشر بتاريخ: 25/10/2017 ( آخر تحديث: 25/10/2017 الساعة: 15:43 )
رام الله- معا- قال وزير الخارجية والمغتربين د. رياض المالكي إن عضوة فلسطين في المنظمات الدولية تعزز من شخصية الدولة الفلسطينية ويذلل العقبات أمام عملية السلام المتوقفة منذ صعود اليمين المتطرف إلى سدة الحكم في إسرائيل.
وجاء ذلك في لقاء المالكي مع نظيره الروماني "تيودور فيوريل ميلشكانو" بمقر وزارة الخارجية في رام الله، بحضور وفدين من كلا الجانبين. ورحب المالكي بنظيره الروماني، مبيناً أن هذا اللقاء إنما يدل على عمق العلاقات بين البلدين الصديقين، ويأتي ترجمة لإهتمام رومانيا في المنطقة بشكل عام والعلاقات البينيَّة مع فلسطين بشكل خاص. وبين أن" العلاقات الرومانية الفلسطينية علاقات استثنائية في طبيعتها وتاريخها المليء بالدعم، لذا لدينا الكثير من القضايا التي يمكن البناء عليها والعمل على اقامة الجديد وتطويره، ومن أهمها الإتفاقيات الموقعة بين الجانبين والتي تعكس رغبة الطرفين في تطوير الإتفاقيات وإزدهارها لما فيه خير البلدين الصديقين". وفي الجانب السياسي، تناول المالكي الوضع الراهن بكافة تجلياته وأبعاده، متطرقا إلى الجهد الأمريكي المبذول لإستكشاف آفاق الحل بين الطرفين وعلى المستوى الإقليمي، مشدداً على أن العائق أمام أي تقدُّم في عملية السلام هي حكومة نيتنياهو اليمينية، وسياساتها الإستيطانية الاستعمارية في الأرض الفلسطينية المحتلة، ومشاريعها التي تحاول بكل جهد مستطاع قطع الطريق على مبدأ حل الدولتين، موضحاً أن كل هذه الإجراءات هي إجراءات يائسة وغير قانونية طبقاً لكل القوانين والشرعيات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية. كما تناول المالكي بإسهاب عملية المصالحة الفلسطينية وضرورة إنهاء الإنقسام، وكذلك الدور المصري الفريد الدافع لعملية المصالحة وإنهاء الإنقسام لما فيه من مصلحة فلسطينية وبعد أمني وطني مصري وقومي عربي، وتعليمات القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس بتقديم كل ما هو ممكن لبناء المصالحة الفلسطينية على أسس صلبة ومتينة، للتفرغ لمشروعنا الوطني موحَّدين. وأوضح أن المبادرات والتحركات الدولية ذات العلاقة بالعملية السياسية تتم بالتنسيق مع الدول العربية والدول الصديقة في العالم ورومانيا إحداها. وفي مجال العلاقات الثنائية، طالب المالكي بأن يكون لرومانيا دوراً فاعلاً في الإتحاد الأوروبي مناهضاً لهذه السياسة بطريقة عملية، تحدُّ من تعامل الشركات الأوروبية مع المستوطنات الاستعمارية الاسرائيلية، لما لذلك من تبعات قانونية، مطالبا بدعم رومانيا لطلب فلسطين الانضمام لإتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وأن يكون لرومانيا قسم قنصلي في مكتب تمثيلها يسهل من عملية حصول المواطن الفلسطيني على تأشيرة دخول لرومانيا، ويشجع السياحة البينية، سواء كانت فردية ام جماعية دينية، وكذلك ضرورة عقد اللجنة الوزارية المشتركة والتي تناقش العديد من المشاريع التي لا بُدَّ وأن تناقش على أعلى المستويات بما يخدم مصالح البلدين وشعبيهما. وأشار المالكي إلى ضرورة تفعيل المشاورات السياسية بين وزارتي خارجيتي فلسطين ورومانيا لما لهذه المشاورات من أهمية، حيث كان الاجتماع الأخير عام 2013. وشكر "ميلشكانو"، المالكي على حفاوة الاستقبال، مبيناً أن حكومته الحالية قائمة على قاعدة برلمانية عريضة وقوية، وهي تعمل منذ توليها الحكم على تنشيط العلاقات مع مختلف الدول والتكتلات في العالم بما فيها الشرق الأوسط، وقضيته المركزية فلسطين. مضيفا" ولهذا نحن نرغب بلعب دور مهم في عملية السلام وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء لاستئنافها، وزيارتي لفلسطين هي إشارة واضحة لتطوير العلاقات وإزدهارها، خاصة وأن الأمور تتحرك بسرعة في الشرق الأوسط"، مبيناً أن بلاده تراقب الدور الأمريكي، ولهذا فإن بلاده ترى بأن أوروبا سيكون لها دورها السياسي والحيوي في المنطقة، خاصة على صعيد العملية السلمية. وبيّن أن موقف بلاده موقف ثابت من حل الدولتين، وموقف معارض ورافض للاستيطان بوصفه غير قانوني وغير شرعي، ويُعدُّ إجراءً أحادياً، وأكد على موقف بلاده المساند للمصالحة الفلسطينية، لما فيها من مصلحة فلسطينية بشكل خاص ومصلحة إقليمية ودولية بشكل عام، وأن هذا لا بد وأن ينعكس على عملية السلام بشكل إيجابي. وأوضح "ميلشكانو" أن بلاده تدعم المحادثات ما بين فلسطين والاتحاد الأوروبي لبناء شراكة فيما بينهما، معربا عن إستعداد بلاده لتقديم الدعم في مجالات عدة، منها بناء القدرات والمؤسسات الفلسطينية، وتقديم دورات متخصصة، وبرامج تدريبية مختلفة، وتقديم منح دراسية، وتنشيط قطاع الأعمال، وقطاع الطوارئ، وتدريب الدبلوماسيين الشباب. وناقش الجانبان سبل تنشيط التبادلات الإقتصادية، وقطاع الشرطة وقطاع الصحة وغير ذلك من قطاعات. وفي نهاية اللقاء، علَّق المالكي على حديث "ميليشكانو" مع الرئيس الاسرائيلي حول معاداة السامية، مبيناً" أن إسرائيل تتخذ من هذه القضية شماعة تعلِّق عليها مشاجبها، وكأن العرب ليسوا ساميين، فالسامية لا تخص اليهود وحدهم، فإذا كان هناك من يعادي السامية فإنما بفعله هذا يعادي العرب واليهود معاً، ولهذا كان لزاما على الجميع التفريق ما بين معاداة إحتلال إسرائيل للأرض الفلسطينية ومعارضته، وما بين معاداة السامية كعرق بشري والذي نحن منه ونمثله. إن معاداة إسرائيل هي معاداة لأفعالها وجرائمها في الأرض الفلسطينية، وهي جرائم مستمرة منذ سبعة عقود. ولهذا لا بُدَّ وأن تتضافر الجهود الدولية لإنهاء هذه المعاناة". وفي نهاية اللقاء، اتفق الجانبان على مواصلة الزيارات والإتصالات من أجل صالح البلدين وشعبيهما، وكذلك الإقليم والعالم. |