|
جامعة بيرزيت تعقد ورشة عمل بعنوان حول البلديات الفلسطينية
نشر بتاريخ: 01/11/2017 ( آخر تحديث: 01/11/2017 الساعة: 12:26 )
رام الله- معا- عقدت دائرة الإدارة العامة وبرنامج ماجستير الحكومة والحكم المحلي في كلية الحقوق والإدارة العامة في جامعة بيرزيت، ورشة عمل بعنوان "تحول البلديات الفلسطينية من دور إدارة الخدمات إلى دور قيادة التنمية المحلية المستدامة".
وهدفت هذه الورشة إلى تسليط الضوء على مزج البعد النظري لمفاهيم التنمية المحلية المستدامة بالبعد العملي من خلال ابراز تجارب هيئات محلية رائدة في هذا المجال، وتوفير فرصة لأهل الاختصاص المختلفين في القطاع لتبادل وجهات النظر حول السبل التي يمكن انتهاجها لتفعيل أدوار مؤسساتهم بشكل أكبر، بالإضافة إلى تسليط الضوء على بعض التحديات والحلول الممكنة لها. وافتتح الورشة نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية د. فيصل عوض الله، مؤكدا على أهمية عقد هذه الورشة في المساهمة في تحقيق التنمية المجتمعية والنهوض بمؤسسات دولة فلسطين، بما ينسجم مع قيم ورسالة الجامعة المتمثلة ببذل كافة الجهود الرامية إلى خدمة وتطوير المجتمع الفلسطيني. وبين عميد كلية الحقوق والإدارة العامة د. ياسر العموري أن هذا النشاط يأتي ضمن العمل الدؤوب للكلية في ترجمة استراتيجيتها في الوقوف على واقع احتياجات المجتمع وبناء الدولة الفلسطينية الواعدة، والمساهمة في تخصيص نقاش معمق حول موضوع "تحول البلديات الفلسطينية من دور إدارة الخدمات إلى دور قيادة التنمية المحلية المستدامة". فيما عرض مدير برنامج الماجستير في الحكومة والحكم المحلي د. جهاد العيسة مفهوم التنمية المستدامة في الهيئات المحلية ومتطلباته والتحديات التي قد تواجهه وكيفية التغلب عليها، مؤكداً على أهمية التركيز المتكافئ على محاور التنمية المستدامة الثلاث (الاقتصادي، البيئي والاجتماعي) مشيراً إلى إمكانية تطبيق هذا النموذج بالرغم من المعيقات الناتجة عن الاحتلال. وتحدث مدير عام إدارة التنمية الاقتصادية المحلية في وزارة الحكم المحلي أ. محي الدين العارضة عن دور وزارة الحكم المحلي في دعم وقيادة التوجهات نحو التنمية المحلية المستدامة كأحد الاهداف الاستراتيجية بعيدة المدى، منوها الى أن التكامل بين الهيئات المحلية والوزارة هو عامل أساسي في إنجاح هذه العملية، مشيراً إلى أن الاستقرار المالي للهيئات المحلية وتحفيز المبادرات المحلية وإشراك المجتمع المحلي هي عوامل مهمة في عملية التنمية المحلية. وعلى صعيد آخر، أكد رئيس صندوق تطوير وإقراض البلديات د. توفيق البديري على الدور الفاعل الذي يلعبه الصندوق في دعم مشاريع التنمية المستدامة في الهيئات المحلية، مؤكداً على ان ما تقدمه الهيئات المحلية يتجاوز الدور التقليدي الخدماتي، وتساءل فيما إذا كانت البلديات جاهزة للعب دور قيادة التنمية المحلية من طرفها. وأشار إلى أهمية عامل بناء الثقة بين الهيئات المحلية وشركائها لتعزيز دورها القيادي للتنمية المحلية المستدامة. ومن جانبه، أكد مدير مكتب اتحاد البلديات الهولندية – فرع فلسطين أ. ناصر الشيخ علي على دور الشركاء الدوليين في دعم التنمية المستدامة في الهيئات المحلية، وعلى العمل الدائم لرفع قدرات الهيئات المحلية في هذا المجال وتمكينها من احداث تنمية مستدامة عصرية ومتطورة. وأضاف انه ينبغي للتنمية المحلية المستدامة ان تكون تطبيقا فعليا وليس مجرد شعارات، كما تحدث عن واقع المركزية واللامركزية في التجربة الفلسطينية حيث لا يوجد مركزية كاملة تمكن البلديات من لعب دور قيادة التنمية المحلية المستدامة. وخلال الورشة تم عرض تجارب وقصص نجاح بلديات محلية (بلدية رام الله، وبلدية قلقيلية وبلدية دورا/ الخليل) حيث قدم ممثلو هذه البلديات عرضا لأهم إنجازاتهم في هذا المجال، متطرقين إلى أهم التحديات التي واجهتهم وسبل التغلب عليها، حيث عرض مدير عام بلدية رام الله أ. احمد ابو لبن تجربة البلدية في مجال قيادة التنمية والتي اشتملت على العديد من المحاور الهامة ومنها: مفهوم المدينة المستدامة، والتنمية والمشاركة المجتمعية، والتطوير المؤسسي، والفاعلية الادارية للبلديات كعنصر رئيسي للتنمية، والجانب البيئي للتنمية، والاستثمار في الجانب التكنولوجي، وتعزيز ممارسات النزاهة والمساءلة والشفافية، كما تطرق الى خطة رام الله لعام 2050 والتي تبين رؤية البلدية بعيدة المدى. وبين مدير وحدة التنمية الاقتصادية في بلدية قلقيلية أ. خالد نزال أهم انجازات البلدية التي ترمي الى تحقيق التنمية الاقتصادية المحلية، متحدثا عن استراتيجية البلدية التشاركية المرتكزه على قطاع اعمال قوي، تدفق نقدي محلي ايجابي، الشراكة مع المجتمع المدني والقطاع الخاص واستدامة المصادر الطبيعية، كما أشار إلى التنمية الزراعية في المحافظة وبخاصة زراعة الجوافا والتشتيل. وتحدثت مسؤولة وحدة التنمية الاقتصادية المحلية في بلدية دورا م. الاء السويطي عن جهود البلدية في مجال مأسسة التخطيط والعمل التنموي، فتناولت دور وحدة التنمية الاقتصادية المحلية في التأسيس للدور القيادي التنموي الذي تطمح له البلدية، واهمية الشراكة مع القطاع الخاص وحاضنات الاعمال التي تعمل عليها البلدية ومشاريع الطاقة البديلة والتخطيط الحضري والتنمية الحضرية. كما تطرقت إلى التحديات التي تواجه البلديات في موضوع قيادة التنمية وبخاصة تغير المجالس البلدية تبعا للانتخابات وأن المأسسة تصبح ضرورة ملحة في هذه الأوضاع من اجل احداث التنمية المحلية. واستعرض أستاذ الإدارة العامة في جامعة بيرزيت د. محمد ابو زايد أهم النتائج والتوصيات التي خرج بها هذا النشاط، وكان أهمها التأكيد على تبني التنمية المحلية كبعد استراتيجي من قبل الهيئات المحلية، عقد شراكات فاعلة مع الجهات ذات العلاقة، واستمرار الدعم التطويري من قبل صندوق تطوير وإقراض البلديات. وأشار إلى أن التنمية هي جزء من المقاومة وبإمكان فلسطين ان تقدم نموذجا فريدا من نوعه في التنمية المستدامة ليس من باب التماشي مع الاحتلال وإنما من باب التصدي له. وتم الإجماع بين الحضور على تطوير النشاط إلى منتدى حواري يعقد بشكل دوري تنظمه دائرة الادارة العامة في جامعة بيرزيت لنقاش القضايا الهامة المستجدة في قطاع الحكم المحلي. |