وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فلسطين والبلفوريون العرب

نشر بتاريخ: 02/11/2017 ( آخر تحديث: 02/11/2017 الساعة: 17:24 )
فلسطين والبلفوريون العرب
الكاتب: كامل النصيرات
كاتب اردني ساخر
المشكلة ليست في بلفور وروتشيلد والوعد ..المشكلة في العرب وعقلهم (الزفت) والكراسي التي تمشي على الدماء..! المشكلة ليست في انقضاء مائة عام على بلفور ..المشكلة في مائة هزيمة التي صنعناها بأيدينا بعد بلفور وما زالت بقيّة باقية تدافع عن تلك الهزائم وتسميها نصراً وتقيم لها الاحتفالات الثورية..!
مائة عام من السحر الأسود في الثوّار والشعوذة على الشعوب وصناعة (الحُجُب) من السياسيين لكي يطمسوا على عيوننا ونمشي على عجين ما نلخبطهوش ..!
مائة عام وبلفور يحكي مع روتشيلد كلّ يوم وعياناً بياناً : كيف رضاك عنّا يا معلم ..؟! وهو يرد عليه : تمام تمام ويضع له اللايك تلو اللايك والعرب الضارطون يصفقون ويتسابقون في اللايكات معهم ..!
مائة عام وفلسطين يجرجرونها من قبرٍ لقبرٍ ولكنها تدثرهم بقدميها وتقف ثائرةً متمردةً تلوك جراحها وتدوس على بلفورهم وبلفوريينا وتحرق روتشيلدهم وتحرق معه صغار تجارنا في قائمة السياسين العرب..!
فلسطين التي لعبتم عليها (الفنّة) و(القُرعة) ولعبتم في ناسها وشمسها وقمرها ..فلسطين التي باسمها جاءت أنظمةٌ وزالت أنظمة، فلسطين التي شرّدتموها في الطرقات وبذات الوقت صنعتم باسمها نياشين وأوسمة توزعونها على بعضكم في حفلات العهر العربي ..فلسطين التي توزّع أهلها على كلّ قريةٍ فيها نفس وصار الفلسطيني فيها ناراً وعمراناً ..فلسطين التي أنجبت في سُدف الليل البهيم ..وجاءها مليون مخاض وهزّت إليها بمليون ثورةٍ وتساقط عليها الشهداءُ فرحاً بهيّاً ..! فلسطين تلك ..لا بلفور ولا أبو بلفور ولا أعمامه وأخواله ولا عشيرته الأقربين والأبعدين ولا قبائل الحاويات من السياسيين العرب بقادرين على تسجيلها باسمهم والاختلاء بها ..!
ثلاثة أجيال منذ بلفور ؛ والرابع على الطريق ..منذ جدّي إلى أن سلّم الأمر لأبي وأبي الذي سلّمني وأنا الذي أتجهز لتسليم ابني ..ولو جاء ما جاء من أجيال بعدنا ..سيبقى بلفور وروتشيلده هناك صنمان نرجمهما كما نرجم (أبا رغال) ..ونرجم معهم البلفوريين العرب الذين لولاهم لما تقدّم (سايكس و بيكو) خطوة واحدة في أرضنا ..وما استطاعوا تحويل قمحنا خبزاً للاعداء ..وارسال دمائنا قرباناً لبقائهم على قيد الغدر والخيانة ..!
لا خوف من بلفور وجيشه ولا من روتشيلد وأمواله ..الخوف كل الخوف من جيوش العرب ومن أموال العرب ..تلك الجيوش التي لا تتقن إلاّ الاطلاق للخلف والأموال التي تصرف على تحسين البنى التحتيّة للعاهرات ..!
ولكن ..الذي يعرف فلسطين ..يعرف أنّ على أظافر قدميها ستسقط مؤامرات الأقربين قبل الأبعدين ..ويعرف أن كلمة فلسطين تعني الرعب لكل (ابن أُمٍّ) ربّته على سرقة رغيف فقير و تمزيق ملابس كلّ عفيفة ..!
لا تخافوا على فلسطين ..بل خافوا على مكانكم في مزبلة التاريخ ..!