نشر بتاريخ: 04/11/2017 ( آخر تحديث: 04/11/2017 الساعة: 17:04 )
طولكرم -معا- نظمت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في محافظة طولكرم ندوة هامة بقاعة " النضال" عن ( وعد بلفور) وذلك بمناسبة الذكرى السنوية المائة لهذا الوعد المشؤوم .
وأدار محمد علوش سكرتير الجبهة الندوة وقدم نبذة عن هذا الوعد الذي بنيت عليه الكثير من المآسي التي يعاني منها الشعب الفلسطيني ، وبعد مائة عام من النضال والتضحيات ما زال الشعب الفلسطيني يعاني من تبعات هذا الوعد.
وأضاف أن هذه المناسبة ليست احتفالاً ، بل هي للتعبير عن الرفض والاحتجاج على السياسات الامبريالية بقيادة أمريكا وبريطانيا المتحالفة مع الاحتلال.
وقدم الأستاذ والباحث في التاريخ نعمان شحرور محاضرة معمقة وشاملة تناولت وعد بلفور من جوانبه المختلفة والوعود الأخرى التي سبقته لليهود بإقامة ما يسمى وطناً قومياً لهم .
واستعرض محطات التاريخ الفلسطيني وما افرزه هذا الوعد من وقائع تشكل جريمة إنسانية وإحلال شعب مكان شعب أصيل هو الشعب الفلسطيني ، وآثاره الكارثية على الشعب الفلسطيني وتهجيره وتحويل الجزء الأكبر منه إلى لاجئين داخل وخارج حدود فلسطين التاريخية.
واعتبر أن " وعد بلفور" هو القاعدة الأساسية التي قامت عليها الأطماع الصهيونية والتي أدت لقيام دولة " إسرائيل " وتهجير الشعب الفلسطيني.
وأكد شحرور أن الهدف من وعد بلفور كان محددا وواضحا منذ بدايته بالتخلص من ” اليهود ” في بريطانيا وأوروبا وأيضا إقامة دولة وظيفية للقوى الاستعمارية تشكل خنجرا في خاصرة العالم العربي عموما .
وأشار شحرور إلى أن بريطانيا تتحمل كامل المسؤولية عن ما حل بالشعب الفلسطيني جراء هذا الوعد حيث أعطى من لا يملك لمن لا يستحق الحق بإقامة ” الوطن القومي ” لليهود في فلسطين.
وتحدث ايضا حول أهمية التاريخ والتوثيق وبناء وتعزيز ذاكرة الشعب الفلسطيني وهذا يتطلب أسس وطنية فلسطينية يشمل السياسات التعليمية وبناء المنهاج الأكاديمي المتعلق بالتاريخ من اجل الحفاظ على حقوقنا وثوابتنا الوطنية وعلى ارثنا التاريخي وتضحياتنا الجسيمة منذ أكثر من مائة عام .
وتحدث ايضا اللواء فايز حمدان عن الوعد وكل السياسات والإجراءات الامبريالية اتجاه المنطقة العربية بأكملها وأكد ان احد الأسباب الرئيسية لهذا الوعد هي المديونية البريطانية لعائلة روتشيلد التي بلغت المليارات من الجنيهات.
هذا وقدم عدد من المشاركين في الندوة مداخلات متعددة حول الوعد المشؤوم والسياسات الغربية والبريطانية والأمريكية وانحيازها الفاضح لدولة الاحتلال وسياساتها وإجراءاتها الاستيطانية والامبريالية التوسعية وما تمارسه إسرائيل من عدوان همجي وعنصرية بغيضة اتجاه الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته ، وطالبوا بضرورة الضغط الفلسطيني والعربي على بريطانيا للاعتذار الرسمي لشعبنا على الظلم التاريخي الذي ارتكب بحقه وتعويض شعبنا على هذا الظلم وإفرازاته المأساوية بالاعتراف الكامل بحقوق شعبنا الوطنية وإدانة سياسات الاحتلال والضغط الدولي عليه للامتثال للشرعية الدولية ولقرارات الأمم المتحدة ومساعدة ودعم شعبنا ومؤسساته الوطنية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وتحقيق حق العودة.