|
بدون مؤاخذة- أمريكا سبب المصائب
نشر بتاريخ: 19/11/2017 ( آخر تحديث: 19/11/2017 الساعة: 12:01 )
الكاتب: جميل السلحوت
قرار أمريكا بإغلاق مكتبة منظمة التحرير الفلسطينيّة في واشنطن، لم يفاجئ أحدا ممّن يتابعون العلاقات الأمريكيّة العربيّة، فأمريكا كدولة عظمى لا تخفي سياساتها وأطماعها في المنطقة، فهي منحازة لاسرائيل وداعمة لها لمواصلة احتلالها للأراضي العربيّة المحتلة في حزيران 1967، وهي التي تموّل الاستيطان الاسرائيلي في هذه الأراضي لمنع إقامة الدّولة الفلسطينيّة، وتزوّد اسرائيل بأحدث ما تنتجه آلة الحرب الأمريكيّة، وما اسرائيل سوى قاعدة عسكرية أمريكيّة متقدّمة في الشّرق الأوسط. وأمريكا بسياستها المنحازة لاسرائيل غير قلقة من أيّة ردود فعل عربيّة رسميّة على تلك السّياسة، بل على العكس فكلما ازدادت اسرائيل في بعدها عن متطلبات السّلام، وخرقها للقانون الدّولي، كلما ازداد الدّعم الأمريكي لها، وكلما ازداد النّظام العربي الرّسميّ خضوعا لأمريكا ولاسرائيل، وما الرّئيس الأمريكي ترامب وإدارته سوى سكرتاريا لتنفيذ سياسة حكومة بنيامين نتياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية التّوسّعيّة، فبعد أن حصل ترامب على تريليونات الدولارات من دول الخليج العربي، التي قامت بحروب أمريكا نيابة عنها لتنفيذ مشروعها المتمثّل بإعادة تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية متناحرة، فقامت بتمويل وتدريب عصابات الارهاب لتدمير سوريا، العراق، ليبيا، اليمن، سيناء المصريّة، وغيرها، وقتل شعوبها وتشريدهم، انساقت للتنسيق الأمني والتّعاون العسكري مع اسرائيل تمهيدا للحرب على ايران، ولإدخال المنطقة في حروب جديدة، سيكون وقودها العرب دولا وشعوبا، لتصفية القضية الفلسطينيّة لصالح المشروع الصهيوني التّوسّعي.
وهذا يتطلب تصفية كل قوى المقاومة المسلحة مثل حزب الله اللبناني، والأجنحة المسلحة للتنظيمات الفلسطينيّة. وأمريكا مطمئنّة تماما على مصالحها في المنطقة التي ثبتت صحّتها من خلال اسرائيل قويّة وعرب ضعفاء. وليت بعض الدّول العربيّة قبلت بهوانها وضعفها وتوقّفت عند ذلك، بل تعدّت ذلك إلى القبول بأن تكون الذّراع الأمريكيّة الضاربة في المنطقة، لتنفيذ كل ما يطلب منها أمريكيا واسرائيليا. وأمريكا التي تغلق مكتب منظمة التّحرير في واشنطن، تتناسى أنّ هذه المنظّمة هي التي وقّعت في سبتمبر 1993 اتفاقات أوسلو مع اسرائيل برعاية أمريكيّة. وتعلم جيّدا أن حكومة نتنياهو هي التي تدمّر العمليّة السلميّة، لكن ضغوطها تتواصل على القيادة الفلسطينيّة، وتجنّد دولا عربيّة فاعلة للممارسة ضغوطها أيضا على الفلسطينيّين، وبالتّالي فهي لا تريد من الفلسطينيين حتّى الشكوى لمحكمة الجناية الدّوليّة من جرائم الحرب التي يتعرّضون لها. فهل بقي من العربان من يراهن على حلول أمريكيّة للقضيّة الفلسطينيّة؟ |