وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تتويج عمل المبادرة الوطنية لتطوير الإعلام بإطلاق حملة "فرصة"

نشر بتاريخ: 25/11/2017 ( آخر تحديث: 25/11/2017 الساعة: 16:39 )
رام الله- معا- أطلق الفريق الوطني، الذي يقود المبادرة الوطنية لتطوير الإعلام الفلسطيني، اليوم السبت 25/11/2017، حملة "فرصة"، الهادفة إلى الضغط على صناع القرار لاعتماد مخرجات عمله، الذي استمر ثلاث سنوات.
ونظم مركز تطوير الإعلام، بالشراكة مع نقابة الصحافيين الفلسطينيين، في مبنى المسروجي للإعلام بجامعة بيرزيت، وبالتزامن مع قطاع غزة، في مطعم لايت هاوس؛ مؤتمرًا صحافيًّا للإعلان عن إطلاق الحملة، بحضور أعضاء من الفريق الوطني الذي يضم 80 شريكاً إعلاميّاً وقانونيّاً وأكاديميّاً ومجتمعيّاً، يمثلون القطاعات الحكومية والأهلية والخاصة، في الضفة وغزة، وإعلاميين وحقوقيين ومختصين وجمهور مهتم بالإعلام.
وأعلن المتحدثون في المؤتمر إطلاق حملة "فرصة"، داعين إلى تبني مطالب الفريق الوطني الذي أنجز المبادرة، والضغط على صناع القرار لاعتمادها والعمل بها.
وقال رئيس جامعة بيرزيت د. عبد اللطيف أبو حجلة في كلمته بالمؤتمر إن مبادرة تطوير الإعلام "هي الأحدث والأكثر انفتاحاً، لأنها أخذت بالمعايير الدولية، وكانت الأعمق لأنها تناولت كل ما يتصل بالإعلام، بدءاً من مناهج تدريسه والتدريب عليه، مروراً بالبيئة القانونية والنقابية والسلامة المهنية، وصولاً إلى مبادئ التنظيم الذاتي وما يتصل بها من سياسات تحريرية مراعية للنوع الاجتماعي، وممارسات أخلاقية، فضلاً عن التدخلات السياساتية في مجال ترشيد استخدام الجمهور لوسائل التواصل الاجتماعي".
وأعلن أبو حجلة أن بيرزيت اعتمدت تدريس المساقات الجامعيةِ الثلاثة التي نتجت عن المبادرة، متوجهًا بالشكر للجامعات التي قررت تدريسها، داعيًا البقية إلى إقرارها.
وأعرب المنسق العام لدائرة الثقافة والإعلام في منظمة التحرير حيدر عوض الله عن سعي المنظمة لتحويل شعار "الحرية سقفها السماء" إلى واقع حقيقي، وأن يكون الإعلام الرسمي جديرًا بدوره ومعبرًا عن الكل الفلسطيني، مؤكدًا أن منظمة التحرير ستدعم كل ما من شأنه الرقي بالإعلام الفلسطيني.
وأوضح عوض الله أن قانون الجرائم الإلكترونية بصيغته الحالية لا يتواءم مع انضمام فلسطين للعديد من المؤسسات الحقوقية الدولية.
وقال مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عماد دويك إن المبادرة التي يقودها مركز تطوير الإعلام تتميز بالشمولية لما تغطيه من محاور، وكذلك بالانفتاح على مختلف المؤسسات العاملة في الإعلام والحقوق.
واعتبر دويك أن قانون الجرائم الإلكترونية يعد أسوأ ما أنتجته المنظومة السياسية الفلسطينية، ترافق مع انتهاكات للحقوق والحريات شوهت صورة الشعب الفلسطيني ونضاله في المجتمع الدولي، معتبرًا أن الصحافي الفلسطيني يعمل في بيئة غير ممكنة، ما يدفعنا للعمل على تشريع قوانين تنهض بهذه البيئة.
وبيّنت مديرة مركز تطوير الإعلام- جامعة بيرزيت نبال ثوابتة، التي أدارت المؤتمر الصحافي، أن الفريق الوطني عمل على تطوير إعلام يمثل شعبنا، وأن هذا اللقاء لعرض حصاد عمل كل الشركاء، معتبرة أن النتيجة اليوم كانت أفضل من الحلم. وأن العمل كفريق أثبت نجاحًا، وما بدأ كمشروع بشراكة 27 مؤسسة، يعمل فيه اليوم قرابة 80 مؤسسة.
من جانبه، قال نقيب الصحافيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر إن الإعلام الفلسطيني كان داعمًا تاريخيًّا، ومن أواخر القرن التاسع العشر، للنضال الفلسطيني، وكثير من المناضلين الفلسطينيين كانوا من حقل الإعلام، موضحًا أن إقرار قوانين إعلام عصرية تلائم تضحيات شعبنا، ويقوي النقابة لتدافع عن الصحافيين، ولتتعزز مهنية الإعلام الفلسطيني.
وفي المؤتمر الذي يعقد في غزة بالتزامن، قال نائب نقيب الصحافيين في غزة د. تحسين الأسطل، إن النقابة ستواصل العمل حتى تنجز المخرجات التسعة للمبادرة الوطنية لتطوير الإعلام بشكل كامل، موضحًا أن النقابة على قناعة تامة أن "تواصل الجهد والضغط سيؤدي بنا للأهداف التي وضعناها خلال عملنا في سبيل تحقيق المطالب التي أمامكم كي يرى هذا الجهد النور على أرض الواقع".
وفي ختام المؤتمر، فتح باب النقاش للحضور.
وتتركز أهداف حملة "فرصة" في مطالبة الحكومة بالمصادقة على القوانين المقترحة لتنظيم قطاع الاعلام وهي: "قانون المجلس الأعلى للإعلام"، و"قانون حق الحصول على المعلومات"، و"قانون نقابة الصحافيين"، و"قانون المرئي والمسموع"، و"قانون المطبوعات والنشر المعدل"، وتشكيل المجلس الأعلى للإعلام ومفوضية المعلومات، وتسريع الخطوات الهادفة الى استكمال تحويل الإعلام الرسمي إلى إعلام عمومي طبقا للمراسيم الرئاسية الصادرة بهذا الخصوص.
كما تطالب الحملة وزارة التربية والتعليم العالي وكافة الجامعات والمعاهد التي تدرس الإعلام بتبني المساقات الجامعية الجديدة وهي: "الإعلام والنوع الاجتماعي"، و"الإعلام والقانون"، و"الإعلام وأخلاقيات المهنة"، و"السلامة المهنية"، وتنسيق العلاقة مع المؤسسات الإعلامية عبر نقابة الصحافيين لضمان حصول خريجي الإعلام على سنة تدريب قبل اعتمادهم.
وتطالب الحملة كافة المؤسسات التربوية والمجتمعية والهيئات الرسمية والحزبية والمنظمات غير الحكومية بإيلاء اهتمام أكبر ببرامج التثقيف الإعلامي، وصولاً إلى تمتين وتعزيز قدرات الناطقين الإعلاميين في تقديم الخطاب والتعامل مع الإعلام والاعلاميين، والارتقاء بالمدونين والناشطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي لضمان قدرتهم على التحقق من المعلومات والابتعاد عن الشائعات والإسهام في محاربتها.
وتدعو حملة "فرصة" نقابة الصحافيين وكافة المؤسسات الإعلامية إلى تبني نظام "هيئة شكاوى الإعلام والدعاوى التأديبية"، و"وثيقة السياسات التحريرية المراعية للنوع الاجتماعي"، و"مدونة السلوك المهني الأخلاقي"، ومحاكاة "نموذج السياسات التحريرية المقترحة للمؤسسات الإعلامية"، والتدخل لتنظيم واقع مؤسسات ومراكز التدريب الاعلامي، وكيفية ترخيصها واعتماد شهاداتها.
وقد أطلق الفريق الوطني في المؤتمر الذي تخلله عرض فيديو قصير يبين أهداف حملة "فرصة"، موقعًا إلكترونيًّا يحتوي مجمل ما نتج عن المبادرة الوطنية لتطوير الإعلام الفسطيني، ويمكن للمهتمين الوصول إليه عبر الرابط: http://www.forsa.birzeit.edu
وتوزعت المبادرة الوطنية لتطوير الإعلام، التي توجت أعمالها بإطلاق حملة "فرصة"، ونفذت بدعم من وكالة التنمية الدولية السويدية (سيدا) على تسعة محاور تعنى بشؤون الإعلام من كل جوانبه، وهي: الإصلاح القانوني، والتطوير الأكاديمي، والنوع الاجتماعي، والبنية التحتية، والتدريب الإعلامي، والسلامة المهنية، والتنظيم الذاتي، والإعلام والمجتمع، والإعلام العمومي.