|
قراقع: اسرائيل استخدمت النظريات النفسية بتعذيب الاسرى
نشر بتاريخ: 26/11/2017 ( آخر تحديث: 27/11/2017 الساعة: 12:21 )
رام الله- معا- عقدت هيئة شؤون الاسرى والمحررين ندوة لمناقشة كتاب "اساليب التحقيق في مراكز الاعتقال الاسرائيلي بين استخدام نظريات علم النفس والاخلاقية المهنية" من تأليف الدكتورة فردوس عبد ربه العيسى المتخصصة في الصحة النفسية والارشاد والمحاضرة في جامعة بيت لحم.
وقد عقدت الندوة في متحف مدينة بيت لحم بمشاركة رئيس هيئة شؤون الاسرى عيسى قراقع والدكتور سعيد عياد رئيس دائرة الاعلام والصحافة في جامعة بيت لحم، والاسير المحرر صالح ابو لبن، والصحفي الكاتب اسامه العيسة وبحضور عدد كبير من الكتاب والمهتمين والاسرى المحررين والفعاليات والمؤسسات الوطنية في بيت لحم. وخلال الندوة، استعرض قراقع الكتاب المذكور، موضحا ان الكاتبة د. فردوس من خلال دراستها المنهجية والعلمية اثبتت مجموعة من الحقائق اهمها: أن حكومة الاحتلال الاسرائيلي وظفت نظريات علم النفس بأدوات وتقنيات لتعذيب الاسرى نفسيا واحداث الاضطرابات والتسبب في المعاناة، وأن اسرائيل استخدمت انجازات العلم بهدف عكسي لممارسة القمع والتعذيب، وأكدت ايضا على دور الاطباء والمعالجين النفسيين في غرف التحقيق والسجون بالمشاركة والتسبب بالتعذيب وايذاء الاسرى وانتهاك الاعراف والشرائع القانونية وآداب الاخلاقية المهنية، واثبتت الدراسة التي اجريت مع 15 اسيرا محررا اعتقلوا ما بين 1969-2015 ، أن الاحتلال الاسرائيلي مارس التعذيب الجسدي والنفسي بحق الاسرى وترك ذلك آثار نفسية بعيدة المدى على صحة الانسان الاسير وكذلك آثار اجتماعية. ودعا الى اعتبار الدراسة وثيقة هامة يجب أن تدرج في الامم المتحدة وشهادة موثقة وعلمية يجب استخدامها في ملاحقة ومحاسبة اسرائيل واطبائها في المحاكم الدولية، مؤكدا على اهمية ما دعت اليه الباحثة من تبني استراتيجية وطنية لتأهيل ومعالجة المحررين من آثار التعذيب والصدمات النفسية. وقال الدكتور سعيد عياد إن التعذيب في اسرائيل تحول الى مهنة وسياسة ممؤسسة ومنهجا مستمرا في التعامل مع المعتقلين الفلسطينيين، وأن عقلية الاحتلال الاسرائيلي تنظر الى الفلسطينيين كأنهم ليسوا من بني البشر، تنزع عنهم صفتهم الانسانية وتتعامل معهم بوحشية. واعتبر عياد ان التعذيب النفسي هو الاشد خطورة لأنه يستهدف هدم الكيان الانساني بالكامل وتدمير الروح والهوية الوطنية والانسانية للإنسان الاسير، مؤكدا أن هذه الدراسة يجب ان يبنى عليها دراسات متخصصة تفضح الكيان الصهيوني وانتهاكاته المتواصلة للقانون الدولي ونشر ذلك على المستوى الدولي. وقال الاسير المحرر الكاتب صالح ابو لبن ان دراسة الدكتورة فردوس اثبتت انه لا فصل بين التعذيب الجسدي والنفسي، فالتعذيب الجسدي يقود لألم نفسي ويتسبب بايذاء النفس والجسد. واستعرض ابو لبن وسائل الضغوطات النفسية التي مورست على الاسرى من خلال تجريته كاسير قضى 15 عاما بالسجون وان هذه الضغوطات مبرمجة وتشمل كل تفاصيل الحياة اليومية للمعتقلين ومنذ لحظة الاعتقال وأجراءات الحجز في السجون . وأشار ابو لبن الى دور الاطباء في ممارسة الضغوطات النفسية وعدم القيام بمسؤولياتهم الطبية والانسانية بالسكوت على ما يجري بحق الاسرى، والمماطلة في العلاج، التهديدات والمساومات للاسرى مقابل العلاج وغيرها. وأشار الكاتب الصحفي اسامة العيسة الذي اشرف على إدارة الندوة ان التعذيب جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية وفق الشرائع الدولية، وان استخدام الاطباء وعلم النفس في انتزاع معلومات من الاسرى وترك آثار صحية خطيرة على حياتهم يعتبر من اكبر الجرائم ، وهي جريمة مزدوجة عندما تتحول سماعة الطبيب الى اداة للتعذيب. وقال ان التعذيب لا يتم بشكل فردي او عشوائي فهو جزء من النظام والمؤسسة الامنية والعسكرية والقضائية الاسرائيلية وانه اصبح يتم بغطاء التشريع والقانون، وان المئات من الاسرى استشهدوا في السجون او بعد الافراج نتيجة ما تعرضوا له من تعذيب وضغوطات نفسية وصحية. بدورها، اجابت الدكتورة فردوس على اسئلة ومداخلات المشاركين. |