|
باحثان من جامعة القدس يتوصلان الى آلية الوقاية من مرض حبة اريحا
نشر بتاريخ: 26/11/2017 ( آخر تحديث: 27/11/2017 الساعة: 00:30 )
القدس - معا - توصل باحثان من جامعة القدس لآلية للوقاية من مرض ذبابة الرمل "الليشمانيا"، من خلال التنبؤ بالمناطق التي قد ينتشر فيها المرض الذي يصيب الإنسان والحيوان في الجلد والأحشاء الداخلية، وذلك في دراسة أجرَوها في ليبيا تنبؤا من خلالها بالمناطق الذي قد ينتشر فيها المرض لفترات مستقبلية طويلة بحلول 2060، وسيتم تطبيق هذه الآلية في فلسطين قريباً.
وتنبع أهمية الدراسة التي أجراها د.أحمد عمرو عميد كلية الصيدلة ود.عمر حمارشة من دائرة العلوم الحياتية في كلية العلوم، إلى التنبؤ بمناطق حوض المتوسط التي قد ينتشر أو ينحسر فيها المرض مستقبلاً، وذلك بدراسة التغيرات المناخية خلال السنوات القادمة، خاصةً مع انتشار المرض وارتفاع عدد المصابين به في السنوات الأخيرة. وتنبأ الباحثان بأن المرض بحلول عام 2060 سينحصر داخل صحراء ليبيا، وستزيد معدلات انتشاره في المناطق الساحلية في شمال غرب ليبيا. حيث أوضحا أن نتائج هذه الدراسة تعد بمثابة قرع ناقوس الخطر لصانعي السياسات الصحية وخاصة منظمة الصحة العالمية لاتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة للحد من انتشاره لاسيما في الدول الأكثر تضرراً من هذا المرض. وينتقل الليشمانيا بواسطة ذبابة الرمل التي تتأثر بعوامل جوية مختلفة كالرطوبة ودرجة الحرارة وغيرها، لذا يزيد انتشارها في فلسطين بمناطق الأغوار، والنقب، وبدأ انتشار المرض يأخذ منحى جديداً في الانتشار لاسيما في المناطق الزراعية القريبة من طوباس ومناطق غرب الضفة الغربية. وقال الباحثان: "قمنا باستخلاص الحمض النووي من العينات التي أُخذت من المصابين بالمرض وبلغ عددها 800 عينة، وفحصنا هذه العينات في مختبرات جامعتي الشاريته للطب Charite وجامعة فيلداو Wildau الألمانية ثم حددنا نوع الطفيل المسبب له، حيث أوضحت نتائج التحاليل أن ما يسبب المرض نوعين من الطفيل يُدعى الأول Leishmania tropica، وأما الثاني فيدعى Leishmania major. ويعتبر هذا البحث نتاج جهد مشترك بين جامعتي القدس في فلسطين وطرابلس في ليبيا وجامعتي Charite و Wildau في ألمانيا، حيث تم العمل في جامعة القدس بمنحة من مؤسسة DAAD الألمانية وضمن برنامج زمالة والذي يهدف لابتعاث أكاديميين وباحثين للتدريس وإجراء أبحاث في جامعات مرموقة حول العالم. وقد تم نُشر البحث في شهر آب 2017 في المجلة المُحكّمة بلوس (PLOS NTD( المتخصصة في نشر البحوث في مجال العلوم والطب لمواكبة التطورات المتعلقة بهما. ويعتبر د. أحمد عمرو، عميد كلية الصيدلة في جامعة القدس، أستاذ مشارك بالكلية وباحث في مجال الأمراض السارية والمعدية، وقد أجرى العديد من الأبحاث حول مرض الليشمانيا في حوض البحر الأبيض المتوسط. أما د. عمر حمارشة فهو باحث وأستاذ مشارك في علوم الأحياء الجزيئية الخاصة بنواقل الأمراض المعدية وخاصة الليشمانيا، وله العديد من الأبحاث في هذا المجال وهو مبتعث سابق لمدة سنة ضمن برنامج الفولبرايت Fulbright في جامعة نوتردام في أمريكا. يُشار إلى أن مرض الليشمانيا ينتقل بالإضافة الى ذبابة الرمل، عن طريق نقل الدم أو استخدام الإبر الطبية الملوثة، وينتشر هذا المرض في فلسطين منذ مئات السنين ويحمل اسم حبة أريحا، ويعتبر المصدر الرئيس لهذا المرض حيوان الوبر الصخري، وتقدم وزراة الصحة الفلسطينية العلاج والتشخيص المجاني للمصابين بهذا المرض، ويتم رش المناطق التي يشتبه بوجود الحشرة المسببة للمرض فيها. وقد ازداد انتشار هذا المرض في مناطق النزاع المسلح في ليبيا نتيجة لانهيار الوضع الصحي خلال الأحداث السياسية الأخيرة التي أدت لنزوح السكان لمناطق تعتبر ظروفها البيئية مهيئة لتعيش هذه البعوضة الناقلة للمرض. |