|
انطلاق المؤتمر الثامن للتوعية والتعليم البيئي في بيت لحم
نشر بتاريخ: 06/12/2017 ( آخر تحديث: 06/12/2017 الساعة: 14:16 )
بيت لحم- معا- أطلق مركز التعليم البيئي الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة أعمال المؤتمر الثامن للتوعية والتعليم البيئي، تحت عنوان "التربية والتعليم الأخضر: تقييم، وفجوات، وحلول، وتجارب" في بيت لحم.
جاء ذلك بحضور رسمي وأهلي واسع، وبرعاية رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة المطران د. منيب يونان، وبمشاركة وزير التربية والتعليم د.صبري صيدم، ونائب رئيس سلطة جودة البيئة جميل المطور، ومدراء مؤسسات رسمية وأهلية وعدة مختصين وتربيين وأكاديميين. وقال المطران د. يونان إن المؤتمر ينعقد في وقت حرج تعيشه المدينة المقدسة بعد نوايا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده إليها، وإعلانها عاصمة للاحتلال، وهو ما يرفضه مجلس الكنائس العالمي، الذي يؤكد على رغبته في السلام العادل، وعدم المس بوضع المدينة المقدسة. وأضاف: إن المؤتمرات ليست غاية بذاتها، بل هي رسالة للتغيير، ولأجل بناء وإطلاق مبادرات بيئية، تحدث نقلة نوعية في بيئتنا، وتعزز العمل المشترك، وتمنح القضايا الخضراء الحيز الذي تستحقه، من أجل الوصول إلى فلسطين حرة وخضراء ونظيفة. وتابع يونان" نفخر بحصول مركزنا على جائزة المملكة العربية السعودية للإدارة البيئية، التي نالها المركز قبل شهرين، والتي تعد الأهم في العالمين العربي والإسلامي، وترعاها منظمة (الإيسسكو)". ودعا إلى تكثيف الاهتمام بقضايا التغير المناخي، والتنبه لمخاطر العجز البيئي المتنامي بفعل الضغط الإنساني على عناصر البيئة. بدوره، شدد وزير التربية والتعليم العالي أن" إجراءات الغطرسة وتزوير التاريخ لن تستطيع نزع رسالة الحرية التي تنطلق في مدارسنا، وتصر على ترديد النشيط الوطني، ونهل التربية الوطنية". وقال: إن نقاش قضايا التربية البيئية التي لا تأخذ حقها في مجتمعنا، وفي هذا الوقت الحرج، يثبت الإصرار على الحياة، والتمسك بالأرض. وبين صيدم أن المدارس اليوم تمارس رسالة الاستدامة، من خلال العودة إلى الزراعة العضوية، والاستفادة من المقاصف، في وقت ستوقع الوزارة اتفاقية مشروع الطاقة النظيفة في المؤسسات التعليمية، الذي يشمل الاستفادة من الطاقة الشمسية في إنارة المدارس وتدفئتها، وتخصيص الفائض في تطوير مرافقها. وأشار وزير التربية إلى أن الاحتلال هو الملوث الأول للبيئة بعدوانه ونفاياته الصلبة، ومياه مستوطناته العادمة، التي لا تسلم منها مدارسنا، في وقت يدعي أن مناهجنا تُحّرض حين تنشر صورة فلسطينية تدافع بجسدها عن زيتونة أرادت جرافة إسرائيلية اقتلاعها. وكشف عن حملة ستقودها الوزارة في القدس لتطهير المدارس من المنهاج الإسرائيلي، متسلحة بفتوى دائرة الإفتاء. واستهل نائب رئيس سلطة جودة البيئة جميل المطور كلمته بالإشارة إلى تأكيد أبناء الشعب على أن انتزاع القدس وتزوير تاريخها لن ينجح، لمكانة المدينة الراسخة في قلب وعقل كل فلسطيني. وقال إن المؤتمر يتوافق مع التوجهات الدولية في تبني سياسات التربية والتعليم البيئي، كأحد أهم الأدوات الفاعلة في حماية البيئة، في وقت تبنى إعلان استكهولم عام 1972 المبدأ ( 19) حول دور الأجيال الشابة والكهول في حماية البيئة. وأوضح المطور أن قانون البيئة الفلسطيني تبنى مفهوم التربية البيئية وغاياتها، كما تبنت "جودة البيئة" الإستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم البيئي، التي تبنت مجموعة أهداف وبرامج وخطط تعمل على إنجازها من خلال الشراكة مع المؤسسات الرسمية وكافة مكونات المجتمع. وأكد أن انعقاد المؤتمر كتقليد سنوي، يشكل رافعة وتجربة رائدة تسهم في تحقيق بعض أهداف سلطة جودة البيئة، الواردة في الإستراتيجية الوطنية للتوعية والتعليم البيئي. كما يجسد ما ورد في مذكرة التفاهم المشتركة الموقعة مع مركز التعليم البيئي. وتابع المطور: شهد العام الماضي تسليم سكرتاريا الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ، البلاغ الوطني الأول، والخطة الوطنية للتكيف مع تغير المناخ لاثني عشر قطاعا بتكلفة 3,5 دولار لعشر سنوات قادمة. وبين أن العام الحالي شهد تسمية "جودة البيئة" نقطة الاتصال الوطنية لصندوق المناخ الأخضر، وتمت الموافقة على تمويل مشروع دعم التحضير للاستفادة من مشاريع الصندوق بكلفة 355 ألف دولار، وإضافة لتمويل مشروع خارطة الطريق لتكنولوجيا المناخ بقيمة 245 ألف دولار، إضافة إلى تسليم التقرير الوطني الخامس للتنوع الحيوي، والتقرير الوطني الأول حول النفايات الخطرة. فيما أكد م. عصام الحايك المدير العام في محافظ بيت لحم، وممثل المحافظ أن تحقيق السلام والاستقرار لا يمكن دون تحقيق الشرعية الدولية، وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، التي حذر الرئيس محمود عباس من خطورة تداعيات نقل السفارة الأمريكية إليها. وقال إن المؤتمر هام كونه يناقش قضايا نحن بأمس الحاجة إليه، ويسعى للخروج بحلول قابلة للتطبيق، والوصول إلى التنمية المستدامة، وفق معايير صديق للبيئة. وأضاف الحايك أن قطاع البيئة هام، فقد أولت السلطة الوطنية اهتماما به عبر استحداث دوائر الصحة والبيئة في المحافظات، داعيا إلى الاستفادة من البرامج المنجزة في الخطة الإستراتيجية لمحافظة بيت لحم 2016-2022 لغرض الحصول على تمويل لمشاريع خضراء كإنشاء النوادي البيئية المدرسية، وتخضير بيت لحم، وتكوير مسارات بيئية فيها، وإنتاج غاز الميثان من المخلفات العضوية، وبناء محطة طاقة متجددة، وإنشاء مكبات لمخلفات البناء. بدوره، قال المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي، سيمون عوض إن المؤتمر يفتح نافذة جديدة لتقييم شامل وعلمي للتربية وللتعليم البيئي (الأخضر) في فلسطين: نقاط القوة، وسبل التمكين، ويسعى لاقتراح حلول عملية قابلة للحياة، دون تدوير جديد للأزمة. وأوضح: يركز المؤتمر على المناهج وما يتصل به، لأنها التي تصنع لنا المستقبل، وتُشكل لنا ملامح الغد، ويكفي استعراض تجربتي اليابان وألمانيا، وتتبع نهضتهما من تحت الرماد بزمن قياسي، بعد صياغة منهاج تفاعلي شيد التنمية المُستدامة، واعتبر البيئة وعناصرها أولية، ما ساهم في صناعة تقدم لافت، ونهضة صناعية وتقنية هائلة لم تسقط البيئة من حساباتها. وتابع عوض: الأهم هذا العام ما سننهى به مؤتمرنا من تشكيل لجنة متابعة ليس لتنفيذ خطة العمل التي سنبنيها، بل لمتابعة ما لم يجر تنفيذه في المؤتمرات السبعة الماضية، والانطلاق من النتائج التي تم تحقيها بالفعل، والبناء عليها، وتوسيع قاعدة المشاركين في تنفيذ مبادرات ومشاريع خضراء تنتصر للبيئة والحياة. وأشار" نأمل أن يخرج المؤتمر بخطة عمل مشتركة للمؤسسات الرسمية والأهلية والقطاع الخاص خلال السنوات الخمس القادمة؛ لدعم التعليم الأخضر وتمكينه، بأوسع مشاركة ممكنة، وهو الذي لن يتحقق إلا بعطائكم وتفاعلكم ومتابعتكم". وشهدت الجلسة الأولى حوارا حول البيئة في المناهج الفلسطينية، قدم خلاله ثروت زيد رئيس مركز المناهج في وزارة التربية والتعليم العالي، وإيمان الريماوي رئيس قسم الصحة والبيئة في المناهج وعضو لجنة تأليف، ود. وفاء خاطر الأستاذة في جامعة بيرزيت وعضو لجنة تأليف، وزهير الديك مُشرف تربية رام الله والبيرة وعضو لجنة تأليف، عرضا حول "الإطار العام للمناهج: رؤية، ومنهجية، ومرجعيات، وأسس، وغايات، ومعايير". وسلطوا الضوء على حاجات التربية البيئية في المنهج المدرسي، والتربية الخضراء، والأنشطة البيئية الصفية، ومعايير اختيار هذه الأنشطة، وكيفية تنفيذها وتقويمها. فيما استعرض د. عيسى عدوان مدير عام المصادر البيئية في سلطة جودة البيئة واقع البيئة في المناهج الفلسطينية، الذي أبرز واقع القضايا البيئية في المنهاج، وأظهر نقاط القوة، وحلل الفجوات، وتقدم اقتراحات وحلول. وأكد أن إدراج القضايا البيئية في المناهج المدرسية يجب أن يخضع لشراكة بين وزارة التربية والتعليم العالي وسلطة جودة البيئة وكافة المؤسسات العاملة في مجال الحفاظ على البيئة. وحملت الجلسة الثانية تجارب محلية وعربية بيئية، واستعرض عبر نظام سكايب طارق الحميدي، المستشار الإعلامي في الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة تجربة (الطبيعة للجميع والإعلام الأخضر) تحدثت عن التعليم البيئي من خلال مبادرة "الطبيعة للجميع"، التي أطلقها الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة عام 2016، عقب مؤتمر هاواي، والهادفة إلى تحفيز المجتمعات حول العالم لإطلاق مبادرات بيئية خلاّقة، تسعى إلى تكريس الوعي والمعرفة حول القضايا البيئية، وخلق مناخ عام ودي تجاه الطبيعة والبيئة، في مختلف الأعمار وخاصة بين الأطفال. فيما قدمت ميرفت بطارسة رئيس التعليم البيئي في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة تجربة إدماج المفاهيم البيئية في المنهاج الأردني، مستعرضة جهود الجمعية التي تأسست عام 1966 وتتولى مسؤولية حماية الحياة البرية والتنوع الحيوي. وعرّفت ببرامج التعليم البيئي، وأدواته لإدماج المفاهيم البيئية في المناهج الدراسية، الذي أطلقته الجمعية في سبعينات القرن الماضي. وقدمت حنان الحروب الحائزة على جائزة أفضل معلم في العالم لعام 2016، منهجية (نلعب ونتعلم) التي استحدثتها ولجأت خلالها إلى إعادة التدوير كحل لتوفير الأدوات، واستثمار ما هو موجود في محيطها، وبدأت بجمع الألعاب القديمة، والأثاث، ومخلفات المصانع، وإطارات السيارات التالفة، والأقراص المُدمجة، والكثير من الخامات التي كانت في طريقها لحاويات القمامة، لتعيد استخدامها في الأنشطة، وكوسائل تعليمية في الرياضيات واللغة العربية والعلوم، ولتصنع منها شخصيات لأبطال القصص. وعرضت المعلمة والتربوية عايدة عوّاد من طمرة في الداخل المحتل نموذج "فالدروف: حكمة الإنسان وصون البيئة" وقدّمت خلاصة عملها مرافقه تربويه لثلاث رياض أطفال في يافا سعت إلى الدمج بين تربيه فالدورف وبرنامج التربية والتعليم، وتلتحق اليوم في تجربة جديدة حسب الطريقة الفالدورفية (حكمه الإنسان). وقدم المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي سيمون عوض عرضا حول "حصة في الطبيعة" تتبعت تجربة إدخال فلسفة التعلم من الطبيعة في فضاءاتها، لتعريف طلبة المدارس بالتنوع الحيوي في بيئتهم، ومنحهم فرصة لمراقبة الطيور وتحجيلها، وإدماجهم في مسارات بيئية تُعرفهم بوطنهم ومناطقه الطبيعة الخلابة، وفتح أبواب متحف التاريخ الطبيعي أمامهم، الذي يُعد الأول من نوعه في فلسطين، وما يوفره ذلك من تعليم تطبيقي لمواضيع التصنيف والتكيّف، وهي مواد تُدرس في مباحث العلوم والبيئة. وشهدت الجلسة الثالثة أوراقا علمية عدة، ناقشت الأولى مدى توافر معايير البيئة المدرسية السليمة في مدارس محافظة رام الله والبيرة، قدمها د. محمود أبو سمرة ، من جامعة القدس وفاطمة الشافعي من وزارة التربية والتعليم العالي. وتتبعت المتخصصة في الفيزياء أنوار جرادات مدى الوعي البيئي لدى طلبة المرحلة الأساسية العليا في مدارس التربية والتعليم بشمال الخليل. فيما قدّم د. إيهاب شكري ود. رولا أبو زنيط من مركز البحث والتطوير التربوي بوزارة التربية والتعليم العالي تقييما لكتب المرحلة الأساسية الأولى في ضوء عدد من المؤشرات البيئية. وسلط مُخلص سمارة من وزارة التربية والتعليم العالي أثر غياب مادة الصحة والبيئة من المناهج الدراسية على مستوى الوعي البيئي للطلبة من وجهة نظر معلمي المواد العلمية والمادة نفسها. بينما عالجت رنا حمد الله أبو زعرور من وزارة التربية والتعليم العالي درجة احتواء منهاج العلوم للصفين الخامس والسابع للمعارف العلمية البيئية اللازمة لتطوير السلوك البيئي. واختتم اليوم الأول من المؤتمر بحوار متلفز ضم ممثلين ومؤسسات رسمية وأهلية ناقشت واقع التعليم البيئي في فلسطين وتحدياته، وتتبعت سبل تطويره. وسيتواصل المؤتمر غدا عبر أربع جلسات تشمل أوراقا ومبادرات خضراء، وبناء خطة عمل لخمس سنوات، وتشكيل لجنة متابعة رسمية وأهلية لها. |