نشر بتاريخ: 10/12/2017 ( آخر تحديث: 10/12/2017 الساعة: 10:42 )
بيت لحم- معا- عقد وزراء خارجية الدول العربية، مساء اليوم السبت، جلسة طارئة بحثوا فيها وضع القدس بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإعتراف بها كعاصمة لإسرئيل ونقل السفارة الأميركية من تل إبيب إليها.
واعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في كلمته الإفتتاحية للجلسة، أنّ "الإجراءات الأحادية التي تستهدف فرض وقائع على الأرض باطلة ولاغية"، مضيفاً إنّ "القرار الأميركي بشأن القدس باطل وما يبنى عليه باطل بالضرورة". وشدّد أبو الغيط على أنّ "قرار الإدارة الأميركية مرفوض ولا يمكن تبريره بأيّ ذريعة أو منطق.. القرار الأميركي بشأن القدس تجاوز خطير لا يمكن السكوت عنه". وذكّر أبو الغيط بأن "القدس بحسب القانون الدولي أرض محتلة ولا سيادة لإسرائيل عليها".
وحذّر من أنّ "القرار الأميركي يقوّض الثقة العربية في الطرف الأميركي ويدفع الدول العربية لإعادة النظر في مسار عملية السلام.. اللحظة الراهنة تدعونا للتفكير في البدائل المتاح"، معتبراً أن "الرد العملي على القرار يجب أن يكون الإعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس".
السعودية: على واشنطن التراجع عن القرار
وقد نوّه وزير خارجية السعودية عادل الجبير بالإجماع الدولي الرافض لقرار ترامب بالإعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إليها. ودعا في كلمته الإدارة الأميركية للتراجع عن قرارها بشأن القدس. واعتبر الجبير أنّ "مبادرة السلام العربية خارطة طريق لحل الصراع" الفلسطيني الإسرائيلي. كما دعا المجتمع الدولي "لتكثيف جهوده للوصول الى حل عادل وشامل" لهذا الصراع.
فلسطين: قرار واشنطن له توابع سياسية وامنية جسيمة
من جهته، أعلن وزير خارجية فلسطين رياض المالكي رفض بلاده "القاطع" لإعلان الرئيس الأميركي حول القدس، معتبراً أنّه "انتهك القانون الدولي وخرق رسالة الضمانات الأميركية". وشدّد المالكي على أنّ "قرار ترامب يجرّد واشنطن من أهليتها للوساطة في عملية السلام"، معتبراً أنّ "أميركا عزلت نفسها تماماً في عملية السلام". وحذّر من أنّ "قرار واشنطن بشأن القدس له توابع سياسية وأمنية جسيمة وواسعة النطاق على المنطقة".
واعتبر المالكي أنّ "الإدارة الأميركية تنظر للقضية من زاوية ضيقة وتنساق وراء إسرائيل"، محذّراً من أنّ "الدواعش سيجدون في قرار ترامب فرصة لمواصلة إرهابهم.. قرار ترمب فرصة لمن يحاولون إثارة حرب دينية في المنطقة". وأضاف: "نأسف للوضع الذي آلت إليه الإدارة الأميركية.. نرحب بالتزام المجتمع الدولي بحقوق الفلسطينيين التي كفلها القانون.. ونشكر الدول العربية على موقفها المشرف بعد قرار قرار ترامب". وختم المالكي مؤكّداً أنّ "لا سلام بدون الدولة الفلسطينية ولا دولة فلسطينية بدون القدس".
باسيل: لم نأتِ للتصويت على بيان رفع العتب بل
من جهته، قال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إنّ "مدينة القدس لا يمكن أن تكون لدولة أحادية، ولا مكان للآحادية بيننا"، وتابع: " شرف القدس من شرفنا، والتاريخ لن يرحمنا وأولادنا لن يشعروا بالفخر ممّا فعلنا، فالويل لنا إذا خرجنا اليوم بتخاذل، ونحن لم نأت لرفع اليدين لبيان رفع العتب بل لاستعادة الذات واستعادة القضية الفلسطينية".
ودعا باسيل إلى "التقدم بشكوى لمجلس الأمن، وعلى كلّ دولة منّا القيام بالإجراءات المناسبة، وأنا سأتقدم من مجلس الوزراء اللبناني بذلك في أوّل جلسة"، وقال: "الإنتفاضة وحدها تحفظ ماء وجهنا، وندعوكم لمصالحة عربية ولعقد قمة عربية طارئة عنوانها القدس لاستعادتها إلى حضنها العربي، لأنّ من دونها لا عرب ولا عروبة".
الأردن: لا استقرار أو أمن بالمنطقة إذا لم يشعر به الفلسطينيون
بدوره، أكّد وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي أن "لا سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بدون القدس"، معلناً رفض عمّان لاعتراف أميركا بالقدس عاصمةً لإسرائيل. وحذّر من أن "لا استقرار أو أمن في المنطقة إذا لم يشعر به الفلسطينيون". واعتبر أنّ "المس بهوية القدس وتهجير أهلها جريمة تتطلب إدانة دولية.. لا بد من مواجهة القرار الأميركي بفعل عربي مؤثر وقادر.. نحتاج للتحرك مع المجتمع الدولي لتأكيد بطلان القرار الأميركي". وحثّ الصفدي متحدثاً باسم الأردن، المجتمع الدولي ومؤسساته على الإعتراف بالدولة الفلسطينية بشكل رسمي.
مصر: على المجتمع الدولي إيجاد السبل لتنفيذ حل الدولتين
من جهته، أكّد وزير الخارجية المصري سامح شكري أنّ "الوضع في فلسطين يضع المنطقة برمتها على حافة الإنفجار.. الإرهابيون والمتطرفون يحاولون استغلال التطورات الراهنة لجذب مؤيدين وتنفيذ هجمات وتبرير أعمالهم" واعتبر شكري أنّ "على المجتمع الدولي إيجاد السبل لتنفيذ حل الدولتين"، مضيفاً: "لم يعد ممكنا التغاضي عن حقوق الفلسطينيين في دولتهم".
من جانبه، قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إنّ "القرار الأميركي يجر المنطقة لمزيد من التوتر والإحتقان.. القرار الأميركي ينقل المنطقة لصراع ديني مجهول المعالم".
من جانبه أكد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على رفض بلاده للقرار الأمريكي.
وأضاف: "نحن اليوم أمام مسؤولية تاريخية أمام الشعوب العربية والإسلامية جمعاء".
واعتبر وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أن خطوة الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل هي خطوة إعلان حرب.
وقال الجعفري إن القرار له تداعيات خطيرة على المنطقة بأكملها، وطالب بأن تتذكر أمريكا الماضي عندما كانت محتلة وكيف وقف العالم معها حتى تحررت من الاحتلال البريطاني.
وانطلقت أعمال الاجتماع الوزاري العربي الطارئ، مساء السبت، بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، لبحث سبل التصدي للقرار الأمريكي.
ويترأس الاجتماع وزير الخارجية الجيبوتي، محمود علي يوسف، باعتبار بلاده رئيسة الدورة الحالية للمجلس الوزاري للجامعة.
وشهد الاجتماع مشاركة واسعة من وزراء الخارجية العرب.
وشارك في الاجتماع 18 وزيرا ما بين وزير خارجية ووزير دولة للشؤون الخارجية، إلى جانب وكيل وزارة الخارجية الليبية (الوفاق)، فيما مثل البحرين وجزر القمر مندوباها الدائمان، فيما بقي مقعد سوريا مجمدا منذ عام 2012.
ويأتي الاجتماع بناء على طلب من فلسطين والأردن، وأيدت الطلب بعض الدول العربية، وذلك للنظر في التطورات الخاصة بالقدس في ضوء قرار ترامب.
وسبق الاجتماع ، اجتماع طارىء للجنة مبادرة السلام العربية، برئاسة وزير الخارجية أيمن الصفدي، ومشاركة الدول الأعضاء في اللجنة (14 دولة ) والتي أعدت مشروع قرار لعرضه على وزراء الخارجية العرب يتضمن عناصر التحرك العربي على الساحتين الإقليمية والدولية للتصدي للقرار الأمريكي.