|
قمة السيسي عباس.. العربة تسابق الحصان
نشر بتاريخ: 11/12/2017 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
القاهرة- تقرير خاص وكالة معا- ساعات ثقيلة تمر قبل لقاء الرئيسين عبد الفتاح السيسي ومحمود عباس، وكلاهما يعرف أن وعد ترامب لليهود في القدس قد أخرج عفاريت الصراع من خزائن الارض، وأن انفجار البركان الكبير بات وشيكا.
الرئيس عباس يذهب الى القاهرة وهو لا يملك أية وعود يقدمها لواشنطن وتل أبيب، ويعرف أن ظهره الان الى الجدار ولا يملك أية خيارات سوى الهرب الى الأمام والتقدم بخطوات أوسع الى الحاضنة الشعبية ودعم التظاهرات والانتفاضة التي تلوح في الافق، وأن اسوأ الخيارات التي قد يواجهها مستقبلا لن تكون أسوأ من الارتهان للمخطط الامريكي الصهيوني الذي يهدف الى وضع بصماته على السكين من أجل ذبح الملفات النهائية مرة والى الابد، فصفقة العصر لا تحمل في طياتها اقامة دولة، ولا القدس، ولا حق العودة ولا تفكيك المستوطنات التي أقامتها اسرائيل على أراضي الـ67. بالمقابل، يحاول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منع انفجار البركان وانهيار كل شيء من خلال كسب المزيد من الوقت لاقناع ترامب بصيغة اخرى لصفقة العصر، تمنح الفلسطينيين الامل وتضمن للاقليم بوابة مناسبة لتسوية الملفات ومنع الاصطدام المحتوم. ويحاول السيسي قطع الطريق على بعض العواصم العربية التي تهرول الى التطبيع مع اسرائيل من دون أي ثمن للعرب وللفلسطينيين. عباس من جهته لم يخرج عن العباءة العربية ويراهن حتى اللحظة الاخيرة على موقف عربي مصري واردني موحد. ولكن تل أبيب تبدو متعجلة لتنفيذ مخططاتها الرامية للتطبيع مع العرب من دون اي التزام بالمبادرة العربية. مهمة عباس تبدو مستحيلة، ومهمة السيسي تبدو مستحيلة أكثر.. وقد تعطي القمة الفريقين عدة أيام أخرى من المحاولات. لكن الشارع العربي والفلسطيني يتقدم بسرعة كبيرة، باتجاه المزيد من المواجهات . وفي حال تدهور الوضع ميدانيا. ستفقد أجهزة الامن قدرة السيطرة على مستوى اللهب وسوف تسبق العربة الحصان، تماما كما حدث في المرات الماضية. |