وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حساسيان: قرار ترامب أدى إلى نسف حل الدولتين

نشر بتاريخ: 11/12/2017 ( آخر تحديث: 13/12/2017 الساعة: 10:29 )
حساسيان: قرار ترامب أدى إلى نسف حل الدولتين
القدس - معا - قال السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة، الدكتور مانويل حساسيان، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس، هو قرار مجحف بحق الفلسطينيين ويتناقض مع القانون الدولي.

وأضاف في حديث خاص لـموقع ”شرق وغرب”: “هذا القرار مجحف بحق الفلسطينيين ويتناقض مع القانون الدولي. كما أنه يتناقض مع كل قرارات مجلس الأمن وهيئة الأمم المتعلقة بالقدس. وهذا قرار أحادي الجانب اتخذ من قبل ترامب، وهو يعطينا الرسالة الواضحة بأن الطرف الأمريكي ليس نزيه بوساطة عملية السلام”.

وأشار إلى أن هذا الاعلان “أدى إلى نسف حل الدولتين وحل العملية السلمية بأكملها. كما أدى إلى ردود فعل ممكن أن تكون عنيفة في منطقة الشرق الأوسط. أضف إلى ذلك أنه قرار ضد الاجماع الدولي حول القضية الفلسطينية، وخصوصا المتعلق بقضية القدس. فبذلك نرى أن الولايات المتحدة قد اتخذت موقفاً مغايراً للقانون الدولي. اتخذت موقفاً في دعم الصهيونية ودعم الاحتلال الإسرائيلي بالسيطرة على القدس. القدس تعتبر محتلة، وهي بذلك تعتبر من أهم القضايا في الحل النهائي في خضم المفاوضات”.

وقال متسائلاً: “الآن لا ندري أين المفاوضات ستكون؟ وهل هناك مسار للعملية السلمية؟ ردود الفعل العالمية والدولية كانت كلها منافية لقرار ترامب. القيادة الفلسطينية تستشير الآن المنظومة الإسلامية والمنظومة العربية والأشقاء العرب”، مضيفاً أنه “سيكون هناك مؤتمر قمة عربية قد تم طلبه بشكل سريع ومن المؤتمر الإسلامي. لقد خلط الأوراق السيد ترامب بهذا التصريح وخلق جواً مشحوناً للعداء للولايات المتحدة وللاحتلال الاسرائيلي”.

وعن الهبة العربية والإسلامية التي حصلت ولا تزال، قال: “هذا كان متوقعاً، بأن الردود كلها ستكون مع الموقف الفلسطيني، لأن هذه الردود تعبر عن القانون الدولي وعن كافة القرارات التي صدرت من مجلس الأمن، ومن هيئة الأمم بشكل عام. وهذا إن دل على شيء، فهو يدل على نصرة القضية وعلى عدالة القضية الفلسطينية. نحن لسنا محتلين، ولكننا محتلون من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وإن ما فعلته أمريكا هو تعزيز للإحتلال ونسفت عملية السلام، واتخذت موقف أحادي الجانب. فنحن لا نستغرب من كل هذه الردود التي تردنا كل يوم. 151 دولة اعترفت بأن ما فعله ترامب يعد منافياً للقانون الدولي”.

ومضى يقول: “لقد اختار السيد ترامب والولايات المتحدة أن نكون على الطرف الآخر من القانون الدولي، ولا يوجد الآن وسيط بعملية السلام. وهناك موقف واضح وصريح من القيادة الفلسطينية بأن ننظر إلى وسيط نزيه آخر لأن الأمريكيين قد حددوا موقفهم مع الإحتلال في قمع الفلسطينيين وعدم اعطائهم الحق في تقرير المصير”.

وأهاب بالشعوب العربية والإسلامية أن “تنتفض وتحاول قدر الإمكان أن تقاطع أمريكا سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً. هذا ما نصبوا إليه، وهو أقل شيء يستطيع العرب أن يفعلوه، وأن يقفوا بجانب الفلسطينيين الذين يرسخون تحت طائلة هذا الاحتلال البغيض الغاشم”.

وأكد أن هذه الانتفاضة “يمكن أن تستمر إلى شهور أو ربما إلى سنين، لا ندري. لأن ردة فعل الجانب الفلسطيني غاضب جدا على هذا القرار، وأن القدس لا تمثل فقط الهوية الفلسطينية، وإنما تجسد الهوية العربية والإسلامية. وأن المقدسات الموجودة في القدس لن تكون حكرا على اليهودية في السيطرة عليها. ولذلك نحن نصبوا أن نرى موقفاً عربياً وإسلامياً جاداً موحداً ضد هذه الهجمة الأمريكية التي خلطت الأوراق، وما زالت تخلط الأوراق في منطقتنا. وأن تكون الهبة البداية لإنهاء هذه السياسة العنجهية الإمبريالية الأمريكية في المنطقة”.

نحن نشد على أيادي الوزير الماليزي ونتمنى أن تكون أقواله أفعالاً وليست أقوالاً فقط. نحن سئمنا من قضايا الشجب والاستنكار. نحن نريد الآن أفعال على أرض الواقع. كيف نستطيع أن ندافع عن مقدساتنا في القدس؟ عن هويتنا في القدس؟ أين الشعب العربي وأين الشعب الإسلامي؟ ليس فقط بالشجب والاستنكار نحرر فلسطين. فلسطين ليست حكرا على الفلسطينيين. هي مقدسات للمسلمين والمسيحيين جميعاً”.

واختتم السفير حديثه بالقول: “يجب أن نهب دفاعاً عن مقدساتنا بالأفعال، وليس بالشجب والاستنكار فقط. نثمن موقف وزير الدفاع الماليزي، ونتمنى وجود شعوب أخرى وحكومات أخرى تساندنا”.