|
مجلس الافتاء يدعو لرص الصفوف لتحقيق المصالحة
نشر بتاريخ: 14/12/2017 ( آخر تحديث: 14/12/2017 الساعة: 13:38 )
القدس - معا - رفض مجلس الإفتاء الأعلى بصورة قاطعة قرار الرئيس الأمريكي، بمنح القدس المحتلة عاصمة لدولة الكيان الاحتلالي الإسرائيلي، مبيناً أن هذا القرار غير قانوني وغير شرعي، وهو قرار مَن لا يملك لمن لا يستحق، ويشكل تهديداً جدياً للسلم والاستقرار في المنطقة، ويمثل اعتداء صارخاً على حقوق الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية من ورائه، فالقدس جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، ولا شرعية لوجود الاحتلال في أي شبر منها، وستبقى ومقدساتها ودرة تاجها المسجد الأقصى المبارك في وجدان المسلمين والعرب، ولا تقبل التنازل ولا المساومة، وشعبنا وقيادته وفصائله يرفضون تسليم مفاتيح المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة لأي جهة غريبة مهما كلف ذلك من ثمن وتضحيات.
وفي السياق ذاته؛ وجه المجلس تحية إكبار واعتزاز إلى أبناء الشعب الفلسطيني بخاصة والشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم بعامة، الذين هبوا دفاعاً عن عروبة القدس، في ظل القرار الأمريكي المجحف، الذي يجرد الفلسطينيين من قدسهم، مثمناً وقفتهم الجادة والمسؤولة مع أبناء الشعب الفلسطيني وقدسه ومقدساته. وأعرب المجلس عن مساندته ودعمه الكاملين للرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية حيال الموقف الحازم تجاه رفض (قرار ترامب)، حيث أكد على أن (ترامب تعامل مع القدس كأنها إحدى ولايات أمريكا، لا إنها القدس، القدس خط أحمر، هي عاصمة فلسطين الأبدية كانت ولا زالت وستبقى). وطالب المجلس قادة العرب والمسلمين وعلمائهم، ودول العالم وشعوبه الحرة والمحبة للسلام بالوقوف في وجه تنفيذ هذا القرار الجائر، ومساندة الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مشيداً بموقف الأزهر الشريف وشيخه وعلمائه وبموقف البابا تواضروس لرفضهم استقبال نائب الرئيس الأمريكي، داعياً إلى توسيع دائرة الإعلان عن رفض هذا القرار الخطير. وحض المجلس مسلمي العالم جميعاً على شد الرحال للمسجد الأقصى ضمن الضوابط الشرعية المعتمدة لإعماره والصلاة فيه، وتكثير سواد المسلمين المرابطين في رحابه، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً، في إطار إدراك المسلمين لعظم مسؤوليتهم وواجبهم تجاه الأرض الفلسطينية والقدس ومقدساتها وصمود أهلها. من جانب آخر؛ دعا المجلس إلى الوحدة ورص الصفوف ودعم جهود المصالحة، وإنهاء الانقسام، والوقوف صفاً واحداً موحداً في هذه اللحظات التاريخية المصيرية التي تواجه فيها قدسنا وشعبنا وقضيتنا استهدافاً صعباً وقاسياً، مؤكداً على أن إعادة اللحمة إلى شقي الوطن ستمكننا من مواجهة التحدي الأكبر الماثل أمامنا، وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة، والقلب منها القدس عاصمتها الأبدية، وهنا يؤكد المجلس على أن إنجاز المصالحة واجب شرعي وضرورة وطنية، لتفويت الفرصة على المتربصين بهذا الشعب وأرضه ومقدساته. جاء ذلك خلال عقد جلسة المجلس الثامنة والخمسين بعد المائة، برئاسة الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، وتخلل الجلسة مناقشة المسائل الفقهية المدرجة على جدول أعمالها، وذلك بحضور أصحاب الفضيلة أعضاء المجلس من مختلف محافظات الوطن. |