|
نائلة والانتفاضة فيلم يجسد دور المرأة في انتفاضة الحجارة
نشر بتاريخ: 19/12/2017 ( آخر تحديث: 19/12/2017 الساعة: 19:43 )
رام الله- معا- على مسرح جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في البيرة، كان العرض الافتتاحي لفيلم نائلة والانتفاضة، فيلم وثائقي أنتجته مؤسسة جاست فيجن الأمريكية بحضور رسمي وشعبي كبيرين.
فيلم نائلة والانتفاضة يغوص في أعماق ذكريات الانتفاضة الأولى، انتفاضة الحجارة، ليوثق الفيلم تجربة نضالية بالغة الأهمية في التاريخ الفلسطيني، بالتركيز على معاناة المرأة، خاصة في الأسر، وعلى الدور القيادي للنساء في قيادة الانتفاضة. وفي الصدد، قال وزير الثقافة، د. إيهاب بسيسو إن فيلم نائلة والانتفاضة يمثل وثيقة بصرية سينمائية مهمة جداً من جهة تحفيز الذاكرة، ومن جهة أخرى حتى تكون مصدراً من مصادر الالهام للواقع، لا سيما في ظل المتغيرات السياسية، والتي تدفع إلى استلهام روح الانتفاضة الأولى في الواقع السياسي. وأكد د. بسيو أن الفيلم يؤكد على عروبة مدينة القدس المحتلة، واعتبارها عاصمة دولة فلسطين، وللتأكيد كذلك على استمرار النضال الفلسطيني من أجل نيل الحقوق المشروعة، وأقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف. وشدد الوزير الشاب على أهمية العمل على توثيق مسيرة النضال الفلسطيني بكل مراحله، ولكن تحديداً عند الحديث عن فترة الانتفاضة الأولى، فالحديث هنا عن مرحلة بالغة الأهمية، كونها ملهمة على المستوي الجماهيري والشعبي. وقال د. بسيسو إن الفيلم يظهر الواقع كما هو، حين لعبت فيه مختلف فئات الشعب الفلسطيني دوراً محورياً في رفع اسم فلسطين وقضيتها الوطنية حتى أصبح اسم الانتفاضة يدخل في القاموس السياسي باشتقاقاته العربية بكل اللغات. وأشار د. بسيسو إلى أن الانتفاضة الأولى جسدت حالة جماهيرية مهمة جداً، ولعبت المرأة فيها دوراً أساسياً لتجربة النضال الشعبي والجماهيري، وكذلك الأمر كانت المرأة في مقدمة العمل السياسي في الميدان وفي المؤسسات المختلفة. على مدار ساعة وربع، يسهب الفيلم ومنتجته رولا سلامة في وصف طبيعة حياة شعب فلسطين عقب احتلاله في العام 1967، وما تلاه من أساليب قمع وتنكيل وصولاً إلى مرحلة الانفجار العظيم المتمثلة بالانتفاضة، ورسم الفيلم بحرفية طبيعة الحياة في ظل منع التجول والأسر والاستشهاد، ليقدم وثيقة بصرية هامة غير معتادة لمن لم يعشها. الفيلم يقوم على توثق وكالات ومحطة تلفزة دولية عديدة، لتعرض بعض المشاهد الحقيقة المصورة للمرة الأولى، ليعيش من لم يكن موجوداً إبان الانتفاضة الأولى تفاصيل وحياة تلك الحياة القاسية. وتسلسل الفيلم بحرفية دقيقة وجمالية بين التصوير المتلفز، والرسم الكرتوني، ليضيف للفيلم طابعاً تشويقياً، يجعل المشاهد غير قادر على التوقف عن المشاهدة، فالأسلوب الشيق في عرض تفاصيل الحياة خلال الانتفاضة ودقتها، تجعل الفيلم متماسك ومتراص. في السياق، قالت بطلة الفيلم نائلة عايش إن فيلم نائلة والانتفاضة وبعد 30 عاماً أعاد لها كل الذكريات الأليمة التي مرت بها، وفي نفس الوقت هي ذكريات مليئة بالعزة والشموخ والصمود، خاصة أن الانتفاضة الأولى تميزت بمشاركة كل الناس، فالشعب الفلسطيني بكل فئاته كان له دور هام في الانتفاضة. وأكدت نائلة أن الفيلم يعمل على توثيق مرحلة هامة في تاريخ شعب فلسطين، لا سيما أن هذه المرحلة لم يكن شعب فلسطين يمتلك محطات تلفزة، فكان ممنوعاً منها، فالفيلم عرض مقاطع وتسجيلات مصورة للانتفاضة الأولى. وأشارت نائلة إلى أن المشاهد والتقارير التي أعدتها وكالات الأنباء العالمية عن الانتفاضة الأولى أظهرت حالة استنهاض الشعب الفلسطيني بكل مكوناته، والذي كان كله في الشارع يقارع الاحتلال، وأظهر الدور الهام للمرأة الفلسطينية. ما يحتويه الفيلم من مشاهد مصورة، وقصص وتقارير تلفزة غربية وما احتواه من رسوك كاريكاتورية تعبيرية، جعلت المشاهد يغوص عميقاً في طبيعة القسوة التي عاشها الفلسطيني، وأعادت من قاسى هذه الفترة إلى أحداث كانت مخبأة في ذاكرته، ليستعيد ثورة شعب بأكمله، والدور القيادي للنساء. من ناحيتها، قالت منتجة فيلم نائلة والانتفاضة، رولا سلامة، إن مؤسسة جست فيجن تسعى إلى توثيق تجربى مهمة من تجارب الشعب الفلسطيني، وهي التجربة الرائدة والمتميزة في تاريخ النضال الفلسطيني، والتي يجلهاها الكثير من الأجيال الجديدة، فجاء فيلم نائلة والانتفاضة ليوثق هذه المرحلة، ويلقي الضور على الدور الهام والمحوري للمرأة الفلسطينية في انتفاضة الحجارة. وأكدت سلامة أن الفيلم يركز على مرحلة دقيقة في تاريخ شعب فلسطين، ومشاركة كل قطاعات الشعب فيها، ومن جميع الأعمار، ولكن هذه الأدوار تراجعت لاحقاً، وبقيت مجموعات قليلة فقط تشارك في مراكز القيادة. وقالت سلامة إنها حين قامت بالبحث الاستباقي لإنجاز الفيلم لاحظت الدور الكبير والهام للمرأة في الانتفاضة وفي قيادتها، وبالتالي فإن رسالة الفيلم تقوم على استنهاض الشباب والنساء للمشاركة في صنع القرار. وأشارت سلامة إلى أن البحث الميداني لإعداد الفيلم كان طويلاً ومضنياً، فأظهر دوراً ريادياً للمرأة، لا سيما تجربة المرحومة ربيحة ذياب والتي قادت الانتفاضة الشعبية لأكثر من عام ونصف، في ظل اعتقال جميع الرجال، إضافة إلى الدور الكبير في قيادة الانتفاضة للمناضلة زهيرة كمال وغيرهن الكثير. عرض الفيلم الافتتاحي كان في الولايات المتحدة، ومن ثم في الامارات، وليكون عرض الفيلم الأ,ل في فلسطين في ظل إحياء شعب فلسطين ذكرى مرور ثلاثين عاماً على انتفاضة دخلت القاموس السياسي باشتقاقاته بكل لغات أهل الأرض. |