|
الحلقة المفقودة في الإنتفاضة المنشودة
نشر بتاريخ: 20/12/2017 ( آخر تحديث: 20/12/2017 الساعة: 23:19 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
إذا تسير في شوارع المدن الفلسطينية، إذا تقف مع المتظاهرين وتستمع إلى أسئلتهم المباشرة. سوف تجد أن هناك حلقة مفقودة في السلسلة السياسية ( السياسية وليس الشعبية ) ولا أحد يعطي الإجابة عليها .
حركة فتح تريد هبة شعبية وانتفاضة وتريد مقاطعة أمريكا وقطع جميع الطرق على حكومة المستوطنين، لكنها حائرة في أمر السلطة، فماذا ستفعل بهذه الوزارات وهيئات الحكومة. حركة فتح لا تريد سلطة بلا سلطة ولا حكومة بلا حكم، ولكنها حملت هذه التركة ودفعت أثمانها مضاعفة !! الأحزاب اليسارية تريد انتفاضة تبدأ بالتخلي عن اتفاقية اوسلو وتنتهي بحل السلطة في الضفة الغربية، وفي نفس الوقت تطالب بعودة السلطة الى قطاع غزة !! ويريد اليسار خلع أمريكا وأن تكون روسيا راعيا للسلام، ولكن روسيا لا تريد أن تكون راعيا للسلام ولا تتخلى عن صديقتها اسرائيل !!! الحركات الإسلامية تريد انتفاضة مسلحة ومعركة تحرير، لكنها تدرك أن الكفاح المسلح تقوده التنظيمات والكتائب المسلحة ولا يمكن توكيله للمدنيين وتلاميذ المدارس والعمال وربات المنازل !! الجماهير الفلسطينية تريد الحرية والحكم الرشيد والعدالة الإجتماعية ولا تريد أن تذهب الى المعركة ضد أمريكا في حين يسافر أولاد المسؤولين للدراسة في أمريكا !! هذه المرة، لا ينفع القفز عن البديهيات. ولا يفيد الهروب الى العناوين العامة والشعارات الهلامية. فهناك حلقة مفقودة، لا يمكن العثور عليها قبل أن يعرف المواطن بوضوح : ماذا تريد القيادات ؟ وماذا تريد القوى والتنظيمات بالضبط ؟ هل هي انتفاضة عارمة أم حركة احتجاجية مستمرة ؟ ما هو الشعار السياسي ؟ ومن هم الأصدقاء ومن هم الأعداء ؟ وماذا لو اتضح ان حكومات عربية اتفقت مع ترامب على صفقة العصر ؟ ما هي الأدوات المتفق عليها ؟ ما هي الضمانات الثورية لانتفاضة عادلة ؟ والانتفاضة لا تقبل الفراغ ، فهي في صيرورة دائمة، ترسم نفسها، وتتشكل، وتمضي، ولا تنتظر . |