وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ما علينا فعله للانتصار للقدس واسقاط وعد ترامب

نشر بتاريخ: 21/12/2017 ( آخر تحديث: 21/12/2017 الساعة: 17:06 )
ما علينا فعله للانتصار للقدس واسقاط وعد ترامب
الكاتب: موفق مطر
ما لم تعلن اتحادات العمال العربية والنقابات الاستنفار ورفض تفريغ وتحميل السفن والطائرات الأميركية، وما لم تقرر وزارات الاقتصاد العربية تجميد استيراد البضائع الأميركية من الابرة وحتى الطائرة، وما لم ندفع دونالد ترامب (بلفور الثاني) (هتلر أميركا) للندم على وعده، وغدره، وصفعته للشرعية والقانون الدوليين فان التاريخ، والشعوب ستحسب قرارات وزراء الخارجية العرب، وقمة منظمة التعاول الاسلامي في اسطنبول، على أهميتها بمثابة (أضعف الايمان) فيما القدس التي انتهكت الادارة الأميركية حرمتها المقدسة لدى آلاف الملايين من الأحرار، العرب منهم والمؤمنون المسيحيون والمسلمون في الوطن العربي وبلاد الدنيا، تطلب اقوى الايمان.. لكن ما الواجب علينا نحن الفلسطينيين، حيث يبوس التي غناها الشاعر سميح القاسم: "أنت لي واسمك القدس… لي، واسمك القدس .. والقدس والقدس من كل حال وحين.. والى كل حال وحين .. والى أبد الآبدين .. آمين".
أن نؤمن أولا أن فلسطين عموما، والقدس خصوصا، في قلب وعقل وفكر وعمل قائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، رئيس الشعب الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، وأنه كانسان ورئيس للسلام، وللشعب الذي ابتغى السلام بصدق واخلاص، قد قرر باسم هذا الشعب، صاحب الارادة اللامحدودة، اعطاء درس لكل من فكر أو ظن أو ما زال يفكر ويظن بقدرته على اخضاع حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، أو المساس بالمقدسات، أو منع هذا الشعب الحضاري من حقوقه التاريخية والطبيعية في وطننا فلسطين عموما والقدس تحديدا، باعتبارها عاصمة دولتنا الأبدية.
أن نقف مع أبو مازن الذي قال باسم الشعب لاءات كبيرة بوجه الذين ظنوا بقدرتهم على التصرف بحقوق الشعب الفلسطيني، مصير ومستقبل وخارطة المنطقة حسب مشيئتهم ومصالحهم، فربما تصاعدت لاءات عربية كبيرة من المحيط الى الخليج، حتى يفهم المحتلون المستكبرون ومعهم (الترامبيون) في البيت الأبيض والكونغرس، وائتلاف نتنياهو العنصري المتطرف أن ارتكازهم على القوة المرعبة، وارهاب الدولة، والجرائم ضد الانسانية، لن تمكنهم من فعل ما يريدون، ويبسطون سيادتهم و(ينبسطون)، لأنهم يواجهون شعبا لم يكل ولم يمل منذ مئة عام عن الكفاح، شعب يبدع بتوريث آيات الصمود والنضال، وبقدرته وحكمة قياداته على اختراق الميادين التي كانت حكرا على دولة الاحتلال اسرائيل واللوبيات اليهودية الصهيونية في العالم والقوى الاستعمارية ومثالها اليوم (امبراطورية ترامب البلفورية الهتلرية).
أن يبقى حراكنا الشعبي السلمي في الميادين والمواجهة من جنود الاحتلال والمستعمرين والرسمي في ميادين القانون الدولي، هنا على ثرى هذه الأرض الطيبة حيث بوابة السموات الى سابعها انعزز الصمود والثبات والتجذر، فنحن كنا هنا منذ أشرق صبح سلام على الأرض وها نحن الآن على أديمها نحيا بها وتحيينا، وعليها سنبقى وسنكون الى أن تطلع الشمس من مغربها.
علينا تقاسم رغيف الخبز، لأن قاسمنا المشترك الحرية والاستقلال، نعيد ترتيب اوراقنا، وجدولة مكاسبنا، ونفتح الأبواب والنوافذ على بعضنا، ونزيل ستائر العصبية الحزبية، ونتعصب للوطن وللوطن فقط، نتقاسم مقومات الصمود بعدالة، فننظم قانون تحريم العمل في المستوطنات، أو في أي خدمة يستفيد منها المحتل.
ما زال أمامنا الكثير لقلب احتلاله من مرتبة (خمسة نجوم) الى حالة نجعل المحتلين والمستعمرين المستوطنين العنصريين (يرون النجوم في عز الظهر) بمقاومة سلمية مشروعة، وذروة الحكمة ألا ندعهم يدفعوننا الى مربع المواجهة المسلحة، ذلك أنهم الأقدر على حسمها لصالحهم، وتخريب كل منجزاتنا السياسية، وكل ما أنشأناه من قناعات ووعي لدة شعوب ودول وحكومات العالم.
يتوجب علينا محاصرة الذين يراهنون على اعادة عجلة الوحدة الوطنية الى الوراء، واسقاطنا في النزاعات وحضيض النزاعات الحزبية، فالقدس لا تحتمل شعارات الجاهلية السياسية، ولا الجهوية الفئوية، ولا التهديد بفرط عقد الوحدة الوطنية ما لم تتم شرعنة الانقلاب والبلطجة والعبثية، والولاءات للقوى الاقليمية، والسخرة لدى الأجندات الاقليمية.
ألا نصغي لما تلوكه الألسنة متعددة الجنسيات، تلك التي ستبلغ ذروة شماتتها بنا وهي ترانا نحترق ونحترق فقط، فهؤلاء سيستخدمون أقصى ما لديهم من طاقات، وأقسى التعابير، لدفعنا الى تغيير جهة المعركة، اذ يجب ان يفهم هؤلاء الذين يتبارون في استغلال اسم القدس وتضخيمها في شعاراتهم وخطاباتهم، ان معركتنا مع الاحتلال والاستيطان ومع ادارة أميركية اعتدت على روحنا الوطنية، على روحنا اثقافية، على مستقبلنا ومبرر وجودنا على هذه الأرض، وان اية معركة جانبية أو حرف البوصلة عن معركة القدس هي خدمة مجانية (لمنظمة الهيكل).. وعليهم ان يسمعوا منا أن قيادتنا حكيمة عاقلة مؤمنة، ثابتة على الحق والحقوق، وأننا نرى القدس بعيون رئيسنا الشجاع أبو مازن.