وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جربتي مع كتائب الأقصى معارك طاحنة جنين- الحلقه (6)

نشر بتاريخ: 23/12/2017 ( آخر تحديث: 23/12/2017 الساعة: 07:54 )
جربتي مع كتائب الأقصى معارك طاحنة جنين- الحلقه (6)
الكاتب: منذر ارشيد
لن أطيل كثيرا فالموضوع يستحق أن يكون في كتاب ولكن هناك من عاشوا التجربة أكثر مني وعليهم تدوين تجربتهم بتوسع أكبر فلا أحد يمكنه إحتكار الحقيقة ففي كل المدن والقرى حدثت بطولات عظيمه

سأروي لكم بعض المشاهد البطولية التي عشتها لحظة بلحظة...
مرت أيام وأشهر على المواجهات الشبه يومية ولم يكن لأحد في العالم أن يوقف العدو عن التمادي والبطش الحاصل في الوطن، وشعبنا كان تحت رحمة الهجمات والقصف والإغتيالات والنازعات وبيوت العزاء، طورت الكتائب والقوى الوطنية والإسلامية من أدائها الفدائي وبدأت عمليات في قلب الكيان وفي المستوطنات وكان كتائب الأقصى من أكثر المجموعات التي طورت عملياتها النوعية من خلال مجموعات مكونة من 3 الى 4 أفراد كأقصى حد .
وكان العمل الأقوى في منطقة رام الله وخاصة قراها التي شهدت عمليات نوعية عظيمة كعملية عطارة التي قادها أبطال الكتائب الذين أشرف عليهم ضباط من الأجهزة الأمنية خاصة من الأمن الوطني وال17 المخضرمين منذ الثورة وهؤلاء خاضوا معرك الثورة في لبنان.. عمليات زرع عبوات ناسفة وكمائن للجيش الإسرائيلي ومواجهات مباشرة بالرشاشات وحتى السلاح الابيض واعترف العدو بسقوط قتلى . وتكرر ذلك في نابلس وطولكرم والخليل وغزة ومعظم المناطق الفلسطينية .
أما في جنين فقد شهدنا إختراقات للحدود في مناطق العفولة وأم الفحم وغيرها من مناطق التماس . ولكن السلاح كان لا يتناسب مع سلاح العدو... وكأن المساعدات والدعم كان من الراحل أبو عمار وعن طريق المناضل مروان البرغوثي ولكن لم يكن كافيا ولا ننسى أن أضافها كانت تأتي من الخارج ومن حزب الله بالتحديد عن طريق منير مقدح وهي أموال متواضعة وشراء السلاح كان عن طريق مافيا العدو وهذا كان يشكل خطورة.

كان العدو يلجأ لعمليات إنتقامية وقد أحاط المدينة والمخيم بالدبابات والكمائن المتنقلة كل ليلة كانت تجهز ليلا وسرا ومع الفجر ينسحبوا

إليكم هذه الحكاية المدهشة
موقع عسكري شرق مدينة جنين مقابل جبل أبو ظهير
كان الجيش يبدل قواته كل يوم مساء فيأتي باص محمل بالجنود ويبدلهم بجنود (إستراحة)
قرر الإخوة القيام بعملية ضد الباص الذي ينقل الجنود واتفقوا على إستطلاع الأمر ودراسته والتخطيط له ... ولكن أحد الأخوة رفض العملية على أعتبار أن المكان مسيطر عليه ويحتاج لأكثر من مجموعة تتوزع مهماتهم على أكثر من مكان موقع المعسكر محصن.. الطريق مسيطر عليه ..من قبل برج مراقبه ..الأمر يحتاج لأكثر من عشرين مقاتلا وأسلحة متنوعة مثل الآربي جي وهو غير متوفر .
الأخ المناضل .. وسيكون رده الفعل جنونية تنعكس على المدينة.. فقرر أن يقوم بالعملية لوحده وذلك باستعمال أسلوب قلب الباص بواسطة مواد لزجة (زيت وسولار) وبالفعل توجه مساء وبعد العشاء وصل الشارع الإلتفافي شرق جنين وفي وادي عز الدين ومعه صفيحة من الزيت والمخلوط بالسولار سكبها على الشارع المنحدر والمتعرج ووصل الموكب المكون من سيارتين عسكريتين واحدة أمام الباص والثانية خلفه وعند وصول السيارة الأولى إلى المنعطف تزحلق وانقلب على جانب الطريق ... جهز المقاتل بندقيته لاصطياد ما يمكنه من الجنود الذين سينزلون من الباص لمساعدة المصابين في الجيب العسكري .. وإذا بمخزن الذخيرة يسقط من البندقية أم 16 وبينما هو يبحث عن المخزن فوجيء بعشرات الجنود ينهضون من حوله ويهرولون نحو الحادث الذي لا يبعد سوى عشرين مترا .
(كانوا يكمنون بشكل مختفي بين الشجر والصخور ولم يشاهده الجنود الذين لم يكن يعلم بوجودهم، وكانت مفاجئه ولم يكن يعرف أنه في قلب كمين إسرائيلي .. وعناية الله حالت دون اكتشافه ).
والأغرب أن الجنود وهم يتراكضون ويصرخون لنجدة المصابين في الجيب العسكري، مروا من جانبه وكأنهم اعتقدوا أنه واحد منهم ....! وقف وركض معهم ثم أختبأ خلف صخرة وتسلل إلى الخلف ودخل بين البيوت واختفى حتى وصل قلب المدينة.
وما أن وصل منزله واذا بالجزيرة تبث خبرا أن رجال المقاومة قاموا بعملية واشتبكوا مع العدو بمعركة استمرت نصف ساعة وان سيارات الإسعاف وقتلوا عددا من الجنود...ووالخ
كلام عاري عن الصحة..
قام الجيش باقتحام الحارة الشرقية حتى وسط البلد ولم يعرف الناس السبب إلا من تهويش الجزيرة طبعا تم الغاء العملية الكبرى ولم يعرف أحد على الإطلاق من قام بهذه العملية الصغرى إلا الله واحد أصحاب البيوت الذي لجأ إليها المقاتل وكان آجلا شهما .. أخفى عنده سلاحه ليتمكن الوصول لبيته دون كشف أمره.

توالت الأحداث وحصلت اقتحاماً لقلب المدينة خاصة من شارع المقاطعة..باتجاه تمثال الطيار الألماني..شهدت بطولات نادرة لا يمكن أن أصدقها لولا مشاهدتي لها.
يتبع... الحلقة (7) السابعة