وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الرئيس ابو مازن: هنا يكمن نجاحك !!!!!

نشر بتاريخ: 25/12/2017 ( آخر تحديث: 25/12/2017 الساعة: 11:23 )
الرئيس ابو مازن: هنا يكمن نجاحك !!!!!
الكاتب: عوني المشني
ليس بالأمر الذي يحتاج الى تحليل القول ان الوطن العربي يمر بحالة تشرذم مرشحة للتعمق، والحالة هذه تجاوزت حدود العالم العربي لتصبح على مستوى الإقليم، أسباب هذا التشرذم كثيرة ومتعددة، لكن جوهر المسألة اولا عدم وجود قوة محورية جاذبة تستطيع ان تحقق التفاف حولها، وثانيا غياب قضية مركزية تشكل قاسم مشترك اعظم وتتقدم على الاهتمامات الاخرى.
ان الخاسر الأكبر من حالة التشرذم هذه هي القضية الفلسطينية، وهذا امر واضح ايضا، لهذا فان للفلسطينيين المصلحة الأكبر في الخروج من هذه الحال، هذا يعني ان الدور الأكبر في خلق حالة اصطفاف إقليمية موحدة يفترض ان يقوم به الفلسطينيين !!!
السؤال هل هذا ممكن ؟؟؟؟؟
باستعراض موضوعي فان الدول المرشحة ان تشكل قوة إقليمية محورية في الإقليم هي خمسة دول : مصر ، الجزائر ، السعودية ، ايران ، تركيا . لكن لكل دولة مواصفات مختلفة.
مصر ؛ دولة عريقة ولها تاريخ في هذا السياق ، ولكنها مثقلة بوضع اقتصادي بات يؤثر على إمكانيات دورها السياسي في الإقليم ، كذلك لديها تحديات داخلية سياسية صعبة وتحتاج الى فترة ليست قصيرة لتستعيد دورها . السعودية رغم امكانياتها المالية الكبيرة الا ان تبعيتها للسياسة الامريكية تضعف دورها السياسي الجاذب اضافة لكونها دخلت في السنوات الاخيرة صراعات سياسية أضعفت موقفها . الجزائر دولة لها مقدرات كبيرة الا انها بعيدة نسبيا عن مركز الحدث الشرق أوسطي ونظامها الحالي متقوقع على ذاته ، وبما بحكم كبر عمر الرئيس حيث كان الرئيس هواري بو مدين اكثر فاعلية في العلاقات العربية والإقليمية . ايران دولة امتلكت أسباب القوة بشكل مثير ويدعوا للإعجاب ، ايران بحكم البعدين القومي والمذهبي تفتقر لامكانية ان تشكل مركز جذب محوري وربما تشكل احيانا عنصر تناقض . اما تركيا فهي دولة صاعدة وكبيرة ونظامها الاسلامي المعتدل يشكل مصدر قوة ، تحتفظ بهامش في علاقتها مع امريكيا رغم انها عضو في حلف الاطلسي ، ربما هناك مشكلة لها علاقة بالإرث التاريخي في علاقتها بالمنطقة العربية ، وكونها تمثل انتماء قومي مختلف .
هذا يعني ان هذه القوى الكبيرة الخمس كل بمفردها لا تستطيع ان تشكل قوة جذب ، لكن اذا ما تشكل تحالف تركي مصري بشكل أساسي فانه ربما يكون قادرًا على احداث فرق مؤثر ، تركيا بقوتها ومصر كشهادة منشأ عربية ستعملان معا على احداث توازن اولا ، وسيعيدان ترتيب علاقة ما مع ايران ثانيا ، وستضمنان عبر تنسيق مع ايران أمن وسلامة السعودية والخليج .
ان اعادة ترتيب العلاقة المصرية التركية هو التحدي الكبير ، التحدي المركزي ، مع إدراكنا للخلافات المصرية التركية .
هنا يأتي الدور الفلسطيني ، هنا يتجلى الإبداع الفلسطيني ، هنا يفترض على الرئيس ابو مازن ان لا يشغله شاغل عن العمل وبكل قوة وتصميم على اعادة ترتيب العلاقة المصرية التركية حتى لو أمضى شهورا بكاملها لتحقيق ذلك ، حتى لو استعان بقوى فلسطينية مثل حماس ، حتى لو استعان بقوى إقليمية مثل الجزائر ، حتى لو استعان بقوى دولية مثل الاتحاد السوفييتي .
الدور الاهم للرئيس ابو مازن هو هذا الدور ، سيدخل التاريخ من أوسع ابوابه اذا ما حقق ذلك ، وسيجري تغييرا استراتيجيا لصالح فلسطين .
أقول ان مصر وتركيا ورغم عمق الخلافات مهيئتين لذلك ، مصر وحدها لا تستطيع ، تركيا وحدها لا تستطيع ، مصر وتركيا تشكلان قوة جذب محورية والقضية الفلسطينية هي اكثر من قاسم مشترك .
صحيح ان هناك انشغالات كثيرة للرئيس ابو مازن ، ولكن الانشغال بأحداث متغيرات استراتيجية هو الاهم والأكثر جدوى .
فخامة الرئيس : هنا يكمن نجاحك