![]() |
مقاطعة أمريكا والخيار الأخير
نشر بتاريخ: 26/12/2017 ( آخر تحديث: 26/12/2017 الساعة: 17:25 )
![]()
الكاتب: المحامي سمير دويكات
فعلا لقد كان قرار ترامب ليس كبقية من القرارات، فأمريكا في الثلاثة حروب ضد غزة كانت تمد إسرائيل بالقنابل والأعمال اللوجستية والمواقف السياسية الكبيرة والتي أدت في الحرب الأخيرة سقوط أكثر من ألف وأربعمائة شهيد وهي فرصة كذلك كانت لقطع الاتصالات مع أمريكا، لكن لم تقطع آنذاك، وبقيت الأمور وكأن شيء لم يحدث، واليوم في ضد انسداد الأفق السياسي وظروف الناس لا يمكن المغامرة بأكثر مما هو موجود لان الناس ستعاني كثيرا وسيكون لذلك تبعات كبيرة على جميع النواحي وسنعود 50 سنة أخرى للوراء مجددا. لان السياسات الداخلية كانت تؤلم الناس وليس فيها جوانب العدالة.
ولكي تفهم الأمور في السياق الصح، علي القول بأنني شخصيا غير متفاجىء مما حصل ومن تصرف الأمريكان فانا شخصيا أتابع السياسة الأمريكية والإسرائيلية منذ عشرات السنوات، ويوميا أقرأ عنهم وما تكتبه صحافتهم وأشاهد كيف يتصرفون، وعلى السلطة الوطنية والجميع أن لا يكونوا متفاجئين لأننا حذرناهم من قبل كثيرا وقلنا بان الثقة بأمريكا وإسرائيل كمن يثق ببقاء الماء في الغربال، وان السلطة وطوال سنواتها وخاصة في عهد كلينتون وما تبعه قاموا بوضع كافة بيضهم في سلة واحدة، سنة ألفين كانت محددة ومصيرية عندما جاء صقر السلام أيهود باراك وهو الذي سقط في الانتخابات الإسرائيلية لاحقا أمام نتنياهو السابق الذي كان رئيس حكومة من قبل ومجرب، ولم يعطي شيء في كامب ديفيد، وكان هناك تحول كبير في اتجاه الرأي العام الإسرائيلي، مفاده أنهم لن يعطونا شيئا في ما سمي مفاوضات السلام وهي مسألة طبيعية جدا لمن يقرا التاريخ، لأنه لم يسبق أن منح المحتل الغاصب أية حقوق للشعب المحتل إلا بالكفاح المسلح. لذلك ليس أمام الفلسطينيين إلا سبيلين لا غير، وهما: 1. إذا ما أرادوا الإبقاء على خيار السلام وفق ما هو موجود وأدواته عليهم أن يعودوا لحضن أمريكا، لأنه لن يجرأ احد من الأطراف الدولية أن يحل محلها، وبالتالي فأمريكا لديها مفاتيح الموضوع كله، مع تحسين بعض الشروط وهو كنتيجة متوقعة سيبقى الوضع كما هو مع تطور في حالة الصلف والعنجهية الأمريكية الإسرائيلية طوال وجود ترامب. مع زيادة ملحوظة في الاستيطان وغيره وان يد إسرائيل ستطول أكثر وستكون السلطة مطالبة بأشياء جديدة لم يسبق لها مثيل ومنها القضاء على شريكها الأخر حماس. ولو جلس الفلسطينيون بهذه الحالة زيادة ألف عام لن يمنحوا دولة. 2. أن تضع السلطة إسرائيل وأمريكا خلف ظهرها، وان تأسس لمرحلة جديدة بدون تبعات أوسلو دون الإعلان عنها مباشرة، وان تجسد إجراءات قانونية وسياسية على الأرض وان تعرف أن ثمنها قد يكون باهظ وان تنسى كل قيادات السلطة المكاتب والمناصب والسيارات وغيرها وان تتوقع الاحتمالات الأصعب، لكن ذلك يحتاج إلى جلب كل الكفاءات وبناء خطة للوصول إلى دولة فلسطينية وفق المقررات القانونية وان يتم الدفاع عن هذه الدولة المعلنة ولو بالكفاح المسلح من حشد الجمهور الفلسطيني إليها وطمأنته، وان يتم خلق تحالفات دولية متينة كما هو أثناء التصويت لحق تقرير المصير، وكذلك تعرية المواقف العربية التي ستبقى في حضن أمريكا وإسرائيل، وهي مسالة تحتاج لعوامل كثير وأولها دعم صمود الناس في الأرض المحتل. لأنك هنا ستواجه إسرائيل وأمريكا التي ستحارب الناس في أرزاقهم. مع تدخل حلفائهم وخاصة بعض العرب ضدك. وفي كلا الخيارين، الشعب الفلسطيني مدعو إلى تجديد الشرعيات القانونية في كافة الأطر القيادية ومنها رئاسة دولة فلسطين وفقا لأحكام القانون الدولي، وان يتم نفض غبار السنين ووضع كافة القيادات العجوزة على كراسي التقاعد وجلب قيادات شابة لسهولة مخاطبة القوى الإقليمية والعالمية والجميع بروج جديدة ووعي جديد قائم على الحرية والاستقلال لدولة فلسطين. بمعني تقوية الجبهة الداخلية الفلسطينية وتوحيدها أهم مرحلة لعبور الصعوبات. |