|
مصير الأمّة مرتبط بالقدس والأقصى، بقاءً أو فناءً..!!
نشر بتاريخ: 16/01/2018 ( آخر تحديث: 16/01/2018 الساعة: 13:11 )
الكاتب: د.محمد أبوسمره
سياسي ومؤرّخ ومفكّر فلسطيني
رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني منذ عدة سنوات يقتحم يومياً المئات أو العشرات من قطعان المستوطنين المجرمين الصهاينة، ساحات المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف، بحماية ضباط وأفراد شرطة ومخابرات وجيش العدوّ، ودوماً يتصدى لهم المصلَّون والمرابطون في المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المُشَّرَّفة والحرم القُدُّسِّي الشريف، وطلاب مصاطب العلم، دفاعاً عن حُرمة وطهارة قبلة المسلمين الأولى، ومسرى النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم ). ويهدف قطعان المستوطنين وكيان الإحتلال الصهيوني من وراء تكرار الاقتحامات الصهيونية اليومية للمسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف ، إلى ترسيخ ( الخطة الصهيونية الخبيثة الماكرة للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك ، والحرم القدسي الشريف بين المسلمين ، واليهود الصهاينة المحتلين الغاصبين لفلسطين وأرضها وخيراتها ومقدساتها ) ، مثلما حَدَثَ من قَبل مع الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة خليل الرحمن، وحائط وساحة البراق الشريف، وحي ومنطقة باب المغاربة، وليس ذلك فقط، إنَّما يسعى هؤلاء المجرمون وبمنتهى الجديَّة والإصرار إلى هدم المسجد الأقصى المبارك، وبناء مكانه ( الهيكل المزعوم ) الذي لم يكن أبداً يوماً موجوداً، لا في فلسطين التاريخية، ولا في أية بقعة إسلامية أو عربية أوغير عربية من العالم، ولقد أثبتت الإكتشافات والأبحاث الأثرية والتاريخية، أنّه أبداً لم يكن هناك طيلة التاريخ، وحتى بدايات القرن التاسع عشر أي وجود لـليهود فوق أي شبر من أراضي فلسطين التاريخية، وهم لم يدخلوها أبداً، ولم يسكنوا فيها، ولم يمرّوا بها أو من خلالها، ولاعبرها، ولم تكن في أي يومٍ من الأيام هناك مملكة لليهود كما يزعمون لهم ، فوق أيّ شبرٍ من أرضنا العربية الفلسطينية المقدسة، ولا في أي مكانٍ من العالم، ولم يكن هناك أيّ هيكل مزعوم قد أقيم في أي مكان من الأرض، فالهيكل المزعوم هو (اختراع صهيوني وكذبة وخرافة كبرى)، مثلما هي الدولة العبرية، ليست إلا ( خرافة قائمة على الأكاذيب والأساطير)، ولو استمر علماء الآثار الصهاينة يبحثون مليون عاماً في كل شبر من أرض فلسطين التاريخية فلن يجدوا أثراً يهودياً أو تلمودياً أو توراتياً واحداً، ولن يجدوا سوى مايدل على كنعانية عروبة وإسلامية وفلسطينية وعراقة وأصالة هذه الأرض الطيبة المباركة، وحضارتها الكنعانية / العربية / الإسلامية/ الفلسطينية، حيث سكن العرب مدينة القدس قبل نصف مليون عام، وكافة الآثار المكتشفة تؤكد على عروبة وكنعانية وفلسطينية وإسلامية الأرض. وهذه الأرض الفلسطينية العربية المباركة بشعبها وحضارتها وتاريخها وآثارها ومقدساتها، هي رفضٌ جوهري وجذري وحضاري وتاريخي وواقعي، للإغتصاب والإحتلال اليهودي الصهيوني لفلسطين، ونفي لأية علاقة تربط الخرافات والأساطير والأكاذيب والمزاعم اليهودية / التلمودية / الصهيونية، بالأرض الفلسطينية العربية الإسلامية المباركة، وبالمقَّدسات والمساجد والمقامات الإسلامية، وقبور الأنبياء(عليهم السلام ) والصحابة والتابعين وأولياء الله الصالحين والقادة والشهداء (رضوان الله عليهم )، التي تملأ كلَّ مدنها وقراها وبلداتها وسهولها ومروجها وسواحلها وجبالها وتلالها وصحرائها. ويسعى الغاصبون المجرمون الصهاينة من وراء تكرار اقتحامات الحرم القُدسي الشريف ، إلى تكريس الأكذوبة الصهيونية الكبرى ، وفرض الأمر الواقع لتقسيم المسجد الأقصى المبارك ، والحرم القدسي الشريف مكانياً وزمانياً ، تمهيداً للسيطرة التامة عليه ، ومن ثم هدمه وتدميره تماماً وتهويده متى تمكنوا من ذلك ، رغم أنَّه لاتوجد أية علاقة بين مقدساتنا الإسلامية في المدينة المقدسة ، وبين أية ديانة أخرى ، والمقدسات الإسلامية هي للمسلمين فقط ، وإنَّ الإصرار الصهيوني / التلمودي / اليهودي الحاقد للسيطرة على المقدسات الإسلامية ، أو تقاسمها مع المسلمين ، لأنهم يعلمون جيداً ، ويدركون يقيناً ، أنَّ أي وجود إسلامي/ عربي / فلسطيني ، وبقاء أية مقدسات إسلامية ومسيحية في المدينة المقدسة ، أو أي مكان من فلسطين المحتلة ، إنما هو تاريخياً وفعلياً وعملياً وواقعياً ، نفي لوجودهم الأسطوري الخرافي ، وتهديد مستمر للوجود والإستعمار الصهيوني لوطننا الفلسطيني المحتل ، ولكنهم يستغلون الوضع الفلسطيني والعربي والإسلامي الممزق والمُشَتَّت والمُهَلَهَل لتمرير مخططاتهم الإستعمارية العنصرية العدوانية وسمومهم الحاقدة ضد الإسلام والمسلمين والعرب وفلسطين والفلسطينيين ، وهم يعتبرون أنَّ هذا هو الوقت المثالي لهم لتمرير مخططاتهم الإجرامية العدوانية ، ولفرض سيطرتهم ، أو على الأقل تقسيم المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف زمانياً ومكانياً ، ويبذل اليهود الصهاينة اليمينيون المتطرفون العنصريون الحاقدون جهوداً يومية كبيرة ومتلاحقة وحثيثة لإلحاق الأذى والضرر الكبير بالمسجد الأقصى المبارك ، والحرم القُدّسِّي الشريف ، ولهذا بثَّت القناة العاشرة التلفزيونية الصهيونية ، في أوقات متفاوتة تقاريراً عن قيام بعض من الصهاينة المتطرفين بجمع حجارة من على شاطيء البحر الميت المحتل ، بالإضافة إلى تجميع الأغنام والماعز ، وتجهيزها في المذبح الذي ينوون مكان الحرم القُدّسِّي الشريف بالقدس المحتلة !!، ويتسابق المهندسون الصهاينة المتطرفون في إعداد الخرائط والرسومات المعمارية لإستبدال المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف ، بـ (الهيكل المزعوم ) ، وأظهرت التقارير التلفزيونية الصهيونية الحاقدة ، كل مايمكنه أن يستفز مشاعر المسلمين والعرب والفلسطينيين من مشاهد ومواقف وتصريحات وأكاذيب ، ومن بينها حظائر للأغنام يجهزها الإرهابيون المستوطنون في مستوطنات بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة ، لذبحها في المذبح عند إقامة الهيكل المزعوم ، وكان أكثر هذه المشاهد استفزازاً ، مشاهد زعماء المستوطنين الصهاينة المتطرفين الحاقدين المجرمين ، وهم يجمعون الحجارة الصخرية من البحر الميِّت ويغسلونها وينظفونها ، ويغلِّفونها ، ويقولون : (بهذه الحجارة سنقيم المذبح ، ونحن ننتظر اللحظة التي تعلن فيها الجهات المختصة ، اقامة الهيكل حتى نَنقَض ونبنيه مكان المسجد الأقصى !!) ، وعلَّق أحد الجنرالات الإحتياط في جيش العدو ، قائلاً ، إنَّ: (ما يحدث في الأقصى يصلح أن يكون حرباً عالمية) ، وقال الحاخام الإرهابي الصهيوني المتطرف المجرم يهودا عتصيون ، الذي حاول أكثرمن مرة تفجير المسجد الأقصى المبارك ، إنَّ : ( القدس عاصمة لليهود ، ويجب أن يكون الهيكل هنا ، والقدس عاصمة لليهود ، ومكة للمسلمين ، كما هي روما عاصمة للمسيحيين ، وسوف نزيل الأقصى ، سنفككه بأيدينا ) . ونحن بدورنا وبشكل علمي وتاريخي موضوعي ودقيق وواقعي ، نؤكد أن الدولة العبرية ليست أكثر من أكذوبة كبرى ، قامت على الخرافة والأسطورة والأكاذيب والأوهام والمزاعم التي لاأساس لها من الصحة ، ومايُسمى بــ ( جبل الهيكل المزعوم ) ، ليس إلا اختراعاً صهيونياً ، وأسطورة وخرافة ووهم ، وكذبة العصر الكبرى ، ونعيد التأكيد المبني على حقائق وأبحاث ودراسات تاريخية موثقة ، وأكدتها دراسات المستشرقين والمؤرخين اليهود الجدد : لم ، ولن ، ولا توجد أية آثار للهيكل المزعوم الأول أو الثاني في الحرم القدسي الشريف ، ولابجانبه ، ولا أسفله ، ولا بالقرب منه ، ولا في أي مكان من مدينة القدس المحتلة ، ولا في أي مكان من أرض فلسطين التاريخية ، ولا في أي مكان من المنطقة العربية ، والإسلامية ، أو أي مكان في العالم ، لأنه لم يكن يوجد يوماً في التاريخ شيئا إسمه ( هيكل سليمان ) ، ولا أي ( هيكل مزعوم لليهود ) . وفي الحقيقة أنَّ الدولة العبرية ، هي دولة عنصرية / فاشستية مُجرمة تمارس كل أشكال التمييز العنصري &39; ، والتطهير العرقي المُنَّظَم ضد العرب الفلسطينيين أصحاب الأرض التاريخيين ، وإنني ـــــــ كمسؤول ومناضل فلسطيني عربي مسلم ، وكأكاديمي ومؤرخ متخصص لعَلَى يقين مُطلق ـــــــ مُستمد من يقني بالله تعالى ، وقرآننا الكريم ، وديننا الإسلامي العظيم ، أنَّ دولة الكيان الصهيوني العنصري تسير حتماً في طريق التآكل والزوال والفناء ، وأحد أهم مسببات زوالها الحتمي هو الإحتلال الصهيوني العنصري الوحشي البغيض ، والظلم والقتل للفلسطينيين ، والعلو والإفساد والتدمير والإستيطان ومصادرة وتهويد الأراضي وهدم المنازل ، وبناء جدار الفصل العنصري ، ولابد لهذا الكيان العنصري المتوحش الدموي من أن ينتهي ويزول يوماً ما ، ولكن ذلك مرتبط بجملة من الشروط والأسباب والمعطيات الذاتية والموضوعية ، أهمها وفي مقدمتها وحدة أمتنا الإسلامية والعربية ، ووحدة شعبنا الفلسطيني ، وكل المؤشرات والحقائق القرآنية والتاريخية والواقعية ، تقول ، إنَّ : ( نهاية الأبارتهيد والإحتلال الصهيوني باتت وشيكة) ، وقد اعتبرت الكنيسة المشيخية الأميركية ، وهي من مجموعة كنائس بروتستانتية أميركية ، أنَّ : ( إسرائيل دولة غير شرعية ) ، وإتهمت ( اليهود الأميركيين بالابتعاد عن دينهم ). وبرغم كل الظروف الدراماتيكية الصعبة والمُعَقَّدَّة التي تعيشها أمتنا وشعبنا الفلسطيني ، فإنَّ أي مساس صهيوني فعلي بالمسجد الأقصى المبارك ، والحرم القدسي الشريف، سيكون الفتيل الذي يشعل ( حرباً دينية) لن تنتهي ، ولن يكون من السهل إطفاء نيرانها ، وستقلب كافة الموازين في المنطقة ، لتضع الأمة الإسلامية والعربية ، ومعهما الشعب الفلسطيني ، أمام قدرهم إما بقاءً أو فناءً ، ولن ينجح مخطط العدو الصهيوني مهما حاول الاستفادة من الظروف الراهنة ، وهناك من يمكنه حقاً وفعلاً توجيه الضربات المؤلمة والموجعة للعدو الصهيوني ، وهناك من يملك القدرة على استنزافه وإرهاقه وتشتيت جهوده وقدراته العسكرية ، وتمزيق بنيته الداخلية الهشَّة ، بل إنَّ الأمة الإسلامية كلها من طنجة حتى جاكرتا سوف تتوحد وتستنفر جميع طاقتها وقواها ، وتتناسى خلافاتها وصراعاتها ومشاكلها الهامشية المؤقتة التي يسعى أعداءها دوماً لجعلها خلافات مركزية ، وسيكون المساس بالمسجد الأقصى المبارك بمثابة ( كلمة السر ) التي تعيد توحيد صفوف شعبنا وأمتنا ، ولكن علينا ألا ننتظر وقوع الأذى والخطر الصهيوني الكبير على المسجد الأقصى المبارك لكي نتوحد ، فنحن نمتلك كل أسباب ومقومات وامكانات الوحدة الفلسطينية والعربية والإسلامية ، وحان الوقت لكي ننهي كافة أسباب وعوامل وذيول وآثار حالة ومرحلة الإنقسام الفلسطيني الأسود، ومرحلة التمزق والتشتت العربي والإسلامي، ومحاولات بعض الأطراف الإقليمية العبث بالشأن الفلسطيني ، وأن نعمل من أجل وضع خطة دفاع وطني فلسطينية عربية إسلامية شاملة عن المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف، وكافة مقدساتنا الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة ، ولنثبت لأمتنا أننا دوما كشعب فلسطيني مازلنا نتقدم الصفوف ليس فقط دفاعاً عن فلسطين، إنّما أيضا عن الأمة كلها، لأنَّ الأمة كلها مستهدفة ومهددة بالضياع والفناء فيما لواستمر احتلال فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك، فمصير الأمة كلها يتحدد بالتماس مع القدس وفلسطين، بقاءً أم فناءً، صعوداً أم هبوطاً، قوةً أم ضعفاً، وهذا هو التحدي الأكبر أمام الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية، فهل سنتطيع النهوض والتماسك من جديد ، لنصوغ حاضرنا ونصنع مستقبلنا ومجدنا وتاريخنا؟؟. |