وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحمدالله يشارك في احتفالات الميلاد ببيت لحم

نشر بتاريخ: 18/01/2018 ( آخر تحديث: 19/01/2018 الساعة: 01:02 )
الحمدالله يشارك في احتفالات الميلاد ببيت لحم
رام الله- معا- قال رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله: "إن الكل الفلسطيني مطالب، أمام هذه المرحلة الفارقة والخطيرة، بالمزيد من الوحدة والالتفاف حول قيادتنا الشرعية وعلى رأسها فخامة الرئيس محمود عباس في موقفها الحازم والحاسم بالحفاظ على استقلالية القرار الوطني وصون الانجازات والمكتسبات الداخلية والدولية التي حققناها، والتمسك بالثوابت الوطنية وفي القلب منها، صون القدس ومكانتها وتاريخها ومقدساتها. وكما أكد الأخ الرئيس، فنحن لدينا حقوق ثابتة ومشروعة في كل أنحاء العالم، ولن نترك بابا إلا ونطرقه، وسنستمر في المقاومة الشعبية السلمية لدحر الاحتلال والخلاص التام منه".

واضاف الحمد الله: "من كنيسة المهد نطالب المجتمع الدولي، بكافة أطرافه وهيئاته وقواه المؤثرة، بإلزام إسرائيل بوضع حد لسياسياتها الاستيطانية وممارساتها. فالكل يدرك أن الحل القائم على مبدأ الدولتين على حدود عام 1967 بات في خطر حقيقي وداهم، تحت وطأة القرارات الأمريكية الأحادية غير المسؤولة، وما نتج وينتج عنها من تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية".

جاء ذلك خلال كلمته في حفل استقبال بمناسبة الميلاد المجيد حسب التقويم الارمني، اليوم الخميس في كنيسة المهد ببيت لحم، بحضور محافظ محافظة بيت لحم جبرين البكري، ووزير الصحة جواد عواد، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية.

وتابع رئيس الوزراء: "أشعر بعظيم الفرح والسرور، وأنا أنوب عن فخامة الأخ الرئيس محمود عباس، في رحاب هذه المناسبة الوطنية والدينية الهامة والملهمة، في حفل الاستقبال بمناسبة عيد الميلاد المجيد بالتقويم الأرمني، في قلب مدينة بيت لحم، مهد المسيح، الشامخة الصامدة، التي رغم الجدران والمستوطنات التي تطوقها، تستقبل بكامل زينتها الأعياد المجيدة وتطلق إلى العالم ترانيم الرحمة والسلام".
واردف الحمد الله: "نيابة عن فخامة الرئيس محمود عباس وباسم شعبنا الفلسطيني، أهنئ كهنة وأبناء الكنيسة الأرمنية في فلسطين، وفي كافة أصقاع العالم بالأعياد المجيدة، وأتمنى أن يعيدها الله وقد تحررت بلادنا من براثن الاحتلال الإسرائيلي الظالم، وتكرس الأمن والسلام في مدينة السلام ولشعوب الأرض قاطبة".

واستطرد رئيس الوزراء: "تأتي احتفالاتنا بأعياد الميلاد هذا العام، وسط تحديات جسام تعصف بقضيتنا الوطنية، فإسرائيل تلتف على الاصطفاف الدولي بجانب قضيتنا، بالمزيد من الانتهاكات الاحتلالية، واستهداف شعبنا بالاعتقال والقتل، وفرض العقوبات الجماعية، من خلال حملاتها العسكرية في قلب أراضينا، والحواجز التي تنشرها، وبمخططات التهجير وهدم المنازل والمنشآت، وفي حصارها الخانق على قطاع غزة".
وأستدرك الحمد الله: "لي وطيد الأمل في أن تشكل الأعياد المجيدة التي تزهو وتفخر بها فلسطين، دعوة للمزيد من التلاحم والتآخي، كما للثبات والصمود في وجه أعتى التحديات. فنحن هنا بعد ألفي عام من ميلاده، لنمثل ونجسد الإرث العظيم الذي جاء به سيدنا عيسى عليه السلام، ولنصمد ونبقى على هذه الأرض التي باركنا الله بها، ونحافظ عليها لتبقى دوما منبعا للأمل والسلام والعدل".

واضاف رئيس الوزراء: "أتوجه بالتقدير لقيادات ورؤساء الكنائس في فلسطين التي تلتف حول قيادتنا الوطنية وتكرس الوحدة المسيحية الإسلامية في أعلى صورها. ونحيي أبناء شعبنا في كل شبر من أرضنا وهم يتصدون لجيش الاحتلال ومستوطنيه، ويرفضون السياسات الأمريكية المنحازة، كل التحية كذلك لأسرى الحرية البواسل".

وتابع الحمد الله: "نشكر دول العالم وشعوبها ووسائل إعلامها الذين هبوا للدفاع عن حقوقنا المشروعة، ونحيي موقف الأونروا الرافض للابتزاز والتهديد الأمريكي وإصرارها على المضي قدما في تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين في الوطن وبلدان الشتات".

واوضح رئيس الوزراء: "إن واقع المخيمات وما رافقها طوال عقود النكبة والتشرد من معاناة وحرمان، تستصرخ الضمير الإنساني لتحمل المسؤولية في استمرار تمويل ودعم الوكالة وتمكينها من الوفاء بالتزاماتها الأخلاقية والقانونية في دعم صمود اللاجئين الفلسطينيين وتجنيبهم المزيد من الويلات والألم والمعاناة".

وأضاف الحمد الله: "إن شعبنا الفلسطيني قوي بتلاحمه وبتعايشه وبوحدته المجتمعية والوطنية التي استمدها من مكانة وتاريخ أرضنا كمبعث للأنبياء والرسل. ونحن اليوم أمام تحد حقيقي في تحصين مشروعنا الوطني والتشبث بحقوقنا المشروعة وعدم التنازل أو التفريط بها. كما أن دول العالم هي الأخرى، أمام تحد جديد في الانتصار لقيم الحق والعدالة وحقوق الإنسان، لاستعادة الثقة بالمجتمع والقانون الدوليين، وترجمة التزامها بحل الدولتين بالاعتراف بدولة فلسطين".

واختتم رئيس الوزراء كلمته: "نجدد تهنئتنا لأبناء الطائفة الأرمنية في فلسطين الذين يشكلون جزءا حيويا وهاما من شعبنا الفلسطيني المناضل لنيل حقوقه وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته كاملة السيادة على حدود عام 1967. والقدس عاصمتها الأبدية. لنصلي هذه الليلة معا، ليكون هذا العام، عام تجسيد السيادة وتكريس الوحدة والتطلعات الوطنية، لتزدهر الطاقات وتتوحد لما فيه مصلحة البشرية جمعاء لا للتدمير والهدم والتشريد".