|
هل يسهل التخلص من الرئيس عباس ؟
نشر بتاريخ: 24/01/2018 ( آخر تحديث: 24/01/2018 الساعة: 20:16 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
لا تعتبر بلاد الشام بلاد عواصف، ولا بها أي هدوء منذ فتحت عيوننا على هذه الدنيا، لا يوجد هدوء قبل العاصفة، ولا بعد العاصفة. ومع ذلك يجوز أن نضرب المثل بإعتبار أن العواصف الأمنية والسياسية والإقتصادية التي تضرب أمصار العالم العربي قد ألحقت أذى أكبر من ذلك الأذى التي تلحقه عواصف الكاريبي وبحر الظلمات.
بعد ساعات من مغادرة نائب الرئيس الأمريكي لمطار اللد، أعلن الوزير الأقوى في حكومة المستوطنين: إن حكم الرئيس عباس يلفظ أنفاسه الاخيرة وأصبح غير ذي صلة. ويتزامن ذلك مع "إصرار غريب " من دول الإقليم على أهمية الدور الأمريكي في عملية السلام وضرورة المضي في صفقة العصر. وعودة الى تصريحات نفتالي بينيت، فهو لم يقل إنتهت السلطة ما يعني ان السلطة ستبقى قائمة كإدارة حكم ذاتي، ولم يقل عباس إنتهى ما يعني إنهم لم يقرروا قتله مثلما قتلوا الزعيم عرفات، ولم يقل إنتهى السلام مع الفلسطينيين ما يعني أنهم سيواصلون اللعب على هذا الوتر حتى إستنزاف الضفة وضمها لإسرائيل وإقامة دولة حصار وتركيع في قطاع غزة. نحن ندخل الاّن المرحلة الثانية بعد وعد ترامب. المرحلة الاولى هي رد الفعل الفلسطيني والعربي وقد شاهدنا على البث الحي منسوب الزخم في الردود العربية والفلسطينية. اما المرحلة الثانية فهي محاولة ترامب البحث عن بديل سياسي للرئيس عباس. وبكل جرأة أقول ان هذا الإقتراح ربما أعجب العرب الذين لا يريدون الدخول في مواجهة مع امريكا (بعض الزعماء العرب يخشى الرئيس الامريكي أكثر مما يخشى الله). أو ربما هو اقتراح عربي بالأساس ونال إعجاب مايك بينس ونتانياهو اللذان لم يتجرأ أيا منهما على البوح به. ولو صدقنا ان مايك بينس إتفق فعلا مع نتانياهو ومع بعض العرب على تنفيذ هذه المحاولة, فهذا لا يعني ان المحاولة قد تنجح. وهناك سبب واحد يكفي لفشل هذه المحاولة، وهذا السبب ليس تمسك العرب المبدئي بالرئيس عباس، ولا هو الرفض العربي الكبير، ولا هو الخوف الإسرائيلي من النتائج المترتبة على ذلك. وإنما السبب في فشل هذه المحاولة سيكون عدم وجود أي خطة سياسية عند إسرائيل لحل القضية الفلسطينية. وهكذا ستكون الأشهر القادمة. تطور في العلاقات الاوروبية والدولية مع فلسطين، وتوتر شديد في العلاقات العربية مع فلسطين .. بإنتظار المرحلة الثالثة. |