وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"فتح" تستعرض الأوضاع السياسية في أكاديمية بالسويد

نشر بتاريخ: 25/01/2018 ( آخر تحديث: 27/01/2018 الساعة: 11:46 )
"فتح" تستعرض الأوضاع السياسية في أكاديمية بالسويد
استوكهولم- معا- اكدت حركة فتح ان الإدارة الامريكية الحالية قد أخرجت نفسها من العملية السلمية واختارت المشاركة الفعلية والمباشرة في العدوان على الشعب الفلسطيني، بعد عقود من الانحياز المطلق، والحماية المستمرة لجرائم الاحتلال في فلسطين، مؤكدة على موقف القيادة الفلسطينية بأن عدم قبولها راعياً لعملية السلام كما كان الحال خلال العقود المنصرمة هو قرار نهائي، يهدف إلى حماية استقرار المنطقة، والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني.
وبينت الحركة أن قرار الإدارة الأمريكية الأخير بوقف مساعداتها للأونروا، وتقليص المبالغ المالية الواجبة على الإدارة الأمريكية، هو عقاب سياسي وجماعي، سيكون له عواقب وخيمة إنسانية وسياسية، وسيترك ملايين اللاجئين الفلسطينيين في مختلف الدول، ضحايا للعقوبات الأمريكية المجحفة، وسيقود إلى عدم استقرار المنطقة والعالم، داعية العالم إلى التحرك من أجل حماية السلم والاستقرار الدوليين، ومواجهة التطرف والكراهية والخطابات الدينية الإقصائية، والقائمة على تزوير الحقائق وتشويه جوهر الأديان، والتحريض على العنصرية والظلم والعدوان وفق ما أورده نائب الرئيس الأمريكي بنس في خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي قبل أيام .
جاء ذلك خلال مشاركة وفد حركة فتح فرج زيود وكفاح ردايدة من مفوضية العلاقات الدولية، ورائد الدبعي من مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية في مؤتمر "أكاديمية أولوف بالمه" التابع للحزب الإشتراكي الديمقراطي الحاكم بالسويد، بمشاركة قيادات سياسية وحزبية اشتراكية من مختلف دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وقدمت فلسطين استعراضاً لمجمل الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية في فلسطين، والممارسات الاحتلالية اليومية ضد الأرض والانسان الفلسطيني، واستمرار حكومة الاحتلال الإسرائيلية اليمينية المتطرفة بمخططاتها الاستيطانية الإستعمارية التوسعية، القائمة على الأيدلوجية الصهيونية منذ زمن "أرض أكثر وعرب أٌقل"، وذلك من خلال انتهاج جرائم منظمة وممنهجة تهدف إلى تهجير المواطنين الفلسطينيين واقتلاعهم من أرضهم، ولاسيما أهل القدس، وتوطين المستعمرين في أرضهم.
كما استعرض الوفد واقع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وواقع الأسيرات والأطفال، وحرمان الأسرى من العلاج اللازم والخدمات الصحية والإنسانية التي توجبها حقوق الإنسان ومختلف المواثيق الدولية، وهو الأمر الذي قاد إلى استشهاد الأسير حسين عطا الله نتيجة الإهمال الإسرائيلي، ورفض تقديم العلاج المناسب له وإطلاق سراحه.
وأشار وفد الحركة الى الأوضاع الإنسانية الخطيرة والمتفاقمة في قطاع غزة، والحصار المفروض على أهلها من قبل الاحتلال الاسرائيلي الذي يحاصرها براً وبحراً وجواً، مؤكداً في الوقت ذاته أن الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام هو الوسيلة الوحيدة نحو نيل المواطنين الفلسطينيين حقهم الديمقراطي، من خلال توحيد النظام السياسي وتنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وعودة الحياة الديمقراطية من جديد. كما استعرض وفد حركة فتح القوانين الإسرائيلية العنصرية، والسياسات المتبعة التي تهدف الى إخضاع كل الأصوات الفلسطينية والاسرائيلية والدولية الرافضة للاحتلال، من خلال منعها من دخول فلسطين أو تقييد حريتها، أو فرض قوانين عنصرية احتلالية، كما هو الحال في قانون الاعدام، وضم الضفة الغربية، وقبلهما قانون المواطنة الاسرائيلي، والتي تهدف جميعها إلى تكريس التمييز العنصري، والسيطرة على الارض والموارد. وفي ذات الاطار، فقد استعرض الوفد أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية، لاسيما في الدول التي تجتاحها صراعات داخلية، مؤكدين بأن حق العودة تكفله المواثيق الدولية وشرعة حقوق الإنسان وقرارت مجلس الأمن الدولي، وهو حق لا يسقط بالتقادم. كما أكد الوفد خلال استعراضه للأوضاع السياسية والميدانية على الأرض استمرار حركة فتح في مقاومتها الشعبية والدبلوماسية، وانضمامها للمنظمات الدولية، وسعيها نحو الحصول على دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.
وبعد اختتام فعاليات المؤتمر، التقى الوفد بعدد من الشخصيات السياسية والحزبية، وعلى رأسها رئيس الوزراء ستيفان لوفين وماجنوس نيلسون مستشار وزيرة الخارجية، وادنرينا وينتر رئيسة العلاقات الدولية في الحزب الإشتراكي الديمقراطي، وأنا سندستروم الأمين العام لمركز أولوف بالمة الدولي، وايفين انسير مسؤولة وحدة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في مركز أولوف بالمه الدولي ونائبة رئيس العلاقات الدولية في الحزب، وعدد من الوفود المشاركة، إذ تم استعراض الأوضاع في فلسطين، ومناقشة آفاق التعاون المستقبلي، وتمتين العلاقات الثنائية بين حركة فتح ونظرائها من مختلف الدول.
والقى رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفن كلمة رحب بها بالوفود المشاركة، مؤكداً على استمرار السويد بدعم كل جهود السلام والاستقرار والتضامن الدولي، ونقل هذه الرسالة الى أحزابهم السياسية وشعوبهم، متمنيا لهم ان يعم السلام والاستقرار والازدهار دول المنطقة والعالم أجمع.