|
ليس وحدك َ
نشر بتاريخ: 01/02/2018 ( آخر تحديث: 01/02/2018 الساعة: 11:37 )
الكاتب: سليم النفار
شعر: سليم النفار
لا ، ليس وحدكَ ، مَن ْ يُفكِّر ُفي طريق ٍ للخلاص ْ لا ، ليس وحدكّ ، مَن ْ رأى : ليلَ المدينة ِ صارخا ً في كلِّ فاصلة ٍ ، فواصلُها : تنوح ُ تحت َ أشتات ِ الرصاص ْ لا مُهديا ً فرحا ً ، ولا وجعا ً يؤوب ُ بها ، كأن َّ الليل َ أقدار ٌ ، على باب ٍ لها قناص ْ لا ، ليس وحدكَ ، منْ تناثرَ في الهوى بين الحظوظ العاثرة ْ تركَ الحبيبة َ والصديقة َ ، والحديقة َ في دروب ٍ كالحة ْ لا ، ليس وحدكَ ، من تناسى القبر مفتوحا ً ، لأفواج ٍ تراها راحلة ْ لا ، ليس وحدكَ ، يا ابنَ أرض ٍ حائرة ْ قد عذَّبوا نَفَسا ً ، يُقَاوم ُ في ضلوعِك ْ وتأفّفوا غضبا ً ، على ما لاح َ من ْ : صبر ٍ هنا يَسْعى ، وتسعى في طموحِك ْ فتجمهروا في غير مسعى ، قرّروا منك َ الملاص ْ يمّا ً عميقا ً ، لا نجاة َ ولا غريقا ً ، فامتطي سَلسَ الشموس ِ الساطعة ْ لا ريحُ طروادة ْ ، ترى سفنك ْ ، ولا أحزان ُ نفس ٍ ثائرة ْ لا ، ليس وحدك َ ، من يرى هذا النُّعاس ْ ماذا ترى ... أترى بلادا ً في ضمار ٍ غائرة ؟ كانت ْ هناك ْ مَن ْ يا تُرى كانت ْ هناك ْ : خيلُ القفارْ شمسُ النهار الآفلة ْ أم ْ طلَّة ُ الفجرْ ، في ردهة ِ الكون ِ المُداس ْ ؟ لا ، ليس وحدكَ ، من يفتش عن غِلال ِ العمر ِ ، في درب ٍ ضباب ْ لا ، ليس وحدكَ ها هنا يُعلي البيارق َ ، في سفوح ٍ لا تُجاب ْ في كلِّ حادثة ٍ بنا تعلو الحكايا والتفاسير العِجابْ وهزيمة ٌ تمضي ، ولا تمضي ْ ، ونعتقد ُ الهزائم َ من غياب ْ لا ، لم تعلّمَنا التجارب ُ أنَّ فينا ، ألفُ " بروتس " يتلطَّى خلفَ جُبَّته ِ ، لتنكسرَ القباب ْ لا ، ليس وحدكَ ، من يرى : سلفاً على سلفٍ ، تهاوى في الرغاب ْ لا ، ليس غايته ُ نشيد ٌ ، أو صعيد ٌ ، إنّما نَفْس ٌ ترى : نَفَساً يموء ُ ، و تُرْخَى في عباءته ِ الكلاب ْ لا ، ليس وحدكَ ، من يؤذن ُ للهداية ِ في انشطار الروحِ ، في هذا الخراب ْ لا ، ليس وحدكَ ، في اتحاد الظلم ِ مظلوما ً ، ولا تُهدي جنودك َ أيَّ نوع ٍ من حراب ْ كم ْ يا تُرى سترى خرائب َ روحنا وتُزيح ُ أبصارا ً عن الفعل ِ المُهاب ْ ؟؟ من ْ أنت َ يا ذا الذي يُعطَى مقاليد َ الركاب ْ ؟ وتقول ُ يا وحدي ْ ، فهل ْ كفّت ْ جموع ُ الناس عن ْ نَفَر ٍ وعن رجل ٍ ، يرى ما لا ترى في هذه البلوى ، وما ينداح ُ من جلل ٍ ... على طلل ٍ صعاب ْ ؟؟ لا ، ليس وحدك َ ، من يرى لا ، ليس وحدك َ ، ها هنا فاحمل ْ فوانيسَ الأمل ْ في كلِّ زاوية ٍ ، أرى مُهجا ً تُضيءُ بها المُقل ْ لابدَّ آتية ٌ بنا أو ربَّما تأتي ْ بهم ْ أحلامنا ... تلكَ التي لا ، لم يساورها الملل ْ فهنا مُضمخة ٌ أغانينا ، بآهات ٍ وآمال ٍ تنادينا ... فهل ْ ننسى تُرى يا حادي الأحلام فينا ؟ لا ، ليس وحدكَ ، من يرى فالأرض ُ كل ُّ الأرض ِ ، تتبعكَ ... وتُسمعك َ الصدى قُلها ، فأنتَ الفصلُ في هذا المدى ما كانت الدنيا هنا بأذلِّ حاضرها ، سوى ذاك َ السُّدى لا ، ليس وحدك َ ، ها هنا . |