|
الاحتلال يعلن الحرب على الاراضي الزراعية على طول حدود غزة
نشر بتاريخ: 01/02/2018 ( آخر تحديث: 02/02/2018 الساعة: 09:50 )
غزة - تقرير معا - يتعمد الاحتلال بكل الطرق منع زراعة الاراضي الواقعة على المناطق الحدودية لقطاع غزة، تارة يسمح لهم بالزراعة ثم يرش مبيدات سامة على محصولهم او يفتح قنوات المياه العادمة على الاراضي ليفسد المحصول أو يمنعهم تارة أخرى، الى جانب اقتحام الاليات العسكرية وتجريفها للاراضي والزراعية منها، الامر الذي يلحق خسائر فادحة بالاقتصاد، ويحرم المواطنين من توفير دخل في ظل وضع اقتصادي سيء للغاية في القطاع.
أبو نايف مزارع على حدود بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة يشرح المعاناة لـ معا ويقول " حين نصل أراضينا على الحدود لتفقد المحصول يطلق الاحتلال الإسرائيلي النار على المزارعين أو يقوم برش المبيدات الحشرية على محصولنا الى أن يتلف ولا نستفيد منه شيئا، اضافة الى ان التربة تفسد مع الوقت مع كثرة رشها بالمبيدات السامة المتكررة"، مؤكدا ان المزارعيت باتوا غير قادرين على الوصول الى اراضيهم وفضلوا العمل في باقي المساحة البعيدة عن الحدود. وأشار المزارع الى ان الاحتلال قام قبل ايام برش المبيدات وفتح المياه العادمة على المحصول وقام بحرقه وحرق الأعشاب التي تتغذى عليها المواشي. واوضح المزارع أبو نايف أن المحصول الذي كان ينتج من تلك الاراضي كان بالكاد يكفي عوائلهم، اما الأن فالوضع يزداد خطورة وفقر. ودعا الجهات الدولية وحقوق الإنسان للوقوف الى جانب المزارع الفلسطيني، ومساعدته وايجاد حل للاحتلال لمنعهم من دخول اراضيهم الواقعة على الحدود. احصائيات حسين حماد مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان في جباليا قال ان المناطق الحدودية على قطاع غزة هي مناطق مقيدة الوصول بمعنى أن الاحتلال يقيد الوصول إليها من خلال إطلاق النار المباشر على كل من يقترب من هذه الأراضي أو المناطق. ويشير الى أنه منذ انتفاضة الأقصى عام 2000 بدأت أفعال الاحتلال لتقييد هذه المناطق من خلال تجريف وهدم المنازل. ويضيف "يتراوح نطاق المنطقة من 300 متر لـ 1500 على طول الحدود، حيث تمثل هذه المناطق الحدودية 35% من مساحة الأراضي المزروعة في قطاع غزة و15% من مساحة أراضي قطاع غزة. ويبين حماد أن الانتهاكات مستمرة في المنطقة وإطلاق النار ويتطور لقصف مدفعي أحيانا، حيث أصبح المزارع يقوم بزراعة أراضيه الحدودية بمحاصيل موسمية لأنهم لا يتمكنون من الذهاب لأراضيهم بشكل يومي. ويؤكد على أن هذه الاحداث أثرت على اقتصاد قطاع غزة وتأثرت السلة الغذائية بشكل كبير وعلى التنوع الغذائي الذي كان موجود. ويتابع ان حصيلة الانتهاكات في قطاع غزة خلال العام المنصرم 2017 هو 103 انتهاك على هذه المناطق بحق المزارعين ورعاة الاغنام وغيرهم من المدنيين، و51 توغل للآليات العسكرية للاحتلال وإصابة 5 مزارعين منهم طفل. ومنعت اسرائيل منذ الحرب على غزة في العام 2009 زراعة المنطقة العازلة بالاشجار التي ترتفع عن متر ونصف لكنها رغم ذلك تقوم بمنع زراعة المحاصيل الزراعية بوسائل شتى. وكانت وزارة الزراعة نددت بتعمد الاحتلال الإسرائيلي تأخير الموافقة على السماح بزراعة المنطقة الحدودية الشرقية الفاصلة بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام (48) بالزراعات الحقلية. وأوضحت الوزارة أن الاحتلال تعمّد تأخير السماح للمزارعين بالوصول إلى أراضيهم لزراعتها بالمحاصيل الحقلية، مما تسبب في فوات موسم الأمطار الذي تعتمد عليه الزراعات الحقلية، مشيدة بالدور الذي بذلته منظمة الصليب الأحمر للتنسيق من أجل هذا الهدف قبل دخول الموسم. وأشارت الوزارة إلى أن الاحتلال مازال يواصل عمليات رش مبيدات الأعشاب التي تقضي على المحاصيل الزراعية في المناطق الشرقية للقطاع، مؤكدة أن ذلك تسبب في إتلاف الاف الدونمات الزراعية وتكبيد المزارعين خسائر فادحة. ونوهت الوزارة إلى أن الاحتلال يحاول دائماً أن يحسن وجهه القبيح بإعلانه السماح للمزارعين من الوصول إلى أراضيهم الجرداء منذ سنوات بسبب ذرائع أمنية واهية، داعية المؤسسات الحقوقية والدولية إلى فضح الجريمة الجديدة للاحتلال والضغط عليه لتمكين المزارعين من الوصول إلى أراضيهم وزراعتها في كل المواسم. |