الإحصاء الفلسطيني ينظم ورشة عمل حول بناء نظام حسابات صحية فلسطيني

رام الله- معا- أكد مجموعة من المتخصصين والمهنيين وخبراء في الاقتصاد وفي قياس مجتمع المعلومات من ممثلي الوزارات والجامعات والمؤسسات العاملة في قطاع الخدمات الصحية والمؤسسات البحثية على أهمية العمل على بناء نظام حسابات صحية فلسطيني على اعتبار أن التوجه المستقبلي للاقتصاد الفلسطيني يعتمد على مدى مواءمة الخدمات الصحية وما ينفق على تقديمها للتغيرات التي تطرأ على المجتمعات.

جاء ذلك في ورشة عمل عقدها الجهاز صباح يوم الاثنين الموافق 04/02/2008 في مقره الرئيسي في مدينة البيرة لمناقشة دور مصادر البيانات في العمل على بناء النظام بمشاركة ممثلين عن كافة المؤسسات الرسمية والأهلية والخاصة والجامعات والمؤسسات البحثية ومراكز الدراسات ذات العلاقة، حيث تم مناقشة ما هي طبيعة البيانات والمؤشرات المطلوب توفيرها من المصادر المختلفة والذي ينوي الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني البدء بجمع بياناته حولها خلال عام 2008.

ورحب د. لؤي شبانه، رئيس الإحصاء الفلسطيني/ المدير الوطني للتعداد، خلال افتتاحه للورشة بالحضور، مشيداً بالتعاون الإيطالي وتمويله للمشروع، وأكد على أهمية هذا المشروع باعتباره أحد الركائز الأساسية في النظام الصحي الفلسطيني انطلاقاً من حاجة الباحثين والمخططين إلى بيانات نظام الحسابات القومية الصحية، مؤكداً على ضرورة الاتفاق من جميع اللاعبين الأساسيين في بناء النظام على تشخيص موحد وشمولي لجميع أركان النظام حتى نتمكن من تقديم صورة شمولية عن الموارد الصحية واستخدامها العقلاني في الاستثمار والإنفاق والرعاية الأولية ومجالات التطوير في القطاع الصحي.

ونوه رئيس الإحصاء إلى أن انعقاد هذه الورشة يأتي ضمن سياسة الجهاز المبنية على الحوار والتشاور مع المستفيدين من البيانات الإحصائية التي ينتجها الجهاز، إضافة إلى أن الورشة تأتي كمحاولة لتأسيس شركة حقيقة وصلبة مع مصادر البيانات والمعلومات الضرورية والأساسية لبناء النظام من المؤسسات المختلفة وكذلك بهدف توفير المعلومات الإحصائية لصناع القرار، واستكمالا لجهود الجهاز في قياس الخدمات الصحية المقدمة للمجتمع الفلسطيني ومدى الإنفاق على هذا القطاع بمؤشرات هامة تلبي الاحتياجات المحلية وتنسجم مع التوصيات الدولية وتساعد على معرفة مدى التقدم والنمو الاقتصادي لواقع الاقتصاد الفلسطيني.

وأشار د. شبانه إلى أن هذا المشروع يأتي بالتعاون مع وزارة الصحة وبدعم من التعاون الإيطالي، حيث يكمن الهدف الأساسي لهذا العمل في تحديد هيكل للنظام الصحي في الأراضي الفلسطينية أو الدوائر الصحية في البلد، والذي يقدم تصنيفات منظمة على شكل مجموعات، كما يهتم بعرض المصاريف الصحية المالية مما يساعد لتخطيط مستقبلي امثل في إنفاق الموارد المخصصة للنهوض في المجال الصحي في الدول.

وبدوره أشار رينو باباجللو من التعاون الإيطالي إلى أهمية وجود نظام حسابات صحية فلسطيني للداعمين والمستخدمين، انطلاقا من ذلك قام التعاون الإيطالي بتمويل العمل على بناء هذا النظام لعدة لسنوات.

وعرض سامر جبر، مدير دائرة الاقتصاد الصحي في وزارة الصحة، حول الدور الرئيسي الذي تلعبه وزارة الصحة في العمل على بناء النظام بجميع مراحله، بالإضافة إلى دورها في توفير قاعدة بيانات خاصة بإنفاق القطاع الحكومي على القطاع الصحي.

من جهتها قدمت آمنه النتشة، الإحصائية المتخصصة في الحسابات الصحية في الجهاز، نبذه حول ماهية الحسابات الصحية وأهم محاورها، موضحاً أن أهم المستفيدين من قاعدة بيانات الإنفاق على الصحة هم منتجي هذه البيانات أنفسهم من مؤسسات القطاع الحكومي والخاص والجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات، والباحثون والمختصون والأكاديميون، والهيئات الدولية.

واستعرضت النتشة قائمة البيانات المطلوب توفيرها بالإضافة إلى الجداول الحسابات الصحية المعتمدة وفق المعايير الدولية والتي تمحورت في مجموعة مواضيع رئيسية أهمها، تحديد مزودي الخدمات الصحية وطبيعة الخدمات المقدمة، مع تحديد الإنفاق لكل منها على هذه الخدمات. بالإضافة إلى مصادر التمويل المختلفة للخدمات الصحية المقدمة في الأراضي الفلسطينية.

واستعرض المشاركون المشاكل والمعوقات التي قد تواجه فريق العمل، وقدموا ملاحظاتهم حولها، واجمع المشاركون على الاستفادة التي تعود على جميع القطاعات الاقتصادية من وجود وتوفر بيانات حول الإنفاق الصحي مع تأكيدهم على ضرورة تعاون مصادر البيانات مع الإحصاء الفلسطيني.