وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

شخصيات وطنية ورجال دين يؤكدون التفافهم حول القيادة

نشر بتاريخ: 07/02/2018 ( آخر تحديث: 07/02/2018 الساعة: 15:59 )
شخصيات وطنية ورجال دين يؤكدون التفافهم حول القيادة
رام الله- معا- اكدت شخصيات وطنية ورجال دين اسلامي ومسيحي رفضهم لقرار الرئيس الامريكي ترامب بشأن القدس، ووقوفهم الى جانب الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية لإفشال القرار الامريكي وكافة المشاريع السياسية التي تستهدف المدينة بالتهويد او التهجير او التضييق على اهلها، داعين الى تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة المخاطر التي تتهدد قضيتنا.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي نظمته اليوم مفوضية العمل الجماهيري في هيئة التوجيه السياسي برعاية الرئيس محمود عباس في قاعة الاندلس تحت شعار "وحدتنا الوطنية طريقنا للتحرر، وخلف قيادتنا وقراراتها الحكيمة"، بمشاركة عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ممثلا عن الرئيس، واللواء عدنان ضميري المفوض السياسي العام والناطق الرسمي باسم المؤسسة الامنية، والشيخ ابراهيم زعاترة مدير اوقاف محافظة القدس، والدكتور حنا عيسى رئيس الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس، وعبدالله صيام نائب محافظ القدس، والاب الارشمندريت الياس عواد الرئيس الروحي للكنائس في رام الله، بالإضافة الى رؤساء مجالس محلية ومؤسسات اهلية ومدراء اذرع المؤسسة الامنية في محافظة القدس، والذي تولى ادارته ناصر عياد مفوض العمل الجماهيري في التوجيه السياسي.
وفي كلمته باسم الرئيس، اكد عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ان قرار الرئيس الامريكي ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده اليها سيفشل بفضل الصمود الفلسطيني ووقوف العالم اجمع مسلمين ومسيحيين ويهود ضد هذا القرار الغبي، وبفرض عزلة دولية على الولايات المتحدة والاحتلال، ومقدمة لافشال "صفقة القرن" التي اصبحت معالمها واضحة ولا تلبي الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا.
واضاف ان القدس مسرى الرسول وقبر المسيح هي ارض التآخي الاسلامي المسيحي منذ العهدة العمرية، وان احدا في العالم لا يمكنه تغيير واقعها مهما امتلك من قوة ما دام الشعب الفلسطيني موحدا ومرابطا في ارضه ومدافعا عن حقوقه، وقد اثبتت التجارب السابقة ذلك منذ قرن من الزمن.
وقال" ان صراعنا ليس مع اليهود بل مع الصهيونية التي تفتقر الى القيم والمبادئ ولا تعير وزنا للحقوق والقوانين وتضم اناس غير اليهود وتسعى للسيطرة على ثروات العالم بالقوة".
واشاد بمواقف القيادة الفلسطينية في مواجهة قرار ترامب، وقال ان الرئيس ابو مازن شامخ كجبل أحد، وان شعبنا العظيم بقراره الوطني المستقل وعدالة قضيته استطاع ايصال صوت العدل الفلسطيني الى العالم اجمع، وحقق انجازات سياسية وازنة في القمم العربية والاسلامية والافريقية والاوروبية وخلال لقاءاتها بزعماء مختلف الدول والمنظمات التي اعقبت القرار الامريكي، وآخرها التطور الذي طرأ في موقف الاتحاد الاوروبي من موضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقال ان موقفنا قوي ونرفض ان يكون أي مسجد بديل للأقصى، وان 138 دولة في العالم تعترف بدولة فلسطين ونطالبها بسحب اعترافها بإسرائيل، وسنبقى بمستوى التحدي وسنصمد على ارضنا ونثبت على حقوقنا، مؤكدا ان انتصارنا في معركة القدس سيحمي الكثير من دول وشعوب المنطقة من مؤامرات ستطالها، بعد فشل تحويل الصراعات في المنطقة الى مذهبية بين السنة والشيعة، وبانكسارنا لا سمح الله لن تبقى هناك عروبة ولن يبقى اعتبار للدين القيم والمبادىء.
وحول الوضع الفلسطيني قال زكي ان علينا ان نخرج غزة من المأساة التي تعيشها فهي عزتنا وارضنا واهلنا، مضيفا ان القيادة الفلسطينية رفضت قرار وسم اسماعيل هنية بالإرهاب، ومسيرة شعبنا ستستمر حتى الحرية والاستقلال.
التوجيه السياسي
من جانبه اكد اللواء عدنان ضميري ان علاقة المسلمين والمسيحيين في فلسطين هي علاقة شراكة بين مواطنين وليس للطائفية فيها أي اعتبار، وكانت القدس رمزا للوحدة والتآخي الاسلامي المسيحي في الماضي والحاضر وستبقى في المستقبل، ولن يغير واقعها ترامب او غيره ما دام الفلسطينيون متمسكين بإرثهم وقيمهم وثقافتهم الوطنية.
وقال ان الحركة الصهيونية فشلت في تشويه وجه القدس، ولم تتمكن من احداث فتنة طائفية او شقاق بين ابنائها المسلمين والمسيحيين الموحدين في الدفاع عن القدس التي كانت عنوان الثورات والانتفاضات والهبات الفلسطينية المتتابعة منذ قرن.
واضاف ان موقف الرئيس ابو مازن الذي عبر عنه في المؤتمرات العربية والاسلامية والدولية المتعاقبة واجتماع المجلس المركزي واللجنة التنفيذية، ليس موقفا شخصيا بل يمثل موقف الشعب الفلسطيني بكل اطيافه وطوائفه داخل الوطن وخارجه، وهو الموقف الذي عمد بدماء الشهداء خلال مسيرة نضال طويلة.
وقال ان خطة ترامب ونتنياهو وقراراتهما ستسقط على ايدي اطفال فلسطين وحجارتهم مثلما افشلوا مؤامرات سابقة اكثر فتكا، وقال اننا اليوم اقرب من أي وقت مضى الى الوحدة والدولة والاستقلال وطرد المستوطنين من ارضنا، فشعبنا عظيم واحلام العظماء تتحقق.
اوقاف القدس
والقى الشيخ ابراهيم زعاترة مدير اوقاف القدس كلمة قال فيها" اننا نلتقي اليوم لنؤكد اننا شعب واحد مسلمين ومسيحيين، وان فلسطين تنفرد عن كل العالم برفع الاذان من الكنائس عندما تمنع المساجد من رفعه، وان المسجد بجوار الكنيسة، وان الكنيسة تحمي المدافعين عن حقوق شعبهم كما حدث في كنيسة المهد."
وقال ان ما بين وعد بلفور عام 1917 وقرار ترامب 2017 قرن من الصراع على القدس وفلسطين وسيزول الاحتلال الاسرائيلي كما اندثرت كل الاحتلالات السابقة وستبقى القدس لأهلها مسلمين ومسيحيين وسيرفع علم فلسطين على مآذنها وكنائسها واسوارها، وسينتهي ظلم الاحتلال، مضيفا اننا سنبقى وحدة واحدة في مواجهة الاحتلال ولن تثنينا ممارساته عن تحقيق اهدافنا.
الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس
من جانبه استعرض الدكتور حنا عيسى رئيس الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس تاريخ المدينة منذ انت كانت قرية قبل 4500 عام وصولا الى العهدة العمرية التي حققت العدالة الاسلامية المسيحية والتي تطورت على مر العصور، كما تناول التغيرات الجغرافية والديمغرافية وثقافية التي طرأت على المدينة المقدسة جراء سياسات الاحتلال الهادفة تهويدها.
كما تناول المؤامرات التي حيكت ضد مدينة القدس واخرها قرار ترامب الذي قال انها مدينة يهودية، مضيفا ان صمود المقدسيين في وجه تلك المخططات يحتاج الى دعم ومساندة ليثبتوا فيها ويحافظوا على مقدساتها.
وحيا الرئيس محمود عباس المؤتمن على الحقوق الوطنية الفلسطينية، وشكر هيئة التجيه السياسي والوطني التي بادرت الى عقد هذا اللقاء، واشاد بقادة وضباط وجنود الاجهزة الامنية المدافعين عن شعبنا وامنه واستقراره، وشكر اصدقاء الشعب الفلسطيني المساندين لحقوقه.
محافظة القدس
والقى عبدالله صيام نائب محافظ القدس كلمة وصف فيها اللقاء الذي يجمع اطياف الشعب الفلسطيني بلقاء الوحدة والالتحام لإفشال مخططات استهداف القدس، ومواجهة الاحتلال الذي اغلق ابواب المدينة وحال بين المسلمين والمسيحيين ومقدساتهم فيها.
وقال ان علينا مراجعة الواقع في مدينة القدس بصورة يومية لان اجراءات الاحتلال لا تتوقف، فكان اخرها تجديد قرارات اغلاق مؤسسات فلسطينية فيها، وفرض الضرائب على الكنائس بمبلغ 190 مليون دولار، وعلى مقرات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الانروا" بمبلغ 27 مليون دولار، بالإضافة الى نشر قوات لجيش الاحتلال في محيط واحياء المدينة لمحاربة الوجود الاسلامي المسيحي فيها، وتحويلها الى مدينة اشباح.
وعبر صيام عن خشيته من فرض ضرائب مماثلة على املاك الوقف الاسلامي في القدس، ضمن خطط ظالمة متتالية لترجمة قرار ترامب على الارض.
كنائس رام الله
والقى الاب الارشمندريت الياس عواد الاب الروحي لكنائس رام الله كلمة اكد فيها ان القدس تتعرض لعدوان بعد قرار ترامب، وان الرئيس ابو مازن يتعرض لهجوم شرس لرفضه كل القرارات التي تستهدف القدس والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وقال اننا نقف خلف الرئيس وقيادتنا الوطنية الصامدة والمدافعة عن حقوقنا.
واضاف ان المسجد الاقصى ومساجد القدس وكنائسها تتعرض الى عدوان لتغيير معالمها وتزييف واقعها، وحيا ابناءها المدافعين عن مقدساتهم وحقوقهم الوطنية والسياسية والانسانية، ووجه رسالة الى العالم اجمع يطالبهم فيها الى عدم الصمت على جرائم الاحتلال والضغط على حكومة الاحتلال لوقف عدوانه الظالم على شعبنا عامة ومدينة القدس بصورة خاصة.
وقال ان الوحدة التي جسدتها وثيقة عمر بن الخطاب وسفرونيوس لن يستطيع ترامب ان يهدمها وستبقى كما هي الى الابد.
وكان اللقاء بدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم رتلها الشيخ ماهر عساف مفوض الارشاد الديني في محافظة بيت لحم، وعزف السلام الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة صمت اجلالا واكبارا للشهداء وقراءة الفاتحة على أرواحهم.