|
هيئة الأعمال الخيرية تمد يد العون لبدو خربة ابزيق
نشر بتاريخ: 19/02/2018 ( آخر تحديث: 19/02/2018 الساعة: 11:55 )
طوباس- معا- قالت هيئة الاعمال الخيرية الاماراتية إن مهمة الوصول إلى خربة ابزيق شرق طوباس في الأغوار الوسطى أمس كانت غاية في الصعوبة، إلا أنها لم تكن بالأمر المستحيل بالنسبة للطواقم.
وأضافت أن الهم الأكبر بالنسبة للعائلات البدوية في هذه الخربة المهددة بالإزالة من على وجه الأرض من قبل سلطات الاحتلال، أن تجد مكانا آمنا تلوذ إليه بعيدا عن الأماكن التي خصصها جيش الاحتلال لإجراء تدريبات عسكرية لقواته التي لا تلبث تغادر المكان حتى تعود إليه من جديد. وأشار مفوض عام الهيئة في فلسطين إبراهيم راشد" الأمطار كانت تتساقط بغزارة لدرجة حولت فيه أجزاء من الطريق الترابية المؤدية إلى الخربة إلى أكوام من الوحل، إلا أن المهمة كانت واضحة ومجددة بالنسبة لهيئة الأعمال الخيرية الإماراتية، وهي مد يد العون للعائلات البدوية المنكوبة". وأكد راشد، أن هيئة الأعمال الخيرية تحرص على توجيه طواقمها العاملة في فلسطين، إلى التجمعات البدوية والمناطق المهمشة، إلى جانب الحالات الاجتماعية التي تئن تحت وطأة شظف العيش، وكل همها العيش بأمن وسلام. وبين أن المساعدات التي تقدمها الهيئة للتجمعات السكانية والمناطق النائية والمهمشة، تأتي في إطار حملة الشتاء التي أطلقتها الهيئة، عشية فصل الشتاء الحالي، وتحرص من خلالها على مد يد العون للمنكوبين والضعفاء والحالات الاجتماعية. وأضاف راشد أن استهداف خربة ابزيق بالمساعدات الشتوية العينية التي تقدمها الهيئة، جاء نظرا لخصوصية هذا التجمع السكاني المنكوب، حيث تعيش نحو 40 عائلة بدوية في ظل ظروف صعبة للغاية، وتشكل نموذجا آخر لمعاناة الفلسطينيين القاطنين في الأغوار الشمالية والوسطى، وذلك بالتعاون والشراكة مع لجنة زكاة طوباس المركزية. وأوضح، أن حملة الشتاء الإماراتية، تشتمل على عدة تدخلات من أبرزها توزيع الأغطية الشتوية على العائلات المستهدفة، والملابس الشتوية على الأطفال، بما يعينهم على تحمل برد الشتاء القارس. وقال إن هذه الحملة تشتمل على تدفئة الفصول الدراسية في عدد من المدارس الواقعة في المناطق النائية والمهمشة، وتشمل جميع محافظات الضفة الغربية والقدس. وفي منتصف الطريق المؤدية إلى خربة ابزيق، اضطرت قافلة هيئة الأعمال الخيرية للتوقف لأكثر من ساعة، بعد أن علقت المركبات في الوحل الذي كان يغطي سطح الأرض، وتسبب بعزل الخربة عن محيطها الخارجي، وهو أمر اعتادت عليه العائلات البدوية هناك. ووفق محمود نواجعة الذي يقطن في تلك الخربة برفقة عائلته منذ القدم، فإن هذه الخربة تدخل في مرحلة "سبات" خلال فصل الشتاء، حيث لا يتمكن أحد من الوصول إليها أو زيارتها، إلا ما ندر، في وقت خصصت فيه وزارة التربية والتعليم العالي سيارات دفع رباعي مهمتها نقل التلاميذ إلى مدارسهم في بلدة عقابا المجاورة أو مدينة طوباس، وإعادتهم إلى مساكنهم بعد انتهاء الدوام المدرسي. وقال نواجعة الذي تنحدر عائلته من محافظة الخليل، إن المساعدات العينية التي تسلمتها العائلات في الخربة من قبل هيئة الأعمال الخيرية، تسهم في توفير الدفء للأطفال وكبار السن ممن يكاد البرد ينخر عظامهم، خلال فصل الشتاء. وأشار إلى معاناة أهالي الخربة الناجمة عن ممارسات الاحتلال الذي يلجأ إلى إجبار العائلات البدوية على إخلاء مساكنها بذريعة إجراء مناورات عسكرية بالذخيرة الحية، وهدم المساكن المصنوعة في معظمها من الصفيح والخيام، بذريعة وقوعها في منطقة عسكرية مغلقة. وبحسب أمين سر لجنة زكاة طوباس فواز أبو دواس "أبو فداء" والذي رافق طواقم هيئة الأعمال الخيرية في تقديم المساعدات للعائلات البدوية في خربة ابزيق، فإن هذه الخربة تشكل نموذجا آخر لمعاناة القاطنين في الأغوار الشمالية والوسطى، حيث يسعى الاحتلال إلى إزالتها من على وجه الأرض، في إطار مخططاته الرامية إلى تفريغ منطقة الأغوار من أصحابها الشرعيين، بما يمكن من إطباق السيطرة عليها وتهويدها وجعلها خالصة للمستوطنين. وبين أبو فداء أنه يعيش في هذه الخربة نحو 300 نسمة من البدو الرحل الباحثين عن المراعي والماء، والذين استقروا هناك منذ عشرات السنين، وتتعرض مساكنها لعمليات دهم مستمرة من قبل قوات الاحتلال التي تسلم في كل مرة "تغير" على هذه الخربة فيها إنذارات جديدة إما بالهدم أو الترحيل، وتهديد القاطنين فيها بإجبارهم على الرحيل عنها إلى الأبد. وقال أحد القاطنين في الخربة" من شدة الظلم الواقع علينا، فإن إخطارات الهدم تتضمن إجبارنا على دفع تعويضات مالية هي أجرة آليات الاحتلال التي تنفذ عملية هدم المنشآت في حال حدوث ذلك، الأمر الذي دفع أصحاب عدد من تلك المنشآت إلى تفكيكها والرحيل من المنطقة إلى مناطق مجاوره قريبة من خربتهم الأم". وأشار إلى أن خربة ابزيق تعتبر كغيرها من التجمعات البدوية في مناطق الأغوار، والتي تعيش العائلات البدوية فيها حياة بسيطة للغاية، حيث يشكل الخيش والخشب والصفيح مصادر أساسية لبناء مساكنهم وتعتبر الأغنام والزراعة مصدرا لغذائهم ودخلهم. وأوضح المواطن وليد الحروب أن مساحة خربة ابزيق حسب معطيات مجلس مشاريع التجمع، تبلغ 8000 دونم منها 5000 دونم تم تصنيفها على أنها أراضي خزينة المملكة الأردنية الهاشمية ولا يسمح للسكان البدو باستغلالها بسبب اعتداءات جيش الاحتلال المتكررة عليهم في حال تواجدهم في تلك المنطقة، وتصنف تلك الأراضي بأنها أراض مغلقة لأسباب عسكرية ومناطق تدريب لجيش الاحتلال، فيما عزل جدار الضم والتوسع ما يقارب من 1000 دونم من أراضي الخربة بالكامل، وتتعرض لإجراءات توسعة جديدة من قبل مستوطنة "جلبوع". وقال" نحن نعيش في المكان المستحيل والظرف المستحيل، وفي مساء كل يوم لا نعلم إن كنا سنبقى في المكان صبيحة اليوم التالي". |