|
إطلاق دراسة تكشف مواقف الرجال من المساواة بين الجنسين
نشر بتاريخ: 20/02/2018 ( آخر تحديث: 20/02/2018 الساعة: 12:45 )
رام الله- معا- أطلقت اليوم هيئة الأمم المتحدة للمرأة، نتائج الدراسة الاستقصائية الدولية للرجال والمساواة بين الجنسين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "IMAGES MENA تقرير فلسطين"، في حفل خاص نظمته هيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين، بالتعاون مع وزارة شؤون المرأة الفلسطينية والقنصلية السويدية في القدس، وبتمويل من الوكالة السويدية للتنمية والتعاون الدولي (سيدا).
جاء ذلك في مدينة البيرة، بحضور أكثر من 150 مشاركا من الحكومة والمجتمع المدني والدولي. وتكشف الدراسة الاستقصائية الدولية للرجال والمساواة بين الجنسين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي تشمل دول: مصر، والمغرب، ولبنان، وفلسطين، عن موقف الرجل اتجاه المساواة بين الجنسين في المنزل والمجتمع ككل، ورغم أن أغلبية الرجال ممن شملتهم الدراسة في الدول الأربع تدعم مجموعة واسعة من المواقف التقليدية غير المنصفة، إلا أن الأقلية منهم الربع تقريباً تُقر وتدعم مساواة المرأة في العديد من جوانب الحياة العامة والخاصة. وتم تنفيذ هذه الدراسة من قبل مؤسسة بروموندو وهيئة الأمم المتحدة للمرأة وشركاء البحث المحليين في مصر، والمغرب، ولبنان، وفلسطين. فيما تضمن الجزء المتعلق بفلسطين من الدراسة، والذي تم إعداده بالتعاون مع معهد دراسات المرأة في جامعة بيرزيت، مسحاً استقصائياً لنحو 2399 من الرجال والنساء المقيمين في الضفة الغربية وقطاع غزة، من المناطق الحضرية والريفية. وتعكس السلوكيات والمواقف التي كشفت عنها الدراسة الاستقصائية ترابط معايير النوع الاجتماعي التي تشكلت بفعل الظروف الحياتية والاحتلال ونفوذ الأسرة؛ غير أن أغلبية الرجال والنساء ممن شملتهم الدراسة اتفقوا على عبارة "نحن الفلسطينيون بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز المساواة بين المرأة والرجل". وفي كلمتها، أشادت وزيرة شؤون المرأة في فلسطين الدكتورة هيفا الآغا بالدراسة مؤكدة أنها" محصلة لسلسلة من الإجراءات والسياسات الدولية والمحلية التي تعبر عن إلتزامنا تجاه قضايا النوع الإجتماعي على مختلف الأصعدة"، مضيفة بأنها "تأكيد على عمق الشراكة وبأننا شركاء في البناء والإنجاز والقرار". وأشارت إلى أن عمق الفجوة بين الرجال والنساء في المجتمع الفلسطيني، منوهة بأن الدراسة جاءت لتكمل تشخيص هذه المشكلة، وهو ما سيعزز من أولوية قضية المرأة في المجتمع الفلسطيني. وقالت إنه ورغم الإنجازات التي تحققت إلى أن مشاركة المرأة لم تصل إلى الحد الذي نطمح إليه، منوهة بأن المرأة الفلسطينية تواجه تحديين، الأول في الصور النمطية السلبية والعادات والثاني في عنف الإحتلال. وشددت على ضرورة التقاط هذه المبادرة لتمكين المرأة وتعزيز دورها على كافة الأصعدة. وتأكيداً على نتائج الدراسة في فلسطين، أطلقت هيئة الأمم المتحدة للمرأة الحملة الإقليمية ("لأني رجل")، كذلك ولأول مرة الحملة العالمية (HeForShe) في فلسطين والتي كانت هيئة الأمم المتحدة للمرأة قد أطلقتها في العام 2014 لحشد الرجال والفتيان نحو مبدأ المساواة بين الجنسين. وهدفت الحملتان إلى تغيير القوالب النمطية السلبية المتصلة بأدوار الجنسين في المنزل، وأماكن العمل، وتعزيز الحقائق الإيجابية بالأدوار والمسؤوليات المشتركة للأسرة، والأبوة، والعنف ضد المرأة، وتمكينها في سوق العمل، وغيرها. وتضمن الحفل، وكجزء من إطلاق حملة "لأني رجل"، عرض فقرة غنائية تحمل نفس العنوان للفنان الفلسطيني الشاب بشار مراد، وعرض فيلم قصير عن الأدوار المتغيرة في أسرة فلسطينية عادية، كما يراها طفل بعمر 10 سنوات، بالإضافة إلى عرض لتجارب ونماذج للرجال القدوة في المجتمع الفلسطيني، عرض خلاله خلاصة تجاربهم وخبراتهم في كيفية أن تكون رجلاً في المجتمع الفلسطيني. وقال محمد الناصري المدير الإقليمي لهيئة الامم المتحدة للمرأة في الدول العربية إن "حملة لأني رجل" لا تسعى لإلغاء أصوات النساء الهامة، ولكنها تسعى إلى توفير مساحة أكبر للانخراط في حوار حول الأعراف المتعلقة بالنوع الاجتماعي، والارتقاء بنا إلى مجتمع أكثر مساواة في نهاية المطاف، حيث يحظى الرجال والنساء والفتيات والفتيان بفرص ومسؤوليات متساوية داخل وخارج المنزل. وأفاد أن النتائج المستندة إلى الأدلة التي توصلت إليها الدراسة قد أكدت على المعايير الاجتماعية المتجذرة في الدول العربية الأربعة التي شملتها الدراسة. وكجزء من فعاليات اليوم، نظمت هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالتعاون مع القنصلية العامة للسويد في القدس، معرضين للصور "للآباء الفلسطينيين" و"الآباء السويديين" لتعزيز المساواة بين الجنسين في المنزل. وسلط المعرضان الضوء على النفع الذي يعود على الأسر حين يشارك الآباء في كل نواحي الحياة الأسرية. "يستفيد الأطفال والنساء والرجال جميعاً حين يطالب الآباء بإجازة أبوة. حيث تسهم إجازة الأبوة أيضاً في تعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل، الأمر الذي يعد محورياً لأي اقتصاد كي يحقق هدفه المنشود. هذه هي الجوانب التي أردنا أن نسلط الضوء عليها من خلال جلب معرض الآباء السويديين إلى فلسطين"، قالت آن صوفي القنصل العام لدولة السويد في القدس. وتُعد الدراسة الإستقصائية الدولية للرجال والمساواة بين الجنسين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (IMAGES MENA) أول دراسة من نوعها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتلقي نظرة واسعة ومقارنة لحياة الرجال كأبناء وأزواج وآباء في المنزل وفي العمل، في الحياة العامة والخاصة، لفهم أفضل لكيفية رؤية مواقفهم كرجال، ومواقفهم تجاه المساواة بين الجنسين، وبنفس القدر من الأهمية، تقدم الدراسة اتجاهات المرأة بشأن القضايا نفسها. وتشمل الدراسة البحث الكمي والنوعي مع ما يقرب من 10000 رجل وامرأة تتراوح أعمارهم بين 18- 59 عاما في مصر ولبنان والمغرب وفلسطين، بما في ذلك المناطق الحضرية والريفية على حد سواء. وشملت 2399 من الرجال والنساء المقيمين في الضفة الغربية وقطاع غزة، موزعين على 1200 رجل و1199 امرأة في الضفة الغربية وقطاع غزة، من المناطق الحضرية والريفية. وتتناول الدراسة العديد من الجوانب الاجتماعية والاقتصادية في الأراضي الفلسطينية، كالزواج، والتعليم، وسوق العمل، والرعاية اليومية، والعنف المهني، والعنف الجسدي، وغيرها. وتبين الدراسة أن تاريخ الحياة ونفوذ الأسرة وظروف الحياة هي عوامل تؤثر على دعم الرجال للمساواة بين الجنسين في فلسطين. وبشكل عام، فإن الرجال ذوي الدخل العالي أو التعليم العالي أو الأمهات اللواتي يتمتعن بمزيد من التعليم أو اللواتي يقمن بأداء مهام منزلية تقليدية يرجح أن يكون لهن اعتبارات نوعية منصفة. وتظهر النتائج أيضاً أن النساء الشابات يظهرن آراء أكثر انفتاحاً للمساواة من الجيل الأكبر سناً، في حين أن الشباب لا يحتاجون إلى إعطاء آراء أكثر عدالة من كبار السن من الرجال. وتناقش الدراسة أيضاً الضغوط الهائلة على حياة الرجال، والتحدي المتمثل في إيجاد عمل مدفوع الأجر والوفاء بدور مقدم الرعاية في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي، ولا سيما في البلدان المتأثرة بالنزاع. وفيما يتعلق بدور المرأة، رأى 80% من الرجال أن الدور الأهم لها هو العناية بالمنزل، مقابل 60% من النساء، في حين أن الرجال الأكثر ثراءً أو تعليماً يتبعون سلوكيات أكثر إنصافًا عادة، مع عدم وجود فروق في السلوكيات المتعلقة بالنوع الاجتماعي بين الرجال الأصغر أو الأكبر سنًا. وبينت الدراسة وجود علامات لوجهات نظر أكثر إنصافًا، فقد أيدت ثلثا النساء ونصف الرجال على وجوب أن يكون للمرأة المتزوجة نفس حقوق الزوج في العمل خارج المنزل، فيما أبلغ الغالبية من كلا الجنسين رفضهم لفكرة أن تعليم الفتيان أهم من تعليم الفتيات حين تكون الموارد شحيحة. وأكدت الدراسة وجود علامات أخرى على وجهات النظر المنصفة في فلسطين، فهناك العديد من الرجال الذين يسهمون في الأعمال التي تعتبر بصفة عامة من الأعمال النسائية، إضافة إلى تقاسم سلطة اتخاذ القرارات مع النساء. فيما يعتقد أقل من 20% من الرجال والنساء أن مشاركة الرجل في الإعتناء بالأطفال أو غيره من الأعمال المنزلية أمرٌ مخجل. وكان هناك شبه توافق بين الرجال والنساء على أن المساواة بين الجنسين لم تتحقق في الأراضي الفلسطينية. ويوافق ثلاثة أرباع الرجال وما يقرب من 87% من النساء على عبارة "نحن الفلسطينيين نحتاج إلى بذل مزيد من الجهد لتعزيز المساواة بين النساء والرجال". حملة "لأني رجل" 462838462839# |