|
مهرجان بذكرى انطلاقة الديمقراطية برام الله
نشر بتاريخ: 25/02/2018 ( آخر تحديث: 25/02/2018 الساعة: 17:05 )
رام الله- معا- أجمعت قيادات سياسية فلسطينية على ضرورة اعتماد استراتيجية وطنية جديدة، تقوم على استنهاض المقاومة الشعبية، وتعزيز مكانة دولة فلسطين، وجعل الاحتلال باهظ الثمن ومكلفا على دولة الاحتلال.
جاء ذلك بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، والذي انتقل بموقف الإدارة الأميركية من موقع الانحياز الأعمى لإسرائيل، إلى موقع تبني المواقف الحرفية لليمين الصهيوني العنصري المتطرف، والمشاركة في العدوان على الشعب الفلسطيني والتآمر لتصفية حقوقه الوطنية. جاء ذلك خلال الكلمات التي ألقاها خطباء ومتحدثون في المهرجان الوطني الحاشد "مهرجان القدس والحرية" الذي نظمته الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في مقر الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة البيرة، لمناسبة ذكرى انطلاقتها التاسعة والأربعين، بحضور صف عريض من قادة وممثلي القوى السياسية يتقدمهم محمود العالول ممثل الرئيس محمود عباس ونائب رئيس حركة فتح، وقيس عبد الكريم (أبو ليلى) نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية، وبحضور عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية، والأمناء العامين وأعضاء المكاتب السياسية للفصائل، وسفراء الدول العربية والصديقة المعتمدين، ورؤساء البلديات والنقابات العمالية والمهنية، والمؤسسات والجمعيات، ورجال الدين، وجمهور غفير من اعضاء الجبهة الديمقراطية وأنصارها الذين ضاقت قاعة الاحتفال عن استيعابهم. وبدا الاحتفال بعزف النشيد الوطني الفلسطيني، ثم الوقوف دقيقة صمت إجلالا لأرواح الشهداء، ثم رحب عريف الحفل والأسير المحرر عصمت منصور، عضو اللجنة المركزية للجبهة، بالحضور متحدثا عن أهمية المناسبة التي تتزامن مع افتتاح أعمال المؤتمر السادس لمنظمات الجبهة في القدس والضفة، مؤكدا أن المناسبة ليست مكرسة للحنين وتذكر أمجاد الماضي، وإنما لشحذ الهمم، وتعبئة الطاقات من أجل استكمال مسيرة النضال من أجل إنجاز حقوق شعبنا. ونقل محمود العالول نائب رئيس حركة فتح تحيات الرئيس واعتزازه بدور الجبهة الديمقراطية ومساهماتها في مسيرة الثورة والشعب الفلسطيني، وقال إن الجبهة كانت حريصة دائما على التنوع والتكامل والانسجام بين مختلف أطياف الحركة الوطنية، وإعطاء الأولوية للتناقض الأساسي مع الاحتلال، كما تميزت الجبهة في التمرد على الجمود الفكري، وحرصت على المراجعات النقدية، وتميزت بالجرأة في طرح الأفكار والمواقف. وتحدث العالول عن صعوبة المرحلة التي نمر بها بسبب الموقف الأميركي، وسعي الإدارة الأميركية لتصفية القضية من خلال صفقة القرن التي تريد القفز عن حقنا في القدس وحق العودة، وتكريس الاستيطان، ومحاولة غعطاء هذه الصفقة طابعا إقليميا لكسر صمود شعبنا وإرادته. وشدد على الثقة بقدرة الشعب على الصمود والمقاومة، وإفشال هذا التآمر، وهو ما يتطلب تحفيز الاستغداد للمقاومة، واستعادة روح التضحية والعمل الميداني، والحث على التماسك والوحدة، وإعادة بناء وإحياء مؤسسات منظمة التحرير، واستعادة الوحدة الوطنية، موجها تحية خاصة لأبناء شعبنا في القدس. وألقى محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير الفلسطينية في الداخل (1948)، كلمة وجه فيها التحية لمناضلي الجبهة وفي المقدمة الأمين العام نايف حواتمة، وقال ان ابناء شعبكم في الداخل يرون انفسهم رديفا ومكملا لباقي أبناء شعبهم. وندد بمواقف إدارة الرئيس ترامب التي اختارت أن تنقل السفارة للقدس في ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، في إصرار على موقفها العدواني تجاه الشعب الفلسطيني. ووجه بركة نداء حارا لكل القوى والمسؤولين الفلسطينيين لإنقاذ شعبنا وأطفالنا في غزة من الجوع والبؤس الكارثة الإنسانية التي تحيق بهم، وقال" إلى جانب مطالبتنا بإنهاء الانقسام، نطالب برفع الضيم والظلم عن أهلنا في قطاع غزة، ولا ينبغي لذلك أن يكون ضمن الحسابات والتجاذبات السياسية، ولا من ضمن شروط إنهاء الانقسام، فهذه قضية إنسانية وطنية وضميرية وأخلاقية." وحذر من أن تورط نتنياهو في قضايا الفساد والرشوة سيجعل حكومته أكثر تطرفا وعدوانية على شعبنا، سواء من خلال الإقدام على إشعال الحروب على غزة أو الجبهة الشمالية، أو من خلال مواصلة إجراءات وسياسات الخنق والتضييق والتمييز العنصري ضد شعبنا في الداخل. وألقى عمر شحادة كلمة باسم القوى والفصائل الفلسطينية قال فيها إن ما تسمى بصفقة القرن التي يعدها الرئيس الأميركي ترامب تهدف لتمزيق الأرض والشعب والهوية، ونفي وجود شعبنا الفلسطيني وحقه في تقرير المصير، وإقامة دولة إسرائيل الكبرى بعاصمتها القدس الموحدة من النهر للبحر، وإطباق السيطرة الأميركية الإسرائيلية على المنطقة وشعوبها وثرواتها، وإحلال ما يسمى بالصراع العربي الفارسي والصراعات الطائفية والمذهبية بديلا للصراع العربي الصهيوني وجوهره القضية الفلسطينية. ودعا شحادة إلى طي صفحة أوسلو، معتبرا أن عدم تنفيذ قرارات الهيئات والمؤسسات الفلسطينية وخاصة قرارات المجلس المركزي يلحق الضرر بهذه الهيئات وبالثقة الشعبية في دورها، مؤكدا على أن اولى الولويات للدفاع عن القدس والحقوق الوطنية تتمثل في الوحدة والشراكة الوطنية، وتطوير الحراك الشعبي والمقاومة بشتى أشكالها ضد الاحتلال. واختتم المهرجان بكلمة الجبهة الديمقراطية التي ألقاها نائب الأمين العام قيس عبد الكريم ( أبو ليلى)، واستهلها بتحية الشهداء من قادة الشعب الفلسطيني وشهداء الجبهة الديمقراطية، وعموم شهداء الشعب الفلسطيني وآخرهم شهيد الأمس في أريحا ياسين السراديح، كما حيا أسود الحرية الأسرى الرابضين في سجون الاحتلال، وقال أن مهمتنا الرئيسية في احتفالنا وفي مؤتمرنا الذي سينعقد في نفس اليوم هي استنهاض المقاومة الشعبية والنضال الوطني بكل أشكاله وصولا إلى الانتفاضة الشعبية الشاملة، وتجسيد الوحدة سياسيا وفي الميدان، وشحذ اسلحتنا النضالية والفكرية والسياسية والتنظيمية لمواجهة التحديات التي اتسعت وتعاظمت بعد قرار الرئيس ترامب وتبنيه مواقف اليمين الصهيوني المتطرف، واصطفافه السافر إلى جانب العدوان على شعبنا. وأوضح أن الإدارة الأميركية تستخدم وزن الولايات المتحدة وإمكانياتها وتأثيرها لكي تفرض على شعبنا تسوية تشطب القدس وحق العودة للاجئين وتكرس الاستيطان من خلال صفقة إقليمية تريد من الفلسطينيين أن يأتوا طائعين وصاغرين مع التسليم بشطب حقوقهم، وهو امر مستحيل" لأن شعبنا ليس فقط شعب الجبارين، بل هو شعب المقاومة المستمرة بكل الأشكال، حتى يساعيد حقوقه الوطنية كاكلة غير منقوصة ويعود آخر لاجيء إلى دياره، مؤكدا أن اللاجئين ليسوا فقط من هجروا خلال النكبة بل أبناؤهم وأحفادهم." وقال أبو ليلى إن معالم الاستراتيجية الوطنية البديلة باتت واضحة، واعتمدتها قرارات المجلس المركزي، وهي وإن كانت أقل مما نأمل إلا أنها تشكل قاسما مشتركا لكل القوى الوطنية الفلسطينية، ما يتطلب الشروع في تنفيذها دون تلكؤ أو إبطاء. وأضاف أن المطلوب هو العمل بكل السبل لرفع كلفة الاحتلال من خلال المقاومة والنضال الجماهيري، والعمل لتدويل القضية الفلسطينية وتعزيز مكانة دولة فلسطين، من خلال تكثيف الجهود للاعتراف بها، وانضمامها إلى كافة المؤسسات الدولية واستخدام أدوات القانون الدولي بما في ذلك إحالة ملف الاستيطان للمحكمة الجنائية الدولية، ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين. |