وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

القسام تنشر مزيدا من التفاصيل حول "الثأر المقدس"

نشر بتاريخ: 26/02/2018 ( آخر تحديث: 26/02/2018 الساعة: 15:16 )
القسام تنشر مزيدا من التفاصيل حول "الثأر المقدس"
غزة- معا- واصلت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، نشر معلوماتٍ جديدةٍ سمح بنشرها، يرويها الأسير القسامي القائد حسن سلامة في الذكرى الـ22 للعمليات.
وأكمل الاسير حسن سلامة رواية تفاصيل العلميات التي ادت الى مقتل عشرات الاسرائيليين واصابة المئات بعد نجاحه في التواصل مع مجموعة القدس وإرسال رسالة شفوية للقائد العام محمد الضيف "أبو خالد"، ومن ثم نقل معدات العمليات من أسدود إلى القدس المحتلة للبدء بالعمل.
وقال سلامة ان تعرفه على الأسير محمد أبو وردة مسؤول الكتلة الإسلامية في معهد رام الله، "كان له الفضل الكبير في تنظيم عدد من الاستشهاديين وهم: مجدي أبو وردة، وإبراهيم السراحنة، كانوا طليعة استشهاديي كتائب القسام في عمليات الثأر المقدس، وأصحاب العمل المزدوج مشيرا الى انهما بلباس صحفي، وقصة شعر تناسب عملهما".
وأضاف: "كانت مهمة الاستشهادي القسامي مجدي أبو وردة الصعود للحافلة رقم 18 وهو يضع على ظهره حقيبة صحفي بداخلها عبوة من مادة (TNT) بوزن 13 كيلو جرام، جاهزة بين يديه، تم تركيبها وتجهيزها أمامه، وتلقى تدريباً عليها".
كذلك "الاستشهادي القسامي إبراهيم السراحنة، كان هدفه تجمعٌ كبيرٌ للجنود في موقف لهم بالقرب من سجن عسقلان، وكان يحمل حقيبة جندي بداخلها عبوة بوزن 13 كيلو جرام، يعرف كل شيء عنها، وتلقى تدريباً عليها".
وأشار سلامة الى "ان الصورة الاخيرة للاستشهاديين التقطت في أحد البيوت في أبو ديس بالقرب من القدس برفقة أكرم القواسمي وأيمن الرازم وفي يوم الأحد 28/2 عام ستة وتسعين صباحاً انطلق المجاهد أيمن الرازم بالشهيد مجدي أبو وردة، سيكون الاستشهادي مجدي داخل الباص الساعة 6:30 صباحاً، وهذا ما تم بالفعل، ولم يغادر أيمن إلا بعدما تأكد من صعود مجدي للباص. أما المجاهد أكرم القواسمي فقام بتوصيل الاستشهادي إبراهيم السراحنة لهدفه في عسقلان، لكي تتم العمليتان في نفس الوقت ولبُعد المسافة، انطلق أكرم إلى هدفه قبل أيمن، وفي طريقه وقبل الوصول لموقف الجنود، سمعوا في الأخبار بحدوث الانفجار الأول فكانت ردة فعل الشهيد إبراهيم بالقول "أسرع يا أكرم فقد سبقني مجدي إلى الجنة"، أسرع أكرم وأوصل إبراهيم إلى هدفه وترجّل من السيارة، ودخل إلى وسط جنود الاحتلال وفجر نفسه بعد صديقه مجدي".
وأشار سلامة الى ان عشر دقائق كانت الفرق بين العمليتين حيث بدأ بث إذاعة الاحتلال في الساعة السادسة والنصف صباحاً، وبعد 5 دقائق تم بث خبر الانفجار الأول، وبعدها الانفجار الثاني وكان هذا الرد الأول الذي جاء بعد خمسين يوماً من استشهاد المهندس، وفوراً تواصلت مع غزة وتحدثت مع سالم المهموم باثاً إليه خبراً مشفراً بأنه "قد تم زراعة نصف الأرض بنجاح والنصف الآخر سيكون قريباً" وهذه عبارة مشفرة تعني أنه تم تنفيذ الجزء الأول من العمل بنجاحٍ وباقي نصف الثاني قريباً، ووصل الخبر للأخ القائد العام "أبو خالد الضيف".
عودة للعمل
وأوضح سلامة ان الاحتلال قام باغلاق الضفة وغزة لكن تمكن أكرم وأيمن من اختراق الحصار المفروض على القدس والوصول لرام الله و تحديد هدفٍ جديد، حيث جرى الاتفاق ان يكون الهدف هو ذات الباص رقم 18 كتحدٍ للأجهزة الأمنية الاسرائيلية، وللسخرية منهم، واعتقاداً منا أنهم لن يتوقعوا العودة إلى نفس الهدف.
وأضاف :" فوراً تواصلت مع محمد أبو وردة وتقابلنا وتحادثنا، وباركنا له باستشهاد قريبه مجدي، وطلبت منه أخذ الحيطة والحذر، وعدم مغادرة المعهد، وطلبت منه "استشهادياً" ثالثاً، فأخبرني عن الشهيد "رائد الشغنوبي" صديقه في المعهد الذي يثق فيه، ويعرفه جيداً، ودائم الحديث عن الشهادة. وفعلاً أحضر لي محمد الشهيد رائد، وكان كما أخبرني، فتحدثت معه، وتم تجهيزه، وعشت معه أياماً معدودة في البيت، وقبل استشهاده بيومٍ كان صائماً طوال هذه الأيام، وفي يوم السبت جهزت له إفطاراً (معكرونة دجاج)، وأيقظته ليأكل ويجهز نفسه لصلاة المغرب، فإذا به يبكي بحرارة، انزعجت وخطر في بالي أنه قد يكون تراجع في اللحظات الأخيرة، وبعدما هدأ سألته ما الخبر؟ ماذا حدث؟ فإذا أنا أمام شخصٍ غير عادي، جاء في منامه أن السماء قد فتحت له، وغمره نور، وانطلق صاعداً إلى السماء، هناك حيث الجنان، استيقظ يبكي فرحاً مستبشراً، وراجياً أن يكون هدفه كبيراً".
شهداء في ظلال الثأر المقدس
وأشار سلامة ان الشهيد عادل عوض الله عرفه على الشهيد محي الدين الشريف، ووفّر له المال، وعرفه على أخوه الشهيد عماد، وعن طريقه تمكنت من التنقل والإفلات من الحصار والمراقبة اكثر من مرة، وهو من صاغ بيان العمليات، ووفّر له كاميرا فيديو لتصوير الشهداء في لحظاتهم الأخيرة،
وهناك آخرون أخفياء ساعدوا في إنجاح هذا العمل، لم تذكر أسماؤهم.
بعد عمليات الثأر لاغتيال المهندس يحيى عياش، تعرضت الحركة لأكبر عملية حصار واعتقال خاصة في غزة، وكانت تلك الظروف من أصعب الظروف التي مرت على حركة حماس لينتقل سلامة من رام الله المحاصرة إلى بيت لحم بواسطة الشهيد عادل عوض الله، ثمالشهيد محي الدين الشريف، ولحق بنا عادل، واستمر تنقلنا من مدينة إلى أخرى للتخطيط لعملٍ وأهمها التخطيط لأسر جنود، وتم ذلك ولكن لم يكتب النجاح لهذه العملية، بعدها اعتقلت مجموعة القدس، ثم اعتقل سلامة في كمين بالخليل، فيما استشهد كلٌ من (الشهيد عادل عوض الله، وأخوه الشهيد عماد عوض الله، والشهيد محي الدين الشريف، والشهيد صالح تلاحمة، والشهيد جهاد سويطي وإخوة آخرين)
وأكد سلامة ان ما رواه حديثٌ مختصرٌ يكشف بعض أسرار "عمليات الثأر المقدس" في ذكراها الـ 22، وان هناك بعض الروايات تحتاج كثير من الوقت لسردها.