|
(فيديو) خاص معا- مأساة عائلة شتتها السجن
نشر بتاريخ: 04/03/2018 ( آخر تحديث: 05/03/2018 الساعة: 12:00 )
القدس- معا- منذ ساعات الفجر الأولى توجهت السيدة عبير أبو خضير الى سجن الرملة لتسلم نفسها لقضاء حكم بالسجن لمدة شهرين، ترافقها في وداعها ابنتها أصالة ناصر أبو خضير 27 عاماً ونجلها ديار 14عاما، فيما توجهت ابنتها الثانية صمود 24 عاماً لزيارة والدها الذي يقضي حكما بالسجن لمدة 14 شهرا، وبهذا يكون الاحتلال قد غيب الوالد والوالدة عن منزلهم وحرمهم من أبنائهما الخمسة.
وكانت محكمة الاحتلال قد حكمت مؤخرا على الناشطة المقدسية عبير أبو خضير بالسجن الفعلي لمدة شهرين، كما حكمت على ابنتها أصالة "بالشغل لصالح الاحتلال لمدة شهرين" أما على صمود فحكم عليها" بالعمل التطوعي" لمدة 300 ساعة، اضافة الى غرامات مالية قيمتها 7 الآف شيكل. وتعود حيثيات القضية الى العام 2011، عندما اقتحمت قوات الاحتلال منزل العائلة في شعفاط بمدينة القدس لتنفيذ اعتقال الأبن عنان، حيث أكدت عبير أبو خضير في لقاء معها أن الأحكام التي صدرت بحقها ظالمة وجائرة، فالقوات اعتدت عليهم خلال اقتحام منزلهم لاعتقال ابنها عنان والذي كان يبلغ حينها 14 عاماً." وتذكر أبو خضير يوم الاعتقال فقالت: "كنت في زيارة لزوجي ناصر في السجن، حيث اقتحمت قوات الاحتلال برفقة المخابرات منزلنا لاعتقال ابني عنان، وطلبوا مني احضار بطاقتي الشخصية ومفاتيح سيارتي للحاق بهم وحضور التحقيق معه". وأضافت :"دخل عنان الى غرفته ليرتدي ملابسه فحاولت شقيقتيه اصالة وصمود التحدث معه فقام الجنود بإبعادهما بقوة وضربهما بالهراوات، فيما احتجزت في زاوية المنزل ومنعت من الاقتراب من ابنتي اللتين كانتا تتعرضان للضرب، وبعد نقاش مع الجنود اعتقل عنان، وبعد دقاىق معدودة عاد جنود الاحتلال الى المنزل محاولين اعتقال ابنتي صمود، وخلال ذلك حاولت مع اصالة حماية صمود من الاعتقال، و حدثت مشادات كلامية بيننا، فيما قام الجنود بسحبي من رقبتي ففقدت الوعي، وبعد لحظات فوجئت باحتجاز اصالة وصمود وعنان بسيارات الشرطة كما تم احتجازي، وجميعا أصبحنا قيد الاعتقال وحولنا الى معتقل المسكوبية". وأضافت أبو خضير :"بعد يومين افرج عنا بكفالات مالية، لنفاجأ بعد حوالي عام بإعادة فتح الملف والتهمة كانت التهجم على المجندة وإعاقة عملية الاعتقال، واستمرت القضية في المحاكم ست سنوات، وتم احضار الشهود من المخابرات والقوات حتى صدر الحكم ضدنا". وأكدت أبو خضير أن جلسات المحاكم كانت كالمسرحية، وقالت :"تم تلقين الشهود بالراويات حتى حكم علينا، رغم أن القوات هي التي اعتدت علينا بالضرب وهي التي اقتحمت منزلنا لكن القاضي لم يهتم لذلك"، مشيرة أن محامي الدفاع قدم استئنافه للمحكمة المركزية على الأحكام التي صدرت ضدهم في محكمة الصلح لكن تم رفضه. الناشطة أبو خضير تعرضت للاعتقال لأكثر من 7 مرات خلال السنوات الماضية، خلال مشاركتها في الفعاليات الشعبية بمدينة القدس، وحكمت عام 2013 بالعمل المجاني في مؤسسات الاحتلال لمدة 6 أشهر، وتم اجبارها على العمل في "مركز لتخريج دورات تدريبية لجنود الاحتلال" وتقول :"الاحتلال يصدر الاحكام المختلفة بحق أبناء المدينة سواء الاعتقال الفعلي أو المنزلي أو العمل المجاني في محاولة لكسر معنويات أهالي المدينة والنيل منهم، والضغط على العائلات ومحاولة تهجيرهم وطردهم من المدينة. وأضافت :"تعود أبنائي الخمسة منذ صغرهم على الاقتحامات المتتالية لمنزلنا لتنفيذ اعتقالي أو اعتقال والدهم ناصر (حيث غيبته سجون الاحتلال عن عائلته لمدة 15 عاما على فترات متفاوتة)، كما اعتقلت مرتين في محاولة للضغط على زوجي وانتزاع الاعترافات منه ومكثت في الزنازين عدة أسابيع". وأضافت :"أؤكد أن صمودنا في القدس هو بوصلتنا والاحكام وقوانين الاحتلال لن تؤثر علينا." من جهتها قالت ابنتها المحامية اصالة والتي تستعد هي الأخرى لتنفيذ الحكم الصادر ضدها مطلع الشهر المقبل :"قرار المخابرات وظلم القوانين هو عقاب للشعب الفلسطيني، والأحكام تأتي لتقييد الشعب ومحاولة لتخويفه". وأوضحت انها ستعمل بدون أجر من ال 8 صباحا حتى ال4 عصرا، ولا خيارات أمام هذا العمل، لانهم هم من يختارون المكان والعمل". وعن غياب الأم قالت أصالة :"ليس سهلا علينا اعتقال والدي ووالدتي وغيابها عن المنزل داخل السجون"، مؤكدة ان القدس وسكانها مستهدفون بشكل خاص. وقالت :"تعرضت للتوقيف والتضييق المستمر بشكل شبه يومي لساعات خلال دراستي في الجامعة على حاجز قلنديا العسكري، وفي احدى المرات تم ضربي على الحاجز. وأكدت ان هناك غصة كبيرة بسبب الحكم عليها، اضافة الى غياب والديها عن المنزل. وهذا العام ستغيب الناشطة المقدسية والام عن المدينة ومنزلها في مناسبتين خلال هذا الشهر " يوم المرأة وعيد الأم"، مما يزيد من الم العائلة، كما ستحرم من المشاركة في فعاليات الثامن من آذار كما اعتاد سنويا. |