|
الضحية المستعد للانتقال الى حالة الهجوم - طبيبة نفسية اسرائيلية تحاول تحليل شخصية الانتحاريين ومرسليهم
نشر بتاريخ: 06/02/2008 ( آخر تحديث: 06/02/2008 الساعة: 21:10 )
بيت لحم - ترجمة معا بتصرف - تناولت الطبيبة النفسية والخبيرة الاسرائيلية في " الارهاب الانتحاري " الدكتورة عنات باركو في تحليل نشرته اليوم " الاربعاء " شخصيةالانتحاريين وابعادها وجوانبها الخاصة والعامة وكذلك شخصية مرسليهم اضافة الى طرق مكافحته ووقف نشاطهم .
ووصفت الدكتورة عينان باركو الخبيرة في معهد السياسات المضادة للارهاب التابع للمركز متعدد المجالات في هرتسيليا الانتحاريين بالضحية المستعدة الى التحول الى حالة الهجوم ضد المجتمع الاسرائيلي مؤكدة وجود (تبادل شيطاني )للوظيفة بين الانتحاري ومرسله لذلك وجد انتحاري ووجد مرسل . وامضت عينات في اطار دراستها ساعات طويلة بصحبة الاسرى الفلسطينين ووثقت مشاهداتها واستخلاصاتها في كتاب اصدرته تحت عنوان " الطريق الى جنةعدن - عالم الارهابيين الانتحاريين ومرسليهم " . وحاولت الطبيبة النفسية في دراستها تقديم اجابات على اسئلة مهمة تتعلق بشخصيات هؤلاء مثل ماذا يدور في خلد الانتحاري قبل ان يثبت على جسده العبوة الناسفة التي ستقتلقه الى جانب اخرين ؟ الى اي درجة تمارس عليهم الضغوط الكبيرة حتى يفجرون انفسهم ؟ بماذا يفكرون ؟ وتعتقد الاوساط الامنية الاسرائيلية ان افضل طريقة لمكافحة ظاهرة الانتحاريين ووقف نشاطهم هي القائمة على مبدأ اعرف عدوك خاصة وان الانتحاريين تحولوا الى سلاح استراتيجي في يد المنظمات الاسلامية ليس ضد اسرائيل فقط ولكن ضد دول اخرى في ارجاء العالم واعداد الانتحاري يتطلب سلسلة من عمليات التحضير والتجهيز يقف الانتحاري في اخر حلقاتها . ويشكل التعويض الروحاني المبني على الايمان للانتحاري وكذلك التعويض المادي لعائلته حتى اسباب الاقدام على تنفيذ عملية انتحارية وبعض هؤلاء يمتلكون ثقافه وليس بالضرورة ان يكونوا من هوامش المجتمعات وتتراوح دوافعه لتنفيذ عملية انتحارية مابين الايديولوجيا والانتقام والمشاكل النفسية والضائقة الاقتصادية وذلك وفقا لاستخلاصات الدكتورة عينات . واتضح من خلال احاديث عينات مع الاسرى الفلسطينين ان الدافع لمثل هذه العمليات موجود ، وان لا مشكلة في تجنيد الانتحاريين لان غالبيتهم من النوعية التي تطمح دائما لارضاء الاخر ، وهم من النوعية الهامشية التي تبحث عن الاعتراف بها واذا لم يكن في حياتهم فلا بأس من تحقيق هذا الاعتراف من خلال موتهم وهم من اصحاب الخيال منخفض المستوى . وفيما يتعلق بالانتحاريات قالت الدكتورة عنات في دراستها :" من يرسل سيدة للانتحار يشعر بانه يقوم بعمل متدني المستوى وهو لا يحظى بالاعتراف المطلوب ومن يرسلهن ينظر اليه المجتمع كمنحط او اقل مستوى من الاخرين كونه استخدم امرأة لتنفيذ هدفه حتى وان كانت العملية ناجحة جدا وفقا لمقاييسهم اي حقق عددا كبيرا من الاصابات ، لماذا ينظر الى الامر بهذا المستوى المتدني ؟ لانها تستطيع انجاب ثلاثة رجال مثلي لو بقيت على قيد الحياة كما قال احد مرسلي الانتحاريين الذين قابلتهم الدكتورة عينات . ودائما يبقى السؤال حول الدافع الذي وقف خلف قرار الانتحارية مطروحا وبقوة فهل مس شرفها حتى قررت الاقدام على مثل هذا العمل ؟ هل واجهت مشكلة معينة ؟ وفي النهاية لن تحصل على الاعتراف المطلوب وحتى والديها لا يرغبون بتفجير ابنتهم لنفسها . ويستغل مرسلو الانتحاريين بشكل لافت جوانب النقص التي تشوب حياة مرشحيهم لتنفيذ العمليات الانتحارية مثل النقص في شخصية الاب او الام او المستوى الاجتماعي المنخفض لمرشحهم . واضاف عينات بانه ليس من باب الصدفه ان ينمو مجتمعا يشكل ارضية خصبة لمثل هذه الظاهرة حيث تسود ثقافة وتربية معينة ودين معين ومجتمع معين ولكن ورغم ما سلف فليس من الضرورة ان يكون المجتمع مجتمعا انتحاريا خاصة وان نسبة الانتحاريين متدنية قياسا من مجموع عدد السكان . ويعتبر المرشح لتنفيذ عملية انتحارية منفصلا عن عائلته خاصة ابيه وامه وفقط بعد ان ينفذ عمليته ودون علم ذويه يطلب من والدته اخذ جانب من الاستعراض لتظهر فخرها واعتزازها بما اقدم عليه او تتظاهر بهذا وشاهدنا مثل هذا الامر في تفجيرات لندن حيث اشتكت عائلة احد الانتحاريين امام الشرطة غياب او فقدان ولدهم مدعية بانه كان بالامكان منع التفجير لو اظهرت الشرطة يقظة اكثر . واوصت الدكتورة عينات بضرورة الاصغاء الى عائلات الانتحاريين المحتملين لانها هي من تلاحظ وتشعر باي تغيير على سلوك ابنهم ويجب تمكينهم وايجاد الطرق التي يستطيعون من خلالها الابلاغ عن مثل هذه التغيرات دون ان ننسى دور رجال الدين المهم جدا في مجال التأثير على مسار هذه الظاهرة " انه من صفات العالم الذي نعيشه وليس نحن من اصدر فتوى الانتحار وليس فتوى التضحية بالنفس لذلك من السهل التاثير. " اختتمت عينات توصيتها . وخلصت عينات الى ان اسرائيل لم تعمل كفاية في مجال الحرب النفسية واقتصر نشاط الامن في مجال محاربة الظاهرة على الاغتيالات والاعتقالات وهدم المنازل واقامة جدار الفصل وهي وسائل مساعدة وتساعد على الحد من قدرة الانتحاريين على الوصول الى اهدافهم لكنها لم تفعل ما يكفي في مجال الحرب النفسية ويجب العمل بطريقة تؤثر على مجموع السكان تشجع العائلات على تقديم الشكوى والابلاغ ، معتبرة أن الامهات مفتاح الفهم ومصدر التاثير القوي . وساقت الدكتورة عينات مثال والدة احد المطلوبين الذي حاصرت قوات الجيش منزله وحديثها مع ابنها الذي انتهى بتسليم نفسه للدلالة على قدرة الامهات التأثيرية . واختتمت عينات ملخص دراستها النفسية بالقول " لا يكفي ان نعمل على وقف الانتحاريين وهم في طريقهم للهدف ولكن الاهم العمل على وقفهم قبل هذه المرحلة واستخدام وسائل الاعلام وموجات التأثير لمنع خروجه اصلا لتنفيذ عملية انتحارية وليس ان نكتفي باعتقاله وهو في الطريق اليها . |