وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

دراسة لسد الفجوة بين الجنسين في الأمن الإلكتروني

نشر بتاريخ: 09/03/2018 ( آخر تحديث: 09/03/2018 الساعة: 09:24 )
دراسة لسد الفجوة بين الجنسين في الأمن الإلكتروني
بيت لحم- معا- ازداد في السنوات القليلة الماضية عدد النساء اللواتي ارتقين على سلم الشركات ليشغلن مناصب مهمة في عالم الأعمال، ويصبحن قدوة للشابات الطموحات، ومع ذلك، فقد أظهرت دراسة أعدتها شركة كاسبرسكي لاب وحملت عنوان “ما وراء نسبة الأحد عشر في المائة: دراسة تبحث في أسباب عزوف النساء عن العمل في مجال الأمن الإلكتروني”، أن باب العمل في مجال الأمن الإلكتروني يظل إلى حد كبير غير مطروق من المرأة، التي تمثل ما لا يتجاوز 11 في المئة من إجمالي قوة العمل في هذا المجال، ويبرز التقرير بعض الحقائق المثيرة للاهتمام حول الأسباب التي تبقي الأمن الإلكتروني وظيفة يصعب على المرأة دخولها.
وتواجه النساء العاملات في مجال الأمن الإلكتروني واقعاً قاسياً، وفقاً للتقرير، إذ غالباً ما تكون الموظفة في هذا المجال الأنثى الوحيدة في غرفة مليئة بالرجال، وهو ما قد يكون أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل معظم النساء يرفضن فكرة العمل في وظيفة بهذا المجال.
ويمكن أن يكون لافتقار المجال إلى المرأة العاملة فيه تداعيات متفاقمة، فكلما قل عدد النساء العاملات في هذا مجال، فُقد الاهتمام لدى من قد يفكرن بالعمل فيه.
وقد أظهرت دراسة بحثية أخرى بعنوان “القوى العاملة عالمياً في أمن المعلومات للعام 2017” أجراها كل من “الاتحاد الدولي لشهادات أمن نظم المعلومات ISC” و”مركز السلامة الإلكترونية والتعليم”، أن 42 في المئة ممن شملتهم الدراسة يرون أهمية وجود قدوة من جنسهم في مسيرتهم المهنية، وفي الواقع، يفضل نصف النساء اللواتي شملتهن الدراسة العمل في بيئة ينقسم فيها العاملون بالتساوي بين ذكور وإناث.
وتبين الدراسة أيضاً أن النساء يفتقرن عموماً إلى المهارات التي يبحث عنها أصحاب العمل، حتى إذا كانت لديهن الصفات المناسبة لتولي الوظيفة، وعندما سئل المشاركون في الدراسة عن أسباب عدم اتخاذهم قراراً بالمضي في مسيرة مهنية في مجال الأمن الإلكتروني، كانت كفّة النساء أرجح في الادعاء بأنهن لا يملكن خبرة في البرمجة “بنسبة 57 في المئة مقابل 43 في المئة”، وأنه ليست لهنّ مصلحة في العمل بالحوسبة “52 في المئة مقابل 39 في المئة”، وأنهن يجهلن الأمن الإلكتروني “45 في المئة مقابل 38 في المئة” وأنهن لسن ضليعات في الرياضيات بما فيه الكفاية “38 في المئة مقابل 25 في” المئة.
وبدا من الواضح أن المسألة مرتبطة بالوعي، نظراً لأن الشركات اليوم لا تبحث فقط عن مبرمجين، فمهارات مثل التفكير النقدي والقدرة على وضع حلول للمشكلات تعتبر مهارات ضرورية للالتحاق بمهنة في الأمن الإلكتروني، إلاّ أن النظرة إلى هذا المجال من الخارج تميل إلى التركيز على الجانب التقني في المقام الأول.
وقالت نوشين شباب، كبيرة المحللين الأمنيين لدى كاسبرسكي لاب: “أقوم خلال عملي مع زملائي من الخبراء في فريق البحث والتحليل العالمي لدى كاسبرسكي لاب، بالتحقيق في الهجمات الإلكترونية المعقدة وكشف النقاب عن الهجمات المستمرة المتقدمة APTs وحملات التجسس عبر الإنترنت والبرمجيات الخبيثة الرئيسية وبرمجيات طلب الفدية، وغيرها من التهديدات، ووظيفتي تتطلب إلى جانب المهارات التقنية، إصراراً وإبداعاً وتعاوناً من أجل التمكّن من التفكير بطريقة مختلفة ومواكبة أي تقدم يحرزه المجرمون”.
ورأت الدراسة في القوالب النمطية المرتبطة بالأمن الإلكتروني رادعاً كبيراً للنساء عن الالتحاق في وظائف بهذا المجال، إذ تعتبر مصطلحات مثل “القراصنة”، في كثير من الأحيان، ذات دلالات سلبية عموماً، كما أن ثلث النساء المستطلعة آراؤهنّ يرين أن المهنيين العاملين في مجال الأمن الإلكتروني “مهووسون” في حين يعتقد ربعهن أنهم “معقدون”، وهو ما يساهم ربما في جعل واحدة من كل ست نساء تعتقد بأن الوظيفة في هذا المجال ستكون “مملة”.
وأشارت نوشين شباب إلى أن صورة المختص في الأمن الإلكتروني آخذة في التغير، مشيرة إلى أن أكثر من نصف الشابات 58 في المئة تفاعلن مع أخبار التلفزيون والإذاعة وقنوات الإنترنت، عقب موجة هجمات WannaCry الخبيثة لطلب الفدية والتي شنّت على نطاق واسع العام الماضي، بحسب دراسات أخرى أجرتها كاسبرسكي لاب، وأضافت: “تتعلق هذه المسألة بكيفية تحويل هذا الاهتمام إلى شيء آخر”.
وقدمت كاسبرسكي لاب عدة مبادرات مثل “أكاديمية كاسبرسكي لاب” و”شهادة كاسبرسكي سايبر سيكيوريتي” و”كاسبرسكي سايبر دايز” لتعزيز الوعي المهني والترويج للعمل في مهن متخصصة، علاوة على تعزيز مستويات التحصيل العلمي لدى المهنيين في المنطقة، وذلك إلى جانب حرص الشركة على العمل مع مختلف الجهات المعنية لتحسين مستوى فهم العقبات التي تحول دون تولّي مزيد من النساء وظائف في مجال الأمن الإلكتروني.
وترى كبيرة المحللين الأمنيين في كاسبرسكي لاب إن أمن تقنية المعلومات سرعان ما سيصبح خياراً مهنياً شائعاً بين النساء بمجرد شروعهنّ في اكتشاف جوانبه، لافتة إلى أنها كانت إحدى المحظوظات اللواتي اكتشفن هذا المجال من تلقاء أنفسهن، وأضافت: “أريد تشجيع المزيد من النساء على اللحاق بي، فالقدرة التي أتمتع بها على حماية آلاف المستخدمين خلال وقت قصير من أحدث عمليات الاحتيال التي تتم عبر الإنترنت، والذين قد يرسل بعضهم ويستقبل عشرات رسائل البريد الإلكتروني في اليوم، تشكل أحد أروع الجوانب في عملي بالأبحاث الأمنية، كما أن وظيفتي تتمتع بالمرونة نظراً لطبيعة عمل مجرمي الإنترنت وعدم التزامهم بساعات دوام رسمي محددة، لذا فقد تجدني أعمل في مختبر أو مركز بيانات، أو من المكتب أو من المنزل، فوظيفتي تساهم في رسم نمط حياتي، كما أن التأهب الملازم لطبيعة العمل في هذا المجال يعني مواصلتي التفكير في طرق مبتكرة لحماية الأفراد والشركات من ضرر البرمجيات الخبيثة، لذلك فهو عمل رائع أحبه”.
وإلى جانب عمل كاسبرسكي لاب على سد الفجوة بين الجنسين في مجال الأمن الإلكتروني، حرصت الشركة على رعاية عدد من الحملات التي قادتها نساء ملهِمات من محبات المغامرة، وكانت الشركة أعلنت حديثاً عن رعايتها بعثة نسائية بالكامل سوف تنطلق إلى القطب الشمالي هي الأولى من نوعها على الإطلاق، ومن المقرر أن تنطلق البعثة الأورو-عربية إلى القطب الشمالي في إبريل من شبه الجزيرة العربية لتصل إلى المنطقة القطبية بعد عشرة أيام.
وقال أليكس مويسيڤ، رئيس الأعمال التجارية لدى كاسبرسكي لاب: “نريد كشركة تزخر بصاحبات العقول النيرة ممن تحدّين الوضع الراهن ليصبحن مبرمجات وباحثات في الأمن الإلكتروني، أن نشجع المزيد من الشابات ونعمل على تمكينهن من اتخاذ خطوات شجاعة وغير متوقعة، سواء للوصول إلى القطب الشمالي، أو تعلم البرمجة وكيفية الدفاع عن الأمن الإلكتروني”.