رفح: مئات المسافرين والمعتمرين ينتظرون بفارغ الصبر السماح لهم باجتياز الحدود

خانيونس- معا- بعد إغلاقات طويلة ومستمرة، في أعقاب رحيل قوات الاحتلال الإسرائيلي عن قطاع غزة، أعيد العمل اليوم الثلاثاء في معبر رفح البري الواصل بين ارضي السلطة الفلسطينية، والعالم الخارجي، بعد سلسلة طويلة من اللقاءات والاتصالات بين الأطراف المعنية خاصة ( المصرية والاسرائيلية) بهدف تسهيل حركة مرور المعتمرين الراغبين بالتوجه للأراضي الحجازية لأداء العمرة خلال شهر رمضان.

وأكد مراسلنا أن المعبر فتح منذ الساعة الثامنة صباحا وشرع الموظفون بمتابعة وتدقيق أوراق المسافرين.

وأعرب الكثير من المسافرين والمعتمرين الذين التقى بهم مراسل "معا" عن فرحتهم بإعادة تشغيل المعبر خاصة في شهر رمضان حيث أن عددا كبيرا منهم يرغب بالتوجه لأداء العمرة.

ويشير المواطن خليل محمد إلى أنه ينتظر اللحظة التي يسمح له باجتياز الحدود من اجل استكمال رسالة الدكتوراة في مصر، حيث رفضت قوات الاحتلال سابقا السماح له بمغادرة القطاع لأسباب أمنية مما أعاق استكمال دراسته، وتمنى الا يتدخل الجانب الإسرائيلي في حركة ومرور المسافرين، لكي لا يشعر المواطن الفلسطيني بأنه ما زال تحت وطأة الاحتلال.

ويوضح الشيخ طلال النجار أحد المعتمرين انه يتمنى أن تكون رحلته ميسرة وسهلة دون معوقات خاصة داخل المعبر حيث لا أحد يعلم حتى الآن طبيعة الإجراءات التي ستطبق على المعبر، وابدي المعتمر النجار تخوفه من إقدام قوات الاحتلال على إغلاق المعبر بعد سفرهم من قطاع غزة مما قد يؤثر على عودتهم بعد قضاء العمرة مما يجعلهم ينتظرون أياما وربما أسابيع حتى يتمكنوا من العودة الى بيوتهم.

وأوضح محمد إسماعيل مدير الارتباط المدني في معبر رفح، أن العمل جار بشكل حثيث من قبل الأجهزة المختصة التي تحاول انجاز معاملات المسافرين بشكل سريع لمنع حدوث ازدحامات كبيرة، بسب تكدس المسافرين نتيجة إغلاق المعبر لفترات طويلة، مما أعاق المسافرين من المرضى والزوار والتجار والطلاب من التنقل بحرية.

وأشار إسماعيل إلى أن المعبر سيكون مزدحما اليوم بشكل خاص، بسب تواجد اكثر من 2500 معتمر يرغبون بالتوجه إلى السعودية من اجل أداء العمرة، مؤكدا ان دخول جميع المعتمرين والمسافرين سيتم بشكل طبيعي دون التدخل أو المضايقة من أحد, موضحا أن جميع العاملين في المعبر سيعملون على خدمة المعتمرين وتوفير سبل الراحة لهم.

وفي ذات السياق أكد مدير الارتباط المدني في معبر رفح، أن كافة الإجراءات والاتصالات أجريت مع جهات الاختصاص لتسهيل حركة المعتمرين والمسافرين الـ ( 5 آلاف) دون التسبب في تأخيرهم أو أعاقتهم تحت أي ظرف كان.

وأكد عادل شبير مدير شركة شبير للحج والعمرة, أن شركات الحج والعمرة استكملت جميع إجراءاتها القانونية والإدارية المطلوبة لنقل المعتمرين إلى الأراضي الحجازية، مشيرا إلى أن شركته تحاول توفير جميع سبل الراحة والطمأنينة للمعتمرين خاصة في شهر رمضان حيث يكون المسافرون بحاجة للراحة.

وأعرب شبير عن تخوفه من عدم فتح المعبر مرة أخرى، بحيث يتم إدخال جزء من المعتمرين ومن ثم يغلق المعبر ولا يسمح بعدها بدخول الدفعات الأخرى التي تعتبر اكبر لأن غالبية المعتمرين يفضلون العشرة الأواخر من رمضان من اجل إحياء ليلة القدر, مشيرا إلى أن إجراء كهذا سيؤثر بشكل كبير على شركات الحج والعمرة بسب حجوزات الطيران والبواخر، وهذا يشكل خسارة وعبىء كبيرين علينا وعلى المعتمرين حسب أقواله.

يشار إلى أن فتح معبر رفح البري يعطي فرصة كبيرة للمواطنين الذين حرموا من رؤية أهاليهم وأبنائهم وأصدقائهم خاصة المطلوبين لقوات الاحتلال في فترة الانتفاضة الأولى والذين تمكنوا من مغادرة القطاع في تلك الفترة من العودة الى القطاع مجددا، فقد تمكن اليوم موسى عبد العال أحد مطاردي حركة الجهاد الإسلامي من الوصول للقطاع اضافة الى العديد من المطلوبين والمطاردين السابقين، حيث تمكن عبد العال من الالتقاء بعائلته بعد غياب قسري دام اكثر من 12 عاما, والذي أعرب عن فرحته الشديدة والغامرة بالوصول إلى ارض فلسطين ليكون بين أهله وذويه.