|
بعد أن قدمت ثلاثة شهداء: والدة الاسير وسام فرحات تستقبله بعد غياب دام 11 عاما
نشر بتاريخ: 11/10/2005 ( آخر تحديث: 11/10/2005 الساعة: 13:16 )
غزة- معا- بعد أسبوعين فقط من خلاء بيتها من المعزين باستشهاد ابنها الثالث رواد فرحات تعود أم نضال فرحات الملقبة بـ "خنساء فلسطين" لاستقبال المهنئين بالإفراج عن ابنها الرابع وسام بعد أن أمضى أحد عشر عاماً في سجون الاحتلال.
والمرأة "الحديدية" التي ودعت أمام العالم ابنها الاستشهادي محمد ذو السبعة عشر عاماً قبل ثلاثة أعوام، عادت لتودع ابنها الأكبر نضال وتستقبله شهيداً، ومن ثم عادت إلى التضحية والأضواء من جديد لتستقبل ابنها الشهيد الثالث رواد ذو السبعة عشر عاماً أيضاً قبل قرابة ثلاثة أسابيع فقط والذي اغتالته إحدى الطائرات الإسرائيلية في قصف مروحي لسيارة كان يستقلها. وها هي تعود اليوم لاستقبال ابنها الرابع وسام فتحي فرحات البالغ من العمر 31 عاماً بعد ان قضى أحد عشر عاماً كاملة خلف القضبان في معاناة حقيقية وعلى مقربة من أساليب التعذيب الإسرائيلية للأسرى القابعين في سجونها المنتشرة من شمال فلسطين إلى جنوبها، وربما تبتسم هذه المرأة للمرة الأولى مؤكدة لأ "معا" أنها على موعد مع التضحية في أي لحظة في حياتها، مضيفة أنها كانت قلقة للغاية من عدم الإفراج عن ابنها نكاية بما قدمته عائلته من ثلاثة شهداء كانوا من عناصر الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس. وتؤكد أنها في نعمة كبيرة من الله بعد أن منّ عليها باستشهاد أبنائها الثلاثة محمد، نضال ورواد, وبعد أن منّ عليها بالإفراج عن ابنها الرابع وسام الذي تتمنى أن تزوجه وتفرح به وأن يبني أسرة وبيتا كما يعيش شقيقاه اللذان تبقيا إلى جانبها حسام ومؤمن الجريح. ويقول وسام في أول لقاء صحافي له إنه يحسد والدته بشكل كبير على صبرها ويقول: "بحق أغبطها وأحسدها لصبرها على توالي الابتلاءات وأسال ربي أن يمد في عمرها ويجعلها قدوة ونموذجاً تحتذي به نساء المسلمين والنساء الفلسطينيات". ولدى الأسير المحرر رغبة كبيرة للحديث عن الأسرى الذين قال إن حياتهم داخل الأسر ازدادت سوءاً حتى وصلت إلى مرحلة الحضيض بفعل الممارسات وأساليب التعذيب الإسرائيلية التي من أهمها الشبح والتعرية التي تستخدم لإذلال الأسرى دون وجه حق، وأضاف "ان محطة التفتيش المذل هي من أقسى أساليب القهر والإذلال، مشدداً على ان قضية الأسرى من أهم القضايا وأجدرها بالحل داعيا الى اعطائها حقها على كل الصعد. ويقول فرحات انه كان على مقربة من 950 أسيراً في ثلاثة سجون مر بها داخل الأسر هي عسقلان حيث قضى عامين، نفحة 6 أعوام وهداريم عامين ونصف، حيث كان قد اعتقل بتاريخ 20/ آذار/ مارس 1995، بتهمة نقل 6 حقائب متفجرات من منطقة تل السبع إلى داخل أراض 48, وصدر بحقه حكم بالسجن لأحد عشر عاماً الى أن أفرج عنه مساء أمس. ويؤكد فرحات أن الأسرى خلف القضبان يواجهون شتى أساليب التعذيب التي تمارسها بحقهم أدارة السجون التي تقوم كذلك بسحب إنجازاتهم, مشيرا الى أن أوضاع الأسرى خاصة في سجون نفحة وعسقلان والسبع باتت صعبة جداً حيث يتعرضون لسياسة إهمال طبي أودت بحياة أسيرين رآهما بنفسه وهما الأسير ابو رزق العرعير من قطاع غزة والأسير أبو حسن أبو عدوان من مدينة القدس المحتلة، كما أفقدت الأسير الشاب فراس أبو اشخيدم البصر في إحدى عينيه فيما تعاني عينه الأخرى من ضعف كبير، وأضاف " هناك اسرى مصابون بأمراض مزمنة لا يقدم لهم العلاج الكافي فيما يعاني آخرون من أمراض في بدايتها قد تتحول إلى أمراض مزمنة في ظل الإهمال الصحي الحالي في السجون الإسرائيلية". وعن كيفية استقباله انباء استشهاد اشقائه الثلاثة داخل السجن أوضح فرحات إنه تقبل تهاني حارة من الأسرى الذين كانوا برفقته في السجن عندما تناقلت وسائل الإعلام نبأ العملية الاستشهادية التي نفذها شقيقه محمد في السادس عشر من نيسان/ إبريل 2003 فيما كان يعرف بمستوطنة عتسمونا وأسفرت عن مقتل خمسة إسرائيليين وجرح 12آخرين, قائلا: "إن ذلك الخبر كان ساراً لي رغم الدموع التي انهمرت من عيني". أما بالنسبة لشقيقه الأكبر نضال الذي استشهد في ظروف غامضة يقول فرحات انه تأثر كثيراً عند سماعه خبر استشهاده وخاصة انه متزوج وأب لخمسة أطفال مؤكداً انه فخور بإخوته الثلاثة الذين اختارهم الله واصطفاهم ليكونوا شهداء، وأضاف أنه رغم حزنه على استشهاد أخيه رواد الذي تفاجأ بخبر استشهاده إلا انه يؤمن بقضاء الله وقدره والمكرمات التي حباها للشهداء، قائلاً:" سنضحي بأرواحنا وبيوتنا ودمائنا وأموالنا في سبيل ديننا ووطننا ما دام الاحتلال موجوداً على أرضنا والأسرى داخل سجونه". |