|
وزارة الإعلام: فريدمان سفير الاستيطان ومحامي التطرف
نشر بتاريخ: 22/03/2018 ( آخر تحديث: 22/03/2018 الساعة: 21:16 )
رام الله - معا -تقدم وزارة الإعلام إضاءة على سيرة السفير الأمريكي في تل أبيب ديفيد ميليخ فريدمان، الذي لمع اسمه في إدارة الرئيس ترامب، وعرف بمواقفه المتطرفة والداعمة للاستيطان، والمخالفة للقانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة.
فريدمان محام يهودي مُختص في قضايا إفلاس البنوك، وهو واحد من أربعة أبناء لموريس فريدمان حاخام كنيس هليل المحافظ في نيويورك، ويقف على رأس مجلس حاخامات نيويورك، ويحمل شهادة البكالوريوس في الحقوق، والبكالوريوس بعلم الإنسان من جامعة كولومبيا، وهو عضو في نقابة المحامين الأمريكيين، كما يرأس "مؤسسة ترامب." واللافت في سيرة السفير المنحاز للاحتلال أنه رئيس متطوع لمؤسسة "الأصدقاء الأمريكيين لمؤسسات بيت أيل"، التي تقدم مليوني دولار سنوياً للمستوطنة المقامة على أراضي شمال شرق رام الله المحتلة، والتي استشهد وجرح وعذب على حواجزها العشرات من الفلسطينيين، ويزعم فريدمان أن مشكلة الاحتلال غير قائمة، وفي سجله تاريخ حافل من العمل مع مؤسسات احتلالية تحظى بدعم مؤسسة "عائلة جاريد كوشنير" صهر الرئيس الأمريكي، منها: "منظمة الإنقاذ الموحد" في إسرائيل، ومؤسسة "أليه نيجيف." يكتب السفير الأمريكي في عمود له في صحيفة سيئة الصيت، اسمها (القناة السابعة) تصدر من مستعمرة بيت إيل، وتعد منبر تحريض ضد أبناء شعبنا، يطرح فيها فريدمان آراءً تعارض حل الدولتين، وهو الحل الذي وصفه ذات مرة بأنه "حل وهمي لمشكلة غير قائمة."! ووفق أخصائية علم النفس فيكتوريا آن من جامعة بيترسبيرغ، فإن اتهام شخص للآخرين بما هو فيه أصلاً هو حالة معروفة بعلم النفس تسمى "آلية الإسقاط النفسي"، يمارسها بلا وعي الشخص عندما يُسقط عيوبه على الآخرين، فتجده يتهمهم مثلاً بالعنف، أو بأية صفة هو يجدها ويعانيها في نفسه، ومن المثير هنا دراسة سلوك بعض الشخصيات والمواقف المعلنة لهم بحكم علنيتها، وإتاحة تناولها بالتمحيص والتدقيق، ولو استعرضنا بعضًا مما يحيط بتصريحات فريدمان لوجدنا نمطاً سلوكياً عدوانيًا تجاه الآخرين. فيما تقول البروفيسور ديبرا شوشان من كلية ويليام أند ميري ومسؤولة السياسات والعلاقات الحكومية في "مؤسسة أمريكيون لأجل السلام الآن" في مقالة بعنوان "ديفيد فريدمان لا يصلح سفيراً لأمريكا بإسرائيل. أطردوه" إن فريدمان اضطر إدارته لتوضيح سياساتها مرتين بسبب تصريحاته المتكررة، مرة بعد أن استخدم مصطلح "الاحتلال المزعوم" ومرة عندما أعتبر المستوطنات جزءًا من كيان الاحتلال. وما تقدمه البروفيسور شوشان يعتبر صادماً بمقاييس عدة، فهي تكشف عن جوانب بعضها أصبح واضحًا من شخصية السفير المذكور، حيث تقول إنه لا يتورع عن إلصاق تهماً بخصومه بل أنه اعتاد على مهاجمة الرئيس الأمريكي الأسبق أوباما، وذهب إلى اتهامه "بخذلان إسرائيل" عندما امتنع عن استخدام "الفيتو" ضد قرار مجلس الأمن لصالح الفلسطينيين، بل وأكثر من ذلك، كما تقول شوشان، فإن السفير الأمريكي وصل به الأمر ليتهم اليهود الليبراليين الأمريكيين، كأنصار منظمة "جي ستريت" اليهودية، بأنهم من "الكابو" وهو المصطلح الذي يطلقه اليهود على اليهود المتعاونين مع النازية، بحسب الكاتبة. الخبر الجيد كما تقول الأخصائية آن هو قدرة من يسقط صفاته على الآخرين التعافي، شرط توفر الإرادة لدية، وليس واضحاً إن كان بالأساس يملك الإرادة أو يرغب بالتعافي، وهو أمر يعود للشخص نفسه. في هذا السياق، تؤكد وزارة الإعلام أنه من الصعب فهم الرد الأمريكي على خطاب الرئيس أبو مازن الأخير، الذي تطرق فيه لمواقف السفير الأمريكي الداعمة للاستيطان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، وتجاهله لجرائم المستوطنين كحرق عائلة دوابشة على سبيل المثال، أو خطف الطفل محمد أبو خضير وحرقه حيًا. وترى بأن المبادئ لا تتجزأ وهي تعبر بالضرورة عن شخصية حاملها وتنعكس على سلوكه، وهنا يبدو سلوك السفير فريدمان واضحاً للعيان منذ بداياته متطوعاً وداعماً للمشروع الاستيطاني المُجرّم دوليا، ولنا في الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية خير دليل. وختامًا، تدعو الوزارة إلى وضع السفير فريدمان على لائحة الإرهاب العالمية كونه يخالف القانون الدولي، ويدعم الاستيطان، ويروّج للتطهير العرقي والعنصرية السوداء. |