|
الحركة الطلابية والجامعات الغزية
نشر بتاريخ: 26/03/2018 ( آخر تحديث: 26/03/2018 الساعة: 20:39 )
الكاتب: شفيق التلولي
الأزمة الحالية التي تضرب جامعة الأزهر جراء منع إدارتها للطلبة المتعففين عن دفع الرسوم بسبب سوء أوضاعهم المعيشية من دخول قاعات الإمتحانات هي ليست الأزمة الأولى وربما لا تكون الأخيرة وكذلك ليست جامعة الأزهر الوحيدة التي يعاني فيها الطلبة ما يعانوه بل هناك بعض الجامعات الأخريات التي فيها ما فيها ولكن كل بشكل ووفق الحوادث والتداعيات التي تضرب كل جامعة على حدة.
ولعل من يعرف ومن يطلع على مسيرة الحركة الطلابية يدري أن آثار الإنقسام على قطاع غزة طالها وقوض دورها وأحدث عطباً كبيراً في جسمها الأمر الذي ربما راق لإدارات الجامعات وأعطاها غياب ممارسة الحياة النقابية من خلال إجراء الإنتخابات الطلابية الدورية مبرراً لفرض سياساتها بعيداً عن مشاركة مجالس اتحادات الطلبة التي انتهى دورها بانتهاء صلاحياتها حيث لم تُجر انتخابات لتجديد شرعياتها منذ أحد عشر عاماً وهو عمر الإنقسام. فمن المعروف أن الحركة الطلابية تمثل الإطار النقابي المطلبي الذي يصد إدارات الجامعات ويحول دون تغولها على الطلبة وخاصة فيما يخص المساس بهم بسبب عدم قدرتهم على الإيفاء بمتطلبات الرسوم الدراسية المستحقة غير أن غياب الجسم الطلابي المنظم أعاق دورها وبالتالي أعطت الفرصة لإدارات الجامعات ممارسة سطوتها تحت ذريعة أنه لا يجوز لإطار طلابي تعليق الدراسة حيث أن غالبية نظم الجامعات نصت على وجوب وجود مجالس إتحادات للطلبة لرعاية مصالحهم. وما انفكت الأطر الطلابية تتداعى وتتنادى لضرورة إجراء الإنتخابات الطلابية العامة في جامعات قطاع غزة لكن يبدو أن الإنقسام وتداعياته ما زال يحول دون ذلك وكما أن غياب الإرادة الحقيقية للطلبة وأطرهم أضعفت الفعل الطلابي الذي من الممكن أن يغير هذا الواقع ويفرض هذا الأمر المبتغى على طاولة جميع الأطراف بمن فيها فصائلهم وحتى إدارات الجامعات التي لم تساعدهم في تحقيق هذا الهدف وبلوغ غاياتهم بل ربما راق لهم ذلك كما أسلفنا. كما وارتفعت في الآونة الأخيرة أصوات الأطر الطلابية بعد أن تناهى إلى مسامعها قرار عقد المؤتمر الحادي عشر للإتحاد العام لطلبة فلسطين والذي تعطل انعقاده عقود عدة لأسباب موضوعية لسنا بوارد ذكرها في هذا السياق حيث يطول الحديث فيها ومع الأسف لم ينطلق قطار الإتحاد حيث ساد قرار عقد مؤتمره ما ساده من اجتهادات في الأوساط التي يعنيها الأمر ولوجاً لعقد المؤتمر الذي نادى وما زال ينادي له الجميع منذ عشرات السنين ونتمنى أن يستأنف العمل فوراً لإنجاز ذلك المؤتمر. قصدت هنا أن آت على ذكر موضوع الإتحاد العام لطلبة فلسطين ليس جزافا ولا اعتباطا إنما لأنه الإطار النقابي للكل الطلابي الوطني الذي من الممكن أن يصلب الحركة الطلابية ويصوب مسارها إذا ما أعيد له دوره الريادي وأجرى إنتخابات في الجامعات الفلسطينية وبخاصة جامعات قطاع غزة وكذلك فروعه خارج الوطن مما يكسب مجالس إتحادات الطلبة شرعيتها لحماية القاعدة الطلابية من أي قرارات جائرة قد تتخذها إدارات الجامعات بحقهم وبذلك يتكرس الفعل الجمعي الطلابي النقابي المطلبي بإجماع الكل وبروح القوانين والأنظمة التي كفلت ذلك. وإلى أن يصار إلى تحقيق ذلك فإنه المطلوب الآن ضرورة السماح للطلبة المتعففين عن دفع الرسوم في جامعة الأزهر إلى مقاعد الدراسة وتقديم الإمتحانات وضمان ممارسة الحياة الطلابية وعدم المساس بالطلبة والحفاظ على قدسية الحرم الجامعي وهيبته التي لا يجب أن يطالها أحد وكذلك فإنه لا بد من إعادة النظر في مجمل سياسات الجامعات التي تضخمت أعدادها في قطاع غزة وتزايد عدد خريجيها وخاصة فيما يتعلق بتعاطيها مع الحركة الطلابية في مجمل هذه الجامعات وضمان سير عملها بما يحقق للطالب حياة أكاديمية سليمة ومستقبل آمن يكفل له مكانة في المجتمع. |