وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"شاشات" تعقد حلقة نقاش بعنوان "واقع وغد الشباب"

نشر بتاريخ: 28/03/2018 ( آخر تحديث: 28/03/2018 الساعة: 11:07 )
"شاشات" تعقد حلقة نقاش بعنوان "واقع وغد الشباب"
رام الله- معا- عقدت مؤسسة "شاشات سينما المرأة" بالتعاون مع دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت أول أمس الإثنين، حلقة نقاش بعنوان "واقع وغد الشباب الفلسطيني – دراسة حالة مهرجان شاشات العاشر لسينما المرأة في فلسطين" .
وتضمن اللقاء الذي أداره د. وسيم أبو فاشة عرضاً للفيلم الوثائقي "ما هو الغد؟"، وكذلك عرضاً لنتائج دراسة حول واقع الشباب الفلسطيني مستوحاة من مهرجان شاشات العاشر لسينما المرأة في فلسطين والتي جاءت في ورقتين الأولى بعنوان نحو "سيطرة الشباب على القرار الشبابي" للباحث أحمد حنيطي، والثانية بعنوان "ألم الإدراك ورغبة القول والسعي نحو التغيير" أجراها أستاذ الفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت د. رامي سلامة.
وقال الباحث رامي سلامة الذي تناول أهم المفاهيم النقدية التي تصدى لها من خلال قراءته للأفلام المعروضة، إن الخلاص وتغيير الوضع الراهن لم يعد يتعلق بقرار ذاتي أو ذاتي مجتمعي، أي الإيمان بالقدرة والفاعلية الذاتية، وإنما بتسليم هذه القدرة والفاعلية إلى الآخر ليقوم هو بالتغيير، ما تم خلقُه في هذه الصيغة من الوعي بالضرورة يعكس حظر المشروع التحرري الفلسطيني، واختزال هذا المشروع بشقه القانوني والإغاثي الإنساني، وتحويل المجتمع الفلسطيني من مجتمع متضامن قادر وصانع للتغيير إلى مجتمع يشكو وينتظر مَن يخلّصه من ظروفه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية السيئة.
وأضاف سلامة" أن الآراء الصادرة عن الشباب، ليست مجرد انطباعات عامة، بل هي حصيلة فهم عميق للسياق المعاش، كما أن تلك الآراء ليست مجرد انعكاس لمعرفة، بل هي صادرة عن ألم معاش، بلغة وجدانية لا تخون صاحبها".
وخلص في عرضه، أن المشكلة لم تعد قط في التشخيص، فهو على درجة عالية من الدقة، بل في سبل الخروج من الحالة القائمة، الأمر الذي يتطلب استرداد الوكالة على الذات.
وأكد سلامة على أن الأهمية تكمن فيما بعد النقاش، موضحاً أن استمرارية السؤال قائمة وهو "ماذا عن الغد؟! وهل نحن أمام غد مغاير يحقق للإنسان الفلسطيني كرامته على أرضه ووطنه بالتخلص من منظومة الاحتلال والفساد الموجود داخل المجتمع حيث أن البحث عن آليات لتحقيق هذا الموضوع ما زال بحاجة إلى نقاش مجتمعي.؟"
وأضاف قائلاً" أن العديد من الدراسات التي تناولت قضايا الشباب حاولت وضع حلول وتوصيات للنهوض بالشباب الفلسطيني وحل مشاكلهم، وأن أحياناً كثيرة تكون هذه الحلول والتوصيات غير قابلة للتطبيق لعدة أسباب، قد يكون أهمها أنها حلول مسقطة على الشباب وحلول غير واقعية، في المقابل وفرت مبادرة "ما هو الغد؟" مساحة لطرح قضايا الشباب من داخل الفئة نفسها".
وتساءل الباحث أحمد حنيطي عن دور الأحزاب والمؤسسات في المجتمع الفلسطيني" بما أن الانتماء لها من قبل الشباب قد تراجع بنسبة ملحوظة عن السابق، وما فعله المهرجان هو التأكيد على أهمية التنوع في العمل الثقافي والتفاعل مع فئات اجتماعية مختلفة، وأهمية هذا التفاعل بعيداً عن سيطرة هذه المؤسسات، بحيث يكون للشباب الفلسطيني حراك مستقل غير تابع لأي جهة تحاول استغلال جهود الشباب لأجنداتها الخاصة."
وجاءت مبادرة "ماهو الغد؟" السينمائية المجتمعية على مرحلتين المرحلة الأولى تضمنت إنتاج أربعة أفلام وثائقية من قبل مخرجات فلسطينيات شابات وعرضت الأفلام الأربعة في 22 مدينة وبلدة ومخيم خلال جولة تضمنت 90 عرضاً، تبع كل عرض نقاشا يسره أشخاصاً من المجتمع المحلي، وهذه العروض تمت بالشراكة مع 8 جامعات وكليات، ومدرستين، 14 مؤسسة شبابية وثقافية ومجتمعية في الضفة الغربية وقطاع غزة، هذا بالإضافة إلى إنتاج حلقة تلفزيونية هي فيلم وثاثقي "ما هو الغد" شمل مقتطفات من النقاشات حول الأفلام في موقعين في كل من الضفة وغزة وهم: الجامعة العربية الأمريكية وجامعة غزة ومركز يافا الثقافي في مخيم بلاطة وجمعية النجدة في مدينة غزة.
وقالت مديرة مؤسسة "شاشات" د. علياء أرصغلي أن المرحلة الثانية من المبادرة تتضمنت إجراء دراسة علمية ونقدية حول النقاش الذي أثارته الأفلام الأربعة في المجتمع الفلسطيني، وتتضمنت دراسة أكثر من ثلاثة آلاف تقييم واستمارة، وهي عبارة عن آراء الجمهور الذي شارك في مشاهدة الأفلام، حيث تجاوزوا السبعة آلاف مشارك، والذي دفع حوالي نصف المشاركين للإجابة على استمارة الدراسة، وبلغت نسبة الشباب فيه الثلثين، أي 66%، وهذا ما يدل على أهمية العمل الثقافي وتجذره في أفكار ومشاعر المشاهدين.
إضافة إلى ذلك، تضمنت المرحلة الثانية دراسة حوالي 125 تقريراً من الميسرين حول ما تم في النقاشات، وأيضا دراسة تقييمات وتقارير المؤسسات التي استضافت العروض، والتي تبلغ أربعة وعشرين مؤسسة"
وقالت الطالبة في كلية الحقوق بجامعة بيرزيت ياسمين أبو غزالة" إن ما تم عرضه هي أفلام تعبر عن الواقع الفلسطيني حيث كانت نظرة الشباب سلبية بسبب تأثير الواقع المعاش وتأثير الاحتلال، وما تبين لي من خلال الأفلام أن الشباب الفلسطيني يمتلك الوعي بقضاياه المهمة، الورشة مهمة بالنسبة لي على صعيد النقاش الذي شاهدته من خلال الأفلام والنقاش الداخلي بيننا"
فيما علّق استاذ الإعلام في جامعة بيرزيت د. معز كراجة على حضوره للورشة قائلاً" أن المذهل في الفيلم هو قدرة الشباب على تشخيص واقعهم وخاصة فيما يتعلق بموضوع الهوية، ولكن كان هناك ضياع في مسألة كيفية الخروج من هذا الواقع والإنعتاق منه باتجاه فعل حقيقي وتأسيس واقع مغاير وهذه المسألة بحاجة إلى نقاش واستفاضة في وقت آخر".
يذكر أن مبادرة "ما هو الغد" هي مبادرة سينمائية مجتمعية على مدار عامين 2016-2017 جاءت بدعم من صندوق الديمقراطية الأوروبي "EED"، والصندوق القومي للديمقارطية "NED"، والمؤسسة السويسرية "CFD"، التي تعنى بالمرأة والسلام.