وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جمعية أصدقاء الحياة تخرج دورة في التاهيل المهني للوقاية من المخدرات والتدخل الارشادي

نشر بتاريخ: 09/02/2008 ( آخر تحديث: 09/02/2008 الساعة: 11:23 )
نابلس- معا- نظمت جمعية أصدقاء الحياة لمكافحة المخدرات والعقاقير الخطرة في فندق القصر في نابلس حفلا لتخريج الدورة التدريبية الاولى لاخصائيين اجتماعيين في التاهيل المهني للوقاية من المخدرات والتدخل الارشادي في حالات التعاطي والادمان.

وحضر الحفل الاستاذ المحامي غسان الشكعة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والوزيرالدكتور جمال محيسن محافظ محافظة نابلس والاستاذ الدكتور رامي الحمد الله رئيس جامعة النجاح الوطنية والعميد عبد الحليم العالول مدير الادارة العامة لمكافحة المخدرات والعميد عبد الله كميل مدير المخابرات العامة والدكتور يوسف ذياب مدير جامعة القدس المفتوحة والعميد احمد الشرقاوي مدير شرطة محافظة نابلس وممثلون عن التجمع الشعبي لمحبي نابلس والمؤسسات الحكومية ومؤسسات وفعاليات المجتمع المدني والقطاع الخاص وشخصيات وطنية والاجهزة الامنية.

وبعد الترحيب بالحضور تحدث عريف الحفل الدكتور علاء مقبول عضو مجلس ادارة جمعية أصدقاء الحياة عن نشاة الجمعية التي تأسست عام 2005 بترخيص من وزارة الداخلية الفلسطينية ووزارة الصحة الفلسطينية ، مشيرا الى أهدافها وخدماتها وتطلعاتها وإستراتيجيتها واليات عملها في الحد من انتشار ظاهرة المخدرات في المجتمع الفلسطيني وسبل الوقاية منها موضحا اثارها السلبية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ونفسيا وامنيا ومؤكدا ان ظاهرة المخدرات هي ظاهرة دخيلة على مجتمعنا الفلسطيني ولها ابعادها واثارها المدمرة على الفرد والمجتمع.

من جانبه شكر الوزير محيسن جهود جمعية أصدقاء الحياة في الحد من انتشار ظاهرة المخدرات ، مشيدا بنشاطاتها المتميزة ، وحذر من آثار المخدرات على الشباب وأضرارها الصحية والنفسية والاجتماعية ، مؤكدا على أنه من الضروري علينا كأفراد زيادة الرقابة الداخلية على جميع تصرفاتنا وسلوكيات أبنائنا ومراقبتهم بطريقة تربوية وقائية.

وناشد محيسن طاقم الجمعية بان يكونوا رياديين في دورهم وبالطليعة دائما في العمل في مكافحة المخدرات معتبرا ذلك واجب وطني وديني وضرورة اجتماعية حيث ان المخدرات هي من حروب هذا العصر الذي نعيشه وهي وسيلة يستخدمها الاحتلال لتدمير شبابنا وان ما يحصل في القدس هو اكبر دليل على ذلك حيث يعمل الاحتلال جاهدا على خلق جيل بلا انتماء وبلا مستقبل واضاف محيسن ان الوعي المجتمعي لشبابنا خير معين لاجهزتنا الامنية في حماية مجتمعنا من المخدرات مستشهدا بقول الرسول عليه السلام "لقد نصرت بالشباب".

واشاد محيسن بدور الاجهزة الامنية المختصة في محاربة المخدرات مضيفا ان هذه الدورة تعتبر انجازا وطنيا واجتماعيا وان الخريجين سيتحملون امانة كبيرة في العمل على حماية شبابنا الفلسطيني مؤكدا على اهمية تكامل الادوار بين المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني.

وعلى الصعيد نفسه، ذكر العميد عبد الحليم العالول مدير الادارة العامة لمكافحة المخدرات ان المخدرات هي آفة وظاهرة مدمرة للمجتمع الفلسطيني، مؤكدا على خصوصية الوضع الفلسطيني والصعوبة التي نواجهها في عدم السيطرة على الحدود خاصة في المناطق التي تقع قرب الحواجز الاسرائيلية وما بعدها، ودور الاحتلال في محاولاته لتدمير الشباب الفلسطيني وكذلك صعوبة محاربة انتشار المخدرات في ظل وجود الاحتلال في المناطق الفلسطينية اضافة الى الافتقار الى الامكانيات المادية والمعدات والاجهزة والمختبرات الفنية علما ان كادر مكافحة المخدرات هو كادر مؤهل وذو خبرة مميزة وعالية وان ادارة مكافحة المخدرات تحمل على كاهلها الواجب الوطني لإنقاذ شبابنا وحمايتهم من المخدرات كونهم الفئة المستهدفة كونها الفئة المنتجة.

وتطرق العميد العالول الى ان المجتمع العربي مستهدف بشكل عام مشيرا الى تجارب بعض الدول العربية في هذا المجال مؤكدا ان غالبية تجار المخدرات في العالم هم اسرائيليون وان اكثر دولة في العالم فيها نسبة متعاطين هي اسرائيل.

وشكر العالول جمعية اصدقاء الحياة على هذه الدورة المتخصصه وعلى نشاطاتها المتميزة مؤكدا ان الوقاية خير من العلاج وطالب العالول الحضور ان يكونوا جميعا عاملا مساعدا للمؤسسات الرسمية والاهلية للقضاء على افة المخدرات.

وفي كلمته شكر شارلي جبجي مدير مركز البلدة القديمة للارشاد- كاريتاس القدس جمعية اصدقاء الحياة على جهودها التوعوية والوقائية متحدثا عن تجربة مركز البلدة القديمة للارشاد في مجال محاربة انتشار المخدرات في القدس مشيرا الى ان آفة المخدرات في تزايد مستمر من ناحية الترويج وعدد المدمنين فالمشكلة اقتصادية واجتماعية، و نحن بحاجة إلى تضافر لجهود الأفراد والمؤسسات الأهلية والرسمية للحد من انتشار هذه الظاهرة الخطيرة.

وفي كلمة جمعية اصدقاء الحياة شكر الدكتور اياد عثمان الحضور مقدرا اهتمامهم مشيرا الى ان ما يعيشه الفلسطيني من مستقبل ضبابي وخوف من المجهول وما يعانيه من قهر واضطهاد وظلم وقتل وفقر وبطالة وما يترتب على ذلك من غياب للامن الاجتماعي من تفكك اسري واغتراب نفسي واجتماعي وانهيار قيمي وانحرافات سلوكية واضطرابات نفسية كل ذلك نتيجه حتمية لوجود الاحتلال وضبابية الافق السياسي وغياب الامن والقانون مما ادى الى ازدياد اعداد المتعاطين للمخدرات وانتشار هذه الظاهرة الجديدة في مجتمعنا بعاداته وتقاليده المستمدة من دينه وانتمائه لهويته النضالية الفلسطينية، كل ذلك جعلنا نتخذ قرارا بالعمل الجاد والجماعي من اجل الحد من انتشار هذه الظاهرة فكان تاسيس جمعية اصدقاء الحياة لمكافحة المخدرات لنحمل على عاتقنا وكل الشرفاء والمخلصين افرادا ومؤسسات حكومية واهلية امانة محاربة انتشار هذا السرطان بين شبابنا ولذلك عملنا كمؤسسة مجتمع مدني تطوعية وبامكانياتنا المتواضعة والمحدودة على زيادة الوعي المجتمعي بكافة فئاته وخاصة قطاع الشباب حول المخدرات والية محاربة هذا المرض الاجتماعي من خلال برامج توعوية وارشادية وتثقيفية ووقائية وذلك من خلال الندوات وورشات العمل ومحاضرات ووسائل الاعلام المختلفة مستهدفين جميع قطاعات المجتمع المدني من جامعات ومدارس ونوادي ومراكز شبابية ونسوية مؤكدين على ان الدورالرئيسي لمحاربة انتشارهذه الظاهرة هو الاسرة والمدرسة والجامعة.

واكد الدكتورعثمان على دور المؤسسات الرسمية والاهلية والتربوية الهام والرئيسي في الحد من انتشار ظاهرة المخدرات مضيفا الى وجود تنسيق مع المؤسسات التربوية كجامعة النجاح الوطنية وجامعة القدس المفتوحة والتربية والتعليم حيث تم التنسيق مع مديرة مديرية التربية والتعليم في محافظة نابلس سحر عكوب والتي كان لها دورا مميزا في التعاون في هذا المجال، اما في مجال الارشاد التربوي حيث تم عقد ورشة عمل بالتعاون مع قسم الإرشاد التربوي بمديرية التربية والتعليم حول الآثار النفسية والاجتماعية والصحية للمخدرات وذلك للمرشدين التربويين في مدارس محافظة نابلس بالتنسيق مع حاكمة جابر رئيسة قسم الارشاد التربوي.

واشار الدكتور عثمان الى ان الدورة التدريبية نفذت بالتعاون مع مركز البلدة القديمة للارشاد لتدريب كادر من الاخصائيين الاجتماعيين ليحملوا رسالة التوعية والوقاية من المخدرات وليكونوا منارة لارشاد الاسرة الفلسطينية لتحقيق الامن النفسي والاجتماعي حيث كانت هذه الدورة نتاجا لعملية التشبيك والتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة حيث نفذ التدريب طاقم مميز ومؤهل والذي ضم علاء خروب وسونيا ديبه وجمانه خوري من مركز البلدة القديمة للارشاد والدكتور جمال العالول العضو الفخري لجمعية اصدقاء الحياة.

واضاف الدكتور عثمان ان الخريجين سيعملون ضمن استراتيجية عمل الجمعية في التوعية والوقاية مع طلبة المدارس والجامعات والاسرة الفلسطينية على تعزيز مفهوم الرقابة الاسرية وتقوية الوازع الديني والتربية الدينية والوطنية السليمة وتعزيز مفهوم الية الرفض الذاتي حيث ان تعزيز هذه المفاهيم خاصة في سن المراهقة له اثر ايجابي في الحد من الانحرافات السلوكية باشكالها المختلفة.

واكد عثمان ان علينا جميعا ان نتكاتف لتطبيق سيادة القانون وتحقيق الامن ومحاربة الفلتان الامني ومساندة الاجهزة الامنية في دورها بالحفاظ على امن المجتمع الفلسطيني وصولا الى الامن الاجتماعي والاسري.

وناشد عثمان القيادة السياسية والتشريعية بتشديد العقوبات وتشريع القوانين الكفيلة بردع تجار الموت من اللعب بارواح شبابنا ومقدرات الشعب.

وشكر الدكتور عثمان مركز البلدة القديمة للارشاد بادارته على التعاون في تنفيذ مثل هذه البرامج الوطنية والتوعوية مشيدا بدوره عبر تاريخ طويل من العطاء الانساني.

والقت يسرى حاج حمد كلمة الخريجين التي اشارت فيها الى الخبرات المهنية والحياتية التي اكتسبها المتدربون خلال الدورة مؤكدة على ضرورة تعاون المجتمع من اجل محاربة الامراض الاجتماعية واهمها المخدرات واضافت ان الطريق طويل وشاق امامنا واننا سنعمل على حمل رسالة الجمعية الانسانية والوطنية في توعية ووقاية الاسرة الفلسطينية من الوقوع في مستنقع المخدرات كما تقدمت نيابة عن الخريجين بالشكر والتقدير الى ادارة جمعية اصدقاء الحياة لمكافحة المخدرات ومركز البلدة القديمة للارشاد على هذه الدورة المهنية الاولى من نوعها.

وفي نهاية الحفل تم توزيع الشهادات على الخريجات والخريجين كما قام الدكتور اياد عثمان رئيس الجمعية بتسليم شارلي جبجي مدير مركز البلدة القديمة للارشاد درع تقديري لجهوده ومؤسسته وكذلك تم تسليم السيد عواد حمدان مدير فندق القصر درع تقديري لرعايته حفل التخريج.

وفي تعقيب على هذا النشاط اشار الدكتور ماهر ابو زنط نائب رئيس الجمعية الى ان هذا النشاط هو ضمن سلسلة من النشاطات والفعاليات التثقيفية والتوعوية للحد من انتشار المخدرات والتي ستشمل الضفة الغربية مشيرا الى ان تعاطي المخدرات جريمة وآفة تفتك بمقدرات الوطن الصحية والعقلية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية ومؤكدا على اهمية دور الاسرة والمجتمع في دعوة الشباب إلى التفكر والتمعن في اختيار الرفاق والأصدقاء والابتعاد عن اصدقاء السوء وان على الجميع افرادا ومؤسسات تحمل مسؤوولياته في محاربة هذه الظاهرة.