وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مختصون يوصون بضرورة دمج الخدمات النفسية في مراكز الرعاية الأولية

نشر بتاريخ: 09/02/2008 ( آخر تحديث: 09/02/2008 الساعة: 13:22 )
غزة- معا- أوصى مختصون نفسيون بضرورة دمج الخدمات النفسية في مراكز الرعاية الصحية الأولية وتدريب الطاقم الطبي على مساعدة المهنيين النفسيين لاكتشاف الحالات التي بحاجة لتدخل نفسي وتحويلها, وإبعاد غرفة الإرشاد داخل مراكز الرعاية الصحية الأولية عن مراكز الانتظار وتطوير المهارات المهنية للكادر النفسي بمراكز الرعاية الصحية الأولية وتعزيز التنسيق بين المؤسسات المقدمة للخدمة النفسية للارتقاء بمستوى الخدمات.

جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمتها جمعية أرض الإنسان " مشروع الدعم النفسي الممول من مؤسسة عرفان - كندا حول دمج الخدمات النفسية داخل مراكز الرعاية الأولية بحضور ممثلين عن المؤسسات الحكومية والأهلية والأكاديميين والأخصائيين والأطباء النفسيين والمهتمين وذلك في قاعة جمعية الهلال الأحمر في مدينة غزة.

وعرضت اعتدال الخطيب المدير التنفيذي للجمعية في كلمتها الافتتاحية مسيرة الجمعية ونشأتها وأهدافها والبرامج التي نفذتها على مدار السنوات الماضية مشيرة إلى أهمية وجود مشروع الدعم النفسي ضمن أنشطة الجمعية لتحقيق التكامل بين الخدمات النفسية والرعاية الأولية.

وأشارت مريم التلباني منسقة مشروع الدعم النفسي في مداخلتها الى دواعي تنظيم الورشة وهى الزيادة الواضحة في عدد المترددين على مراكز الرعاية الأولية لطلب الخدمة النفسية بسبب الِأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية الصعبة، توفير البيانات والمعلومات لكل المهتمين بمجالات الدمج في المجتمع الفلسطيني والمساهمة في إيجاد الطرق والوسائل لتغيير الاتجاهات السلبية نحو الاضطرابات النفسية وفتح الأفق للباحثين والمهتمين بمجال دمج الخدمات النفسية لدراسة تقييم هذه الخدمات.

واستعرضت الأخصائية النفسية في الجمعية عائشة حسين تاريخ الخدمات النفسية المقدمة في قطاع غزة التي انطلقت في عام 1970 بافتتاح مستشفي الطب النفسي كمشفى رئيس في تقديم الخدمات الذي كان يتم بواسطة أطباء حاصلين على تدريب في الموضوعات النفسية لمدة ستة شهور فيما يتم تحويل المرضى الذهانيين إلي مشفى بيت لحم للطب النفسي الوحيد حينها في فلسطين.

وأوضحت أن تقديم الخدمات النفسية في قطاع غزة شهد تطورا في العقدين الأخيرين حيث تقدم الخدمات النفسية عبر أربع أماكن وهي وزارة الصحة ووكالة الغوث والمنظمات غير الحكومية أو الخاصة.

ولفتت حسين إلى أن تطور وتكامل الخدمات النفسية في فلسطين منذ عام 1989 جاء بواسطة وكالة الغوث الدولية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية حيث قامتا بوضع خطة للتعامل مع الأمراض النفسية هدفت إلى تشجيع اللاجئين على الاشتراك في تطوير وتقديم الخدمات الاجتماعية التي تساعدهم في بناء مجتمعهم ، تقديم الخدمات النفسية لهم وزيادة وعيهم للمفاهيم النفسية وتقديم الخدمات النفسية داخل المدارس وعلاج اضطرابات التعلم عند الأطفال ناهيك عن وضع إستراتيجية للحصول على الأدوية النفسية وتطوير الخدمات للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وإعادة تأهيلهم.

واستعرضت جملة من الدراسات التي أجريت حول مدى انتشار الأمراض النفسية حيث أشارت إحداها أن الأطباء في مراكز الرعاية الصحية الأولية استطاعوا التعرف على 11,6 % من المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية.

وقدم د. باسل الحمارنة الطبيب النفسي في الجمعية ورقة عمل حول دمج الخدمات النفسية داخل مراكز الرعاية الصحية الأولية تطرق خلالها للأساليب المقترحة لدمج الخدمات النفسية ومنها التنويع عبر تنسيق الخدمات الصحية والنفسية معا والترابط والإحالة والتحسين مستعرضا الفوائد المأمولة من عملية الدمج على كل من المريض والمرشد والعاملين في المجال الطبي وكذلك الدولة.

وأشار إلى المعيقات التي تحول دون عملية دمج الخدمات النفسية داخل مراكز الرعاية الأولية ومنها ضعف التنسيق بين المؤسسات المقدمة لهذه الخدمات وتمركز العاملين في المجال النفسي في المدن، الفصل بين المجالين النفسي والطبي وقلة الدعم المالي الموجه للقطاع النفسي ناهيك عن جملة من المعيقات المتعلقة بالمريض واتجاهاته السلبية تجاه المرض النفسي إضافة للمعيقات المتعلقة بالعاملين في المجال النفسي وقلة عددهم.

وتحدث الأخصائي النفسي عبدالله البطنيجي عن الخطوط العريضة لبرنامج الدعم النفسي في جمعية أرض الإنسان ومبررات تنفيذه وهى زيادة نسبة الاضطرابات النفسية خاصة في الوقت الراهن حيث يعيش الشعب الفلسطيني وضعا صعبا نتيجة للممارسات الإسرائيلية من اعتداءات مباشرة أو هدم البيوت أو قصف واجتياح ما أدى إلى عدم استقرار في الحياة وعدم الشعور بالأمن والخوف، وزيادة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية وانتشار الفقر والبطالة ما أدى إلى زيادة الضغوطات والاضطرابات التي أثرت على كل أفراد المجتمع خاصة النساء والأطفال.

وتحدثت ميسون أبو حسنين الأخصائية النفسية في الجمعية عن دور المرشد في داخل مراكز الرعاية الأولية في الجمعية والأدوار التي يقوم بها وهى تقديم الدعم النفسي لكل أفراد الفريق الطبي ، تقديم الإرشاد للمرضى من خلال التعرف على المرضى الذين يعانون من مشاكل عاطفية أو انفعالية مبكرة، منع تطور المشكلات النفسية ووصولها الى الحد المرضى وكذلك تحويل المرضى التي بحاجة لعلاج نفسي إلى مراكز متخصصة خارج نطاق العيادة الطبية.