|
رأي خاص: قولٌ في قولٍ: الشعب الفلسطيني حر
نشر بتاريخ: 29/03/2018 ( آخر تحديث: 29/03/2018 الساعة: 19:21 )
فريدمان المستوطن في أرضنا في حي الطالبية في القدس المحتلة، سفير الولايات المتحدة كلها في إحدى ولاياتها (إسرائيل دولة الاحتلال في الشرق)، يظنُّ أنه يُهدد، قائلا: "اذا لم تقبل بالذهاب الى المفاوضات مع إسرائيل وأوجدت فراغ فيها سنبحث عن بديل ملائم يملأ هذا الفراغ غيرك".
ويربط المحللون ذلك بتهديد بوش الإبن عبر شارون، للشهيد أبو عمار والذي يؤرَّخ ك "ضوء أخضر للتخلص منه بهدوء"، فيما بات يُعرف بالاغتيال تسميماً. في واقع الأمر وثناياه، لا يجهل فريدمان أن الرئيس أبو مازن ومن قبله الرئيس الشهيد ياسر عرفات، رئِس كل منهم، حركة التحرير الوطني الفلسطيني، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وقبِلَ كل منهم ترؤس السطلة الفلسطينية (بحكمها الذاتي) ليس المحدود فقط بل والمحصور، لكنه نسي أن التحرير في الموقعين الأصيلين، فتح و م.ت.ف، هما لغاية تطوير تلك السلطة على طريق تدشين الدولة، فان لم تكن رافعة للحق المشروع فلْتسقط، وإن لم تكن جسرا العبور فلْتنهار. يجهل فريدمان المستعمر لا المستوطن فقط، أن فلسطين تعرف أبناءها بحنو ودقة ما يعرفها أبناءها، وأن أحداً منها لن يخونها، ومن ظنّ أنه فعل فهو ليس منها أصلا، لم يشتمّ ترابها وما ارتوى ماءها ولا شبع من خيراتها، وابحثوا فيهم جينياً و وراثياً. عام ١٩٩٨ توعّك الزعيم أبو عمار في بلدية الخليل خلال اجتماع لمجلس الوزراء الذي كان يترأسه، وسالت الأحبار عمّن يخلفه، اجتمعت فتح في قاعة للتشريعي في المصيون، وسنح لي الزمن بقولٍ جاء فيه "بديل ياسر عرفات هو ياسر عرفات وليس أبو عمار، وبديل أبو عمار هو أبو عمار وليس ياسر عرفات، والفلسطيني وحده صاحب القرار"، هذا ما يجب قولا وفعلا مع الرئيس أبو مازن، ذلك أنّ الفلسطيني وحده صاحب القرار بالاختيار. لقد تعوّد الشعب الفلسطيني، "شأنه شأن الأقوام والمجتمعات العاقلة"، على التوحد في وجه المخاطر والتحديات. التقصُّد الأمريكي العدائي ضد شعبنا وقضيته الوطنية، وإن كان على دُفعات، يضغط شعبنا نحو توحّد يتجاوز الخلافات أو يهملها نحو انفجار. لغة الاستسلام ومفاهيمه ليست جزءا من تاريخ شعبنا، بل هو قيمة سلبية وعار لا يمكن الحياة معه. يختلف بعض من الفلسطينيين مع سياسات الرئيس أبو مازن وهو حق يكفله القانون الأساسي، عبر الحرية والتعددية السياسية والحزبية، وهو يقبلها ويتفهمها، لكن أحداً لا يختلف مع آخر على أن أمريكا، هي راعية احتلال فلسطين، ويُجمع الشعب الفلسطيني على أنه صاحب الحق في اختيار قيادته، وأن أحدا لا يمتلك في فرض قيادة الشعب الفلسطيني، وأضيف وكل من يتسلل سيخرج من منظومة القيادة وإن آجلا. الحق لا يسقط بمرور الزمن، أما الاستسلام فهو عار يعبر الزمن، الشعب الفلسطيني احتلت أرضه، لكنه حرٌ وحرٌ وحرُ. * سياسي فلسطيني |