وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مسيرة العودة غضب ورسائل لمن يجيدون القراءة

نشر بتاريخ: 06/04/2018 ( آخر تحديث: 06/04/2018 الساعة: 16:51 )
مسيرة العودة غضب ورسائل لمن يجيدون القراءة
الكاتب: ماجد سعيد
ما شاهدناه في الجمعة الثانية من مسيرة العودة من تدافع للناس في قطاع غزة للمشاركة في هذه المسيرة وهو تكرار للجمعة الاولى يمكن اعتباره مؤشرا على لحظة انفجار قادمة لا محالة.
فأهل غزة الذين يعيشون داخل سجن كبير أرهقهم الانتظار لفجر يوم آخر لا يبدو انه سيأتي٬ احدى عشرة سنة من الانقسام شهدت العديدَ من اتفاقيات الصلح بين الاخوة المتخاصمين الذين احتفلوا في أكثر من عاصمة ومدينة ومخيم بتوقيعها لكنها سرعان ما انهارت وانهار معها أحلام وآمال نحوِ ملوني فلسطيني يقفون على محطة الحياة هربا من الموت الذي يلاحقهم ليس بفعل الاحتلال فحسب وانما بصنيع أيدينا.
اليوم غزة ترى في المسيرات تعبيرا عما بداخلها من غضب٬ غضب على قياداتنا التي غلبت مصالح الفصيل على الوطن والمواطن٬ وغضب على إسرائيل التي لا ترى فيها سوى انها تضم إرهابيين وتعاقبهم على ذلك٬ وغضب على العالمين العربي والغربي اللذين ينظران الى غزة باعتبارها قضية إنسانية ليس الا٬ كل ذلك سيدفع حتما الى الانفجار يوما ما.
شعب غزة يعود ويثبت كما في كل مرة انه ما زال حيا رغم حصار السنوات الطويلة ولديه القدرة على التضحية رغم جراحاته٬ وانه يتقدم على قياداته التي لم تتمكن حتى الان من الاستثمار في أصحاب هذه الروح.
جماهير غزة سبقتنا نحن باقي الفلسطينيين وتقدمت على كثير من الامم وان كانت لا تملك شيئا لكنها اثبتت انها الأقوى.
قطاع غزة الذي يشكل اللاجئون فيه أكثر من خمسة وستين في المئة٬ انتفض منذ أسبوع في مسيرة اسماها العودة ليس من اجل العودة في هذا الوقت التي تبدو مستحيلة الان٬ وانما ليقول لإسرائيل قبل اميركا اللتين تسعيان لتصفية ملف اللاجئين ان حق العودة ستتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل.
ان هذه الجماهير التي اندفعت نحو الاحتلال هي بالتأكيد القادرة على افشال ما يحاك للقضية الفلسطينية من دولة حدودها غزة او أكثر قليلا٬ وهي تعيد تقديم نفسها من جديد الى العالم على انها القادرة أيضا على انتاج المقاومة بشكلها الشعبي السلمي الذي يحرج هذا العالم قبل الاحتلال.
لا أدرى ان كانت مسيرة العودة ستخيف العالم مثلما اخافت إسرائيل٬ لكنها بالتأكيد لن تمر دون ان تترك لمن يجيدون القراءة رسائل عدة.