|
حنّون على أسلاك غزّة
نشر بتاريخ: 08/04/2018 ( آخر تحديث: 08/04/2018 الساعة: 19:14 )
الكاتب: المتوكل طه
ماذا تنظرُ !
لمزيدٍ من جُثثٍ يحملها الناسُ على الأكتاف ؟ ماذا تنظرُ ! لشهيدٍ آخرَ مجهولَ الأوصاف ؟ ماذا تنظرُ ! لجريحٍ إثْرَ جريحٍ يسكبُ خلفَ عجاجِ الرّملِ شرايينَ الأعطاف ! وماذا ستُحقّقُ من هذا المَشهدِ ؟ ستحرّرُ غزّةَ من طوْقِ العُزلةِ ، أو تفتحُ كلَّ شبابيكِ الكونِ عليها ! هل كانَ الموتُ المجّانيُّ سبيلَ المشتاقين إليها ؟ وكيف تلوّث أشجارَ الغيمِ على كفّيها ؟ *** لم ألْقَ سوى النارِ لأُحرقَ هذا الغولَ الباعثَ ألف جحيمٍ في عينيها ! هل أطفأ أحدٌ منكم لهباً يمشي في ثدييها ؟ فماتَ الرُّضَّعُ بين يديها ! هل أوقفَ أحدٌ قصْفَ ثلاثِ حروبٍ زلزلتِ الأرضَ وحرَّقَتِ البحرَ وسوَّدَتِ الأرجاء ؟ هل حطّمَ أحدٌ قفلَ السجنِ وشَرَّعَ بابَ القبوِ ؟ أجيبوا يا كلَّ الشرفاء ؟ لا نبغي غيرَ فضاءِ الطيرِ وخبزٍ أو ماءٍ ودواء ! وأُقَبِّل رأسَكِ يا أُمَّ الشهداء ! *** هذي الأرضَ يُحرّرها أبناءُ مناضلْ ومُقاتلْ .. ونعلن ؛ لا بُدَّ من الميزانِ العادِلْ الطَلقةُ بالطلقةِ والثاكلُ بالثاكلِ والعاقلُ بالعاقلِ .. والصّاعِدُ فينا ليس قتيلاً، لكنّ الآخَرَ قاتِلْ ؛ مَن حاصرَها ، مَن أغرقها في العتمةِ ، مَن أحرقها بالصمتِ ، ومَن يأخذها للقِسْمَةِ والسائلُ إنْ أنْكَرَ ذاهِلْ وثَمَّ عَزاءٌ رغم جِراحاتِ الآلافِ وأعراسِ المحمولين على الأكتاف .. فالموتَ تساوى فيكِ مع الموتِ وظلَّ السيّدَ والسائد ! فلماذا لا نذهبُ بالكاوتشوكِ وبالأحجارِ وبالمقلاعِ وباللحمِ المدبوغِ ببيتِ النار.. إلى الأسلاك ؟! وذاكَ هلاك ! لكنّ المقتولَ، وإن ماتَ ، فقد دقَّ التابوتَ ! ولم ينتظر الذلّ مع الجوعِ وإغلاقِ البوّابات .. وكيف يموت .. مَنْ ظلّ على الأرض يعانِد ؟ يكفي أنْ قامَ شهيداً.. وعلى الأسلاكِ صُراخُ الحَنّونِ الشاهد . *** يا شَعبي الصامدُ والخالد .. اخرُجْ في وجهِ القِسْمةِ ، وَحِّد روحَكَ ! دمُكَ القدسيُّ سيكشفُ عُريَ النَخَّاسِ ووجهَ الفاسِدْ .. واخرُجْ كالطوفانِ المارِدْ في دربِ البائعِ والظالمِ والغاشِمْ يا شعبي في غزّةَ هاشمْ ! يا مَن علّمتَ الدنيا كيف تُقاوِمْ .. لا ترحَمْ مَن قتلوكَ ومَن ذبحوكَ .. وإنّي إنّي أنتظرُ القادِم إنّي أنتظرُ القادِم .. |