النتشة: مكافحة الفساد تسهم في تمكين مجتمعنا وتطويره

رام الله- معا- نظمت كلية العلوم الإدارية والاقتصادية بجامعة القدس المفتوحة، وهيئة مكافحة الفساد، ندوة علمية حول مكافحة الفساد والحوكمة والنزاهة والشفافية، وذلك بحضور رئيس هيئة مكافحة الفساد رفيق النتشة، ورئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، ومدير فرع الجامعة بالخليل أ. عبد القادر دراويش.
وقال رفيق النتشة في كلمته، إن الهيئة تنفذ بالتعاون مع جامعة القدس المفتوحة مجموعة من النشاطات، وأبرزها مساق يدرس فيها بعنوان "مكافحة الفساد: تحديات وحلول"، يسهم في تعريف الطلبة بأهمية مكافحة الفساد وسبل مواجهته، وبعمل الهيئة، موضحاً أن الجامعات تسهم في دعم عمل الهيئة عبر طرح مساقات تعريفية بمكافحة الفساد.
وقال أيضاً إن رئيس "القدس المفتوحة" أ. د. يونس عمرو نجح في تطوير الجامعة ورفعها لتصبح في مصاف الجامعات الكبرى، بل كبرى الجامعات في فلسطين، وها نحن اليوم نتحدث في حرم فرع الجامعة بالخليل عن موضوع في غاية الأهمية للمجتمع، لأن المجتمعات القوية المتماسكة على نقيض مع الفساد.
وتابع النتشة" أعلنت هيئة مكافحة الفساد أمام الجميع عن وجود فساد في فلسطين، فحشدت التدابير اللازمة لمحاربته انطلاقاً من القانون والقيم والمؤسسات الدينية، ذلك أن الشرائع كلها حثت على محاربة الفساد، وها هم طلبتنا سيغدون النموذج الأمثل لهذه المهمة في أمور الحياة كلها، على نحو يسهم في تطوير مجتمعنا وتنميته".
ثم قال" إن الفساد يصيب شعبنا الفلسطيني بمصيره، وإن هيئة مكافحة الفساد ليست تابعة لحزب أو حركة، بل مستقلة، وهي هيئة الشعب الفلسطيني كافة، تؤدي دورها على نحو كبير باستقلالية تامة، وسيأتي يوم تتسلمون أنتم-الطلبة-مسؤولية مكافحة الفساد، وإن آخر ما نريده في استراتيجيتنا هو الوصول إلى مجتمع فلسطيني خال من الفساد".
وأكد أن شعبنا يحارب الفساد من أجل الوصول لدولته التي تقوم على أساس العدالة والمساواة والديمقراطية، فلا فرق بين المرأة والرجل إلا في حدود الشرع والقانون، اعتماداً على المواد الدستورية التي أنشأها وثبتها المجلس التشريعي وما زالت سارية المفعول، فالشريعة الإسلامية أحد المراجع الأساسية للتشريع الفلسطيني، ويعقبها العقل.
وأشار النتشة إلى أننا نعيش في محيط تغيب عنه العدالة بسبب الاحتلال، وإن أسوأ أنواع الانحطاط في السياسة الدولية هو ما نواجهه الآن من انعدام للعدالة بحق شعبنا الفلسطيني، ولكن شعبنا سيواصل محاربة الاحتلال وسيواصل العمل لبناء مجتمع قوي متماسك، وصولاً للدولة الفلسطينية المنشودة.
من جانبه، قال أ. د. عمرو في كلمته" إن العدل والحق نقيضان للفساد، وإن جامعة القدس المفتوحة سعيدة بالتعاون مع هيئة مكافحة الفساد وتدريس مساقات تسهم في محاربة الفساد، وفي تعريف طلبة فلسطين وقادتها المستقبليين بأهمية محاربة الفساد وكيفية وضع حد له".
ورحب أ. د. عمرو، في حرم جامعة القدس المفتوحة بالخليل، بهيئة مكافحة الفساد وعلى رأسها رئيس الهيئة النتشة، الذي رسخ ثقافة الشفافية والعدالة وثقافة مكافحة الفساد، مؤكداً أن الكل الفلسطيني يقف خلفه في هذه المهمة الصعبة التي وكلت إليه.
وبين أ. د. عمرو أن الجامعات الفلسطينية وقعت مع الهيئة اتفاقيات لتدريس مقررات علمية لمكافحة الفساد تتمثل بمقرر عام لكل الطلبة ومقرر خاص لطلبة كليات الحقوق، وتابع" نحن في جامعة القدس المفتوحة كنا أول من طرح المقررين وعممهما، وتفوقنا في أننا استطعنا طرح المقررين في غزة، وهذا لم يحصل في الجامعات الشقيقة".
وكان أ. دراويش في بداية الندوة، وفي كلمة ألقاها باسم الفرع وباسم عمادة كلية العلوم الإدارية والاقتصادية، رحب بالحضور وبضيف الجامعة الكبير رفيق النتشة، وبرئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، موضحاً أن النتشة رفيق درب رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس، مبرقاً رسالة دعم وتأييد للرئيس عباس في مواقفه الصلبة الرافضة للتنازل عن الثوابت الوطنية الفلسطينية.
وأشار مدير الندوة أ. غسان أبو سنينة، عضو هيئة التدريس بكلية العلوم الإدارية والاقتصادية، إلى أن الفاسدين هم الوجه الآخر للاحتلال، مبيناً أن القدس المفتوحة تدعم كل جهد يسهم في محاربة الفساد ومكافحته، وأن كلية العلوم الإدارية والاقتصادية ستواصل طرح مساقات مكافحة الفساد بالتعاون مع الهيئة.
وخلال الندوة، قدمت مديرة دائرة التشريعات في هيئة مكافحة الفساد أ. ولاء عبد الله شرحاً مبسطاً حول قانون مكافحة الفساد في الأراضي الفلسطينية، وذلك قبل أن يناقش مدير عام التخطيط في الهيئة د. حمدي الخواجا الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد للأعوام (2015-2018م).
في نهاية الندوة، فتح باب النقاش أمام الطلبة لطرح أسئلتهم واستفساراتهم حول قانون مكافحة الفساد وآلية عمل الهيئة. وعلى هامش الندوة، قدمت فرقة جامعة القدس المفتوحة عرضاً فلكلورياً ملتزماً.
وسبق الندوة لقاء جمع رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو مع رئيس هيئة مكافحة الفساد أ. رفيق النتشة وممثلي الهيئة، عقد في مكتبه بفرع الخليل، وهناك بحث الحضور تعزيز التعاون والعمل المشترك بين الجانبين.