|
قمة الرياض بين الواقع والطموح
نشر بتاريخ: 12/04/2018 ( آخر تحديث: 12/04/2018 الساعة: 11:35 )
الكاتب: د.فوزي علي السمهوري
تنعقد قمة الرياض العادية في ظرف غير عادي يحيط بالوطن العربي، يتطلب من الخبراء والقادة العمل على ايجاد حلول جذرية لكافة مشاكل وقضايا المنطقة على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية.
فواقع الحال العربي يشير إلى: اولا: تفاقم الخلافات البينية العربية ثانيا: تدني وتباطؤ النمو الاقتصادي وبالتالي ارتفاع في نسبة البطالة والفقر ثالثا: استمرار النزاعات المسلحة الداخلية واستهداف أمن دول آخرى من قبل قوى إقليمية بايد قوى ومجموعات محلية. رابعا :ملف القضية المركزية أي القضية الفلسطينية الذي لم يزل يشكل تحديا رئيسيا فالاحتلال الإسرائيلي العنصري قائم منذ سبعين عاما ونتنياهو مجرم الحرب يتبجح بموقفه الرافض لانهاء الاحتلال حتى للأراضي المحتلة إثر عدوان حزيران 1967 ويأتي ذلك بدعم أمريكي لا محدود خاصة في ظل إدارة الرئيس الأمريكي ترامب. أما آمال وطموح قطاعات واسعة من الجماهير العربية فهي لا حصر لها ومنها: أولا : إنهاء الخلافات البينية بين القيادات العربية الناتجة عن اختلاف الآراء والتوجهات سياسية أو غير سياسية وتغليب المصلحة العربية الكبرى التي تشكل حاضنة لتأمين المصالح القطرية لكل دولة. ثانيا : الاستجابة لمتطلبات القرن الحادي والعشرين وتحدياته التي تتطلب تكوين كتل كبرى تجمعها رؤى ومصالح مشتركة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وهذه العوامل متوفرة لدى الدول العربية. ثالثا : التخطيط لبناء تكتل تكاملي على الصعيد الاقتصادي فالوطن العربي يملك من ثروات مستغلة وغير مستغلة مما يؤهلها لأن تكون لاعبا فاعلا قويا على الصعيد العالمي يحقق لها ولمواطنيها الرفاهية الاقتصادية والحياة الكريمة. رابعا : ربط العلاقات مع المجتمع الدولي دولا أو كتلا وفقا للمصالح العربية وتعزيز هذه العلاقات بمقدار ما تقترب مواقف هذه الدول أو التكتلات من الرؤى والمصالح العربية المشتركة. خامسا : بناء مؤسسات بحثية وتشجيع الكفاءات والمبدعين للاضطلاع بدورهم بتنمية وتطوير قدرات ومقدرات الوطن فالوطن غني بالمبدعين وتوظيفهم لتحقيق النهضة سيؤدي إلى المساهمة الحقيقية بالحضارة العالمية الحديثة. سادسا : بناء عناصر القوة العسكرية وصناعتها وتطويرها فأي ازدهار اقتصادي أو قوة اقتصادية لا قيمة لها دون قوة تحميها. سابعا : سمو قيم المواطنة والديمقراطية وحقوق الإنسان على امتداد الوطن العربي. ثامنا : بناء وإنشاء المشاريع الاقتصادية الكبرى وتوزيعها على كافة الأقطار فمن شأن ذلك أن تساهم في تقليص نسب الفقر والبطالة وتعزيز الأمن والاستقرار وعزل من يسعى للنيل من استقرار أي دولة مستغلا الفقر والعوز والبطالة . ان الاوان للقمة العربية أن تؤسس لمشروع وبرنامج عربي مشترك يمثل آمال وطموح غالبية الشعب العربي التواق للوحدة والقرار المستقل. ما يدعو للطموح والأمل أن هذه القمة تلتئم في دولة عربية إقليمية تتمتع قيادتها بحنكة سياسية مكنتها أن تكون الأكثر قربا للإدارة الأمريكية مما يؤهلها للعب دور فاعل لدى الرئيس الأمريكي لوقف انحيازه الأعمى لمجرم الحرب نتنياهو ولمطالبته باسم القادة العرب بالضغط على " إسرائيل " لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة إثر عدوان حزيران 1967 وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وفقا للقرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة. القمة مطالبة بدعم موقف القيادة الفلسطينية بنضالها لانهاء الاحتلال كما أن القمة معنية بدعم أمن جميع الدول فامن دولة واستقرارها أمن جمعي عربي. بهذا نعزز الثقة بمؤسسة القمة حتى تخرج عن أنها مجرد لقاءات دورية لا يلمس نتائجها المواطن على أرض الواقع. فهلا كانت قمة الرياض البداية. ......؟! |