|
افتتاح المؤتمر العلمي التنموي الدولي الثاني
نشر بتاريخ: 22/04/2018 ( آخر تحديث: 22/04/2018 الساعة: 15:35 )
الخليل- معا- انطلقت صباح اليوم الأحد فعاليات المؤتمر العلمي التنموي الدولي الثاني المشترك في محافظة الخليل تحت عنوان "السياحة والتنمية: الواقع والتحديات"، وتحت رعاية الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين.
جاء ذلك بتنظيم من جامعتي القدس المفتوحة والقدس، ومحافظة الخليل، ووزارة السياحة، وبلدية الخليل، ولجنة إعمار الخليل، في رحاب محافظة الخليل، بحضور ممثلين عن المؤسسات الرسمية والشعبية من مختلف أرجاء الوطن. ويستمر المؤتمر حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري. وقال محافظ الخليل كامل حميد، في كلمة الرئيس محمود عباس "أبو مازن" راعي المؤتمر، إن المؤتمر مبادرة غير مسبوقة، وإن مدينة الخليل تمثل أحد الأضلاع المهمة للسياحة الفلسطينية، ستبقى مدينة فلسطينية مهما حاول الاحتلال تزوير الحقائق، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر هو الأول من نوعه الذي تحتضنه محافظة الخليل، وهذا دليل على التطور الذي وصل إليه كادر المحافظة، شاكراً ممثلي قادة المؤسسات الأمنية، والقطاع الخاص، ورجال الأعمال والمصانع الذين احتضنوا هذا المؤتمر وشاركوا فيه. وأشار حميد إلى أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي تتويجاً لسلسة من المؤتمرات على أرض محافظة الخليل التي ناقشت مواضيع متنوعة، وفي مقدمتها المواضيع الاقتصادية، مشدداً على أهمية تعزيز صمود أبناء شعبنا في الخليل، منوهاً بهذا المؤتمر الذي يصور للعالم كيفية دخول الفلسطيني إلى مكان مقدس من أجل الصلاة عبر الحواجز والتفتيش وآلات المراقبة، داعياً إلى هزيمة رواية الاحتلال القائمة على الزيف، ومبيناً أن عقد هذا المؤتمر هو أكبر انتصار للحق والعدل والسياحة. وأضاف حميد" شعبنا مستمر في مسيرته النضالية، ولا عودة للخلف ولا رحيل عن الأرض ولا استسلام لهذه الإملاءات الدولية مهما كانت، ونقول (لا) لترامب و(لا) لأي مسؤول دولي يريد أن ينزع منا حقنا بالوجود على هذه الأرض، وستقام الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها، وسينتصر أهلنا في القدس وفي غزة وفي المخيمات، وهذا وعد الله لنا". في السياق ذاته، أعرب أ. د. يونس عمرو رئيس جامعة القدس المفتوحة، في كلمته، عن سعادته بهذا المؤتمر الذي يضع مدينة الخليل في شيء من العدل ويوفيها حقها في مجال السياحة، فالخليل متحف أثري حضاري وديني، ولا يكاد شبر فيها يخلو من خطوة مقدسة، فقد كان حجاج مسيحيون يخلعون نعالهم حينما يأتون إليها، ويمشون حفاة لقداسة ثرى هذه المدينة التي احتوت قبور الأنبياء، وعلى رأسهم الجد الأكبر إبراهيم خليل الرحمن. وشدد أ. د. عمرو على ضرورة إحياء ثقافة السياحة لدى شعبنا، وتكريس ثقافة الحفاظ على الأثر، وعدم تدميره وإهماله أو بيعه بثمن بخس، يقول" نحن بحاجة إلى ثقافة خاصة عبر الترويج لهذه المواقع الأثرية الدينية تشجيعاً للسياحة الدينية بالدرجة الأولى، فالخليل هي المدينة الرابعة الأكثر قداسة لدى المسلمين؛ ففيها سيد الأنبياء وجدهم إبراهيم الخليل، وهي ترتبط بمكة حينما ذهب إليها سيدنا إبراهيم مودعاً مولوده الوحيد في واد غير ذي زرع، وكذلك لتميزها بأنها من أكناف بيت المقدس". وبين أ. د. عمرو أن عدداً من أبناء الخليل يحمون البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة لأنهم يعرفون أهمية المدن العتيقة، متابعاً" نحن تحت احتلال بغيض يعتدي على كل شيء حتى أنفاسنا، فهم يسعون إلى سرقة كل ما لنا ثم ينسبونه إليهم"، مشيراً إلى التزوير الذي يقوم به المستوطنون في محيط مدينة الخليل من أجل السيطرة على الخليل. وأشار أ. د. عمرو إلى أهمية دحض الروايات الإسرائيلية المتعلقة بالخليل قائلاً" نتحدث عن قضية وجود، فالخليل كلها وقف إسلامي وكلها مقدسة، وعلينا جميعاً أن نبذل الجهود الكاملة المتكاملة في تثقيف أنفسنا أثريا وسياحيا"، شاكرا كل من أسهم بجهد قل أو كثر من أجل تنظيم هذا المؤتمر وإنجاحه. إلى ذلك قال رئيس جامعة القدس أ. د. عماد أبو كشك، في كلمته بالمؤتمر" يشرفني أن أكون في هذه المدينة الكريمة الطيب أهلها، مدينة خليل الرحمن، لافتتاح المؤتمر وتسليط الضوء على أهمية دور قطاع السياحة في فلسطين ومساهمته في الناتج المحلي، وكيف يمكن لهذا القطاع أن يسهم في تحقيق النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة في فلسطين بصفة عامة وفي الخليل بصفة خاصة". وأضاف أن البلدة القديمة في الخليل بإرثها وتراثها الديني والثقافي وطبيعتها تعبر عن عبقرية أهلها في المجالات الاقتصادية كافة، فهي في الطليعة في مجال الصناعات الحرفية، وقد أدرجت كمدينة حرفية عالمية في العام 2016 من قبل المجلس العالمي للمدن الحرفية، وأدرجت البلدة القديمة في العام التالي على لائحة (اليونسكو) للتراث العالمي. وتحدث أ. د. أبو كشك عن تحديات حقيقية تواجه قطاع السياحة، وتحديداً السياحة الدينية والسياحة بوجه عام، وفي الخليل على نحو خاص، في ظل ممارسات الاحتلال المجحفة والضغوط والقيود التي يضعها الاحتلال بهدف إعاقة التنمية وتعطيل عجلة النمو الاقتصادي، فالمؤتمر يلقي الضوء على الواقع والتحديات التي تواجه السياحة في مدينة الخليل وسبل تنميتها والنهوض بها. من جانبه، قال رئيس بلدية الخليل السيد تيسير أبو سنينة، إن بلدية الخليل ستدعم كل الجهود الهادفة إلى تسليط الضوء على مدينة الخليل وإبرازها سياحياً، مشيراً إلى أهمية إحياء الرواية الفلسطينية ومحاربة التزوير، وسنبقى نقاوم هذه الرواية المزورة التي وضعها الاحتلال لتبرير وجوده في الخليل. وعبر أبو سنينة عن أمله بأن تكون الجهود المبذولة في مدينة الخليل تتلاءم مع مكانتها الوطنية والدينية والسياحية، وهي جهود مرحب بها، وهي محط اهتمامنا، فبلدية الخليل ممثلة بمجلسها وطواقمها المختلفة تقدم الخدمات بكل جوانبها، على نحو تكون فيه مدينة الخليل على أفضل صورة. وشدد على أن هذا المؤتمر سيضيف كثيراً للمكتبة السياحية في الخليل، ويسهم في نشر العلم والثقافة السياحية بين أبناء الخليل، ويساعد البلدية للقيام بالعمل المطلوب منها على أتم وجه، مشيراً إلى أن البلدية ستدرس وتناقش التوصيات وتضعها ضمن الخطة الاستراتيجية لبلدية الخليل في المرحلة المقبلة. من جانبها، نقلت أ. نداء العيسة، ممثلة وزارة السياحة في كلمة وزارتها في المؤتمر، تحيات الوزيرة رولا معايعة واعتذارها عن عدم الحضور، وتقدمت للقائمين على هذا المؤتمر بجزيل الشكر والتقدير لجهودهم، خصوصاً جامعة القدس المفتوحة والمؤسسات الشريكة والمؤسسات والفعاليات الوطنية، وكل من أسهم في تنظيم هذا المؤتمر المهم على أرض مدينة خليل الرحمن، فهي أحد أضلاع المربع السياحي الأثري الفلسطيني. وبينت العيسة أن الخليل تتحدث عن نفسها؛ فمقوماتها التي تنفرد بها عن باقي مدن العالم، وليس فقط فلسطين، ورغم الانتهاكات الإسرائيلية الممارسة بحق سكان الخليل، وتحديداً البلدة القديمة، حصدت لقباً نافست فيه مدن دول العالم العريقة، وهو لقب مدينة الحرف العالمية من المجلس الحرفي بالصين. وقالت إن وزارة السياحة تعمل على استقطاع سياحة دينية مستدامة في مدينة الخليل عبر خطط مختلفة على مستوى الوطن. إلى ذلك، قال د. يوسف أبو فارة رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر من جامعة القدس المفتوحة، إن المؤتمر يعقد بالشراكة بين خمس مؤسسات فلسطينية عريقة يمثلها قادة هذه المؤسسات، الذين قدموا كل الإمكانيات من أجل إنجاح هذا المؤتمر الذي يخدم السياحة ويسهم في تطويرها في فلسطين. وقال أبو فارة إن السياحة جواز السفر للتنمية، فهي تحقق التنمية بمختلف أنواعها ومجالاتها، ومن هنا كان اهتمامنا بعقد هذا المؤتمر الذي يركز على العلاقة ما بين السياحة والتنمية، ويركز أيضاً على دراسة نقاط القوة والضعف والتحديات التي تواجه هذا القطاع، وصولاً إلى توصيات تقود إلى تطوير وتحسين هذا القطاع، وذلك في ظل إدراج مدينة الخليل على لائحة التراث العالمي؛ للمحافظة على هذا الإنجاز العالمي. وأوضح د. أبو فارة أن النتائج التي خرجت بها الدراسات قبل (20) عاماً، والنتائج التي خرجت بها دراسات اليوم، تؤكد أن القطاع السياحي لم يتطور بالشكل المطلوب، ولا يوجد تحسن في الواقع السياحي الفلسطيني؛ لذلك نحن بحاجة إلى تطوير السياحة في فلسطين، خصوصاً في ظل مساعي الاحتلال لوصف الأراضي الفلسطينية بأنها غير آمنة، من أجل دفع السياح للإحجام عن زيارة فلسطين. وبين أبو فارة أنه رغم كل التحديات التي تواجه القطاع السياحي ما زال هناك مجال كبير للاستثمار في هذا القطاع وانتهاز كثير من الفرص السياحية المتاحة للخروج بنتائج مثمرة في هذا القطاع، ففي الخليل كثير من المرافق السياحية والفرص الاستثمارية السياحية التي يمكن استغلالها. ثم تحدث عن أهمية توفير التعليم السياحي في جامعتنا، وكذلك تأهيل الأدلاء السياحيين من أجل أن يقوموا بخدمة السائحين، وقال إن اللجنة العلمية تلقت عدداً كبيراً من الأوراق وصل إلى (80) ورقة علمية من داخل فلسطين، إضافة إلى الأوراق القادمة من خارج فلسطين، وقبل منها نحو(40) ورقة بحثية، إضافة إلى متحدثين رئيسيين في المؤتمر، مضيفا" نأمل أن يخرج هذا المؤتمر بنتائج وتصورات لتطوير القطاع السياحي"، شاكراً الوفد التركي الوحيد الذي تمكن من الوصول إلى هذا المؤتمر. من جانبه، عبر د. عمر الصليبي رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر من جامعة القدس، في كلمته، عن أمله بأن تكون لهذا المؤتمر مساهمة في تحسين الأوضاع التنموية عامة والسياحية بشكل خاص، وتحديداً في مدينة الخليل، وصولاً لمحافظة سياحية صامدة في وجه التحديات التي يفرضها الاحتلال والمستوطنون. وأضاف" ننطلق اليوم بالمؤتمر وكلنا أمل بمزيد من الفعاليات العلمية والبحثية والتعاونية، يكون نتاجها مشاريع تنموية تعزز الصمود لدى سكان مدينة خليل الرحمن، ونحن عاقدون العزم على أن تكون هذه المبادرة والمؤتمر رافعة أساسية وداعماً رئيسياً لمحافظة الخليل، وصولاً لمجتمع تكاملي ريادي في مختلف المجالات، وعلى رأسها السياحة". وقال إن مدينة الخليل تشكل عمقاً تراثياً وأثرياً وسياحياً لافتاً في الوطن، ما دفع (اليونسكو) لإدراجها على لائحة التراث العالمي، وهي تعاني من إجراءات الاحتلال الذي قسم بلدتها القديمة إلى ثلاثة أقسام: فالأول لا يمكن الوصول إليه مطلقاً، والثاني يمكن الوصول إليه بقيود وحواجز، أما الثالث فيمكن الوصول إليه دون حواجز، ما أدى إلى تراجع السياحة بشكل كبير في المدينة. وأوضح الصليبي أن المؤتمر ينعقد في ظل واقع صعب يعيشه شعبنا الفلسطيني، وفي ظل محاولات لتصفية قضية شعبنا العادلة، وتابع: "إدراكاً منا لدور السياحة في نشر ثقافة الشعوب وتأثيرها على اقتصاديات الدول وقدرتها المرتفعة على الاستثمار، جاءت هذه المبادرة بالعمل الجاد لخدمة مدينة خليل الرحمن، وعقد هذا المؤتمر وصولاً إلى محافظة صامدة مزدهرة تقود إلى ازدهار الوطن". وفي نهاية الجلسة الافتتاحية، كرم عطوفة محافظ الخليل كبار الشخصيات التي أسهمت في إنجاح المؤتمر، وعلى رأسها رئيس جامعة القدس المفتوحة أ. د. يونس عمرو، وكذلك كرّم الداعمين والمشاركين. وفي نهاية الجلسة الافتتاحية أيضاً، افتتح محافظ محافظة الخليل وأ. د. يونس عمرو رئيس جامعة القدس المفتوحة ورئيس جامعة القدس ورئيس بلدية الخليل وممثلة وزارة السياحة وممثلو المؤسسات معرضاً للمشغولات اليدوية والصناعات الشعبية الخليلية والمأكولات الشعبية الخليلية، إضافة إلى معرض للصور التي تجسد المعالم الأثرية والتاريخية للمدينة. |