|
البرغوثي: اسرائيل تحضر الراي العام لاجتياح شامل للقطاع وتستغل عملية انابوليس لكسب الوقت
نشر بتاريخ: 11/02/2008 ( آخر تحديث: 11/02/2008 الساعة: 15:37 )
رام الله- معا- حذر النائب الدكتور مصطفى البرغوثي، الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، اليوم الاثنين، من خطورة الاوضاع القائمة في قطاع غزة، والتحضيرات الاسرائيلية الجدية لعملية اجتياح خطيرة وشاملة غير مسبوقة قد تؤدي الى سقوط الاف الضحايا.
وقال البرغوثي، خلال مؤتمر صحفي عقده في استوديوهات راماتان في رام الله: "ان اسرائيل تستغل حالة الصمت على الحصار المتصاعد في قطاع غزة، والذي عادت من خلاله الاوضاع الى التدهور، بعد ان فك الحصار لفترة قصيرة، نتيجة فتح الحدود مع مصر بالتزامن مع عملية تحضير للراي العام الاسرائيلي والعربي والدولي لاجتياح شامل للقطاع". اوضاع لا انسانية في القطاع: واضاف البرغوثي، "أن اسرائيل تنتهج سياسة تعميق وتصعيد هذا الحصار، اضافة الى تخفيض تزويد القطاع بالكهرباء، حيث يحتاج القطاع الى 240 ميغا واط يوميا، بينما النقص وصل الى 60 ميغا واط، بنسبة 25% من الكمية التي يحتاجها قطاع غزة، ما ادى الى انقطاعات متواصلة في التيار الكهربائي في مناطق عديدة". واشار "الى ان معظم البيوت في غزة، بلا كهرباء لمدة 8 ساعات يوميا، اضافة الى بعض المؤسسات، مشيرا الى ان المنازل الاخرى لا يوجد لديها كهرباء لمدة 12 ساعة، ما يؤثر بشكل خطير على تزويد غزة بالمياه، وايصالها للمنازل، والتعامل مع مياه المجاري، وتنقية المياه والمخلفات البيئية، الامر الذي يشكل خطرا على صحة الناس، جراء خطر امكانية انتشار الاوبئة". واكد البرغوثي، "ان هناك مشكلة تتعلق بعدم توفر الادوية، والنقص الشديد في الادوية الاساسية، الخاصة بالامراض المزمنة، وعدم قدرة المرضى على مغادرة القطاع للعلاج في الخارج، ما ادى الى استشهاد 92 مواطنا جراء ذلك، اضافة الى عدم توفر المواد الطبية والتجهيزات اللازمة، ما يؤدى الى تراجع قدرة المشافي الواحد تلو الاخر". نسبة الهجمات الاسرائيلية وصلت الى 220%: وفي هذا السياق قال البرغوثي: "انه منذ انابوليس حتى اليوم، زادت الهجمات الاسرائيلية بنسبة 220 %، حيث قامت اسرائيل منذ انابوليس، بـ 880 هجوما، منها 386 في الضفة، التي لايوجد فيها صواريخ، و 494 على القطاع". واضاف، "انه ومنذ بداية العام الجاري، نفذت اسرائيل 466 هجوما، منها 213 في الضفة، و 253 في القطاع". واكد النائب البرغوثي، "انه منذ انعقاد اجتماع انابوليس حتى اليوم، سقط 178 شهيدا، منهم 18 في الضفة، و 160 في القطاع، بينهم 3 اطفال، في حين سقط منذ بداية العام الجاري 109 شهداء، بينهم 13 في الضفة، و 96 في قطاع غزة، بينهم 3 اطفال". واوضح البرغوثي، "ان عدد الجرحى الذين سقطوا منذ انابوليس، 617 جريحا، منهم 191 في الضفة، و426 في القطاع، بينهم 8 اطفال، فيما جرح منذ بداية العام 440، منهم 440 منهم 130 في الضفة و 310 في غزة بينهم 3 اطفال". الشعب الفلسطيني يحتاج للامن اكثر من الاسرائيليين: وقال البرغوثي: "ان الحقائق تؤكد ان من يحتاج الامن هو الشعب الفلسطيني اكثر من الاسرائيليين، مشيرا بذلك الى ان نسبة عدد الشهداء الفلسطينيين الى عدد القتلى الاسرائيليين بين الاعوام 2000-2005 بلغت 4-1 في حين بلغت النسبة بداية العام الجاري 55-1، ما يفند مزاعم اسرائيل انها الضحية، حيث لم يتجاوز عدد القتلى الاسرائيليين منذ انابوليس، الاربعة بينهم ثلاثة مسلحون من الجيش والشرطة". واشار الى، "ان عدد الاسرى الذين تم الافراج عنهم، فيما يسمى بمبادرات حسن النوايا المزعومة، منذ تموز 2007 بلغ 788 في حين جرى اعتقال 1162 مواطنا بينهم 1008 من الضفة و 154 من القطاع بينهم 6 اطفال". كما واضاف البرغوثي، "الى ان هناك تصاعدا في عمليات الاعتقال الاداري واستفحال في تلك المشكلة، لاسيما النواب المختطفين البالغ عددهم 48 بينهم النائب مريم صالح التي تعتقل اداريا دون وجه حق". اسرائيل استغلت انابوليس لكسب الوقت: وفي هذا الاطار قال البرغوثي: "ان اسرائيل ساقت الجميع نحو انابوليس بهدف كسب الوقت حتى تستكمل مخططها، وتفرض الحقائق على الارض، وهو ما حذرنا منه لدى عقد اجتماع انابوليس، وثبتت صحته اليوم، حيث لم يتوقف الاستيطان ولم تفكك بؤرة استيطانية واحدة، بل واعلنت اسرائيل عن مخططات استيطانية جديدة بما في ذلك مصادرة اراض في مناطق بيت لحم، وغوش عتصيون، والخليل، وقلنديا، الى جانب تصعيد في عملية بناء الجدار العنصري، وتسريع في وتيرة بنائه، ليصل طول الجدار الى 852 كيلومترا". واضاف قائلا: "انه رغم انعقاد سلسلة اجتماعات للجان المشتركة لرفع الحواجز العسكرية وتحسين احوال الشعب المعيشية، الا ان عدد الحواجز بدلا من ان يتقلص ارتفع من 521 حاجزا منذ انابوليس، الى 562 حاجزا الان، في وقت يعلن فيه وزير الجيش الاسرائيلي ايهود باراك، انه لن يفكك أي حاجز". وتساءل البرغوثي عن جدوى عملية انابوليس في ظل كل تلك الحقائق، والسماح لاسرائيل باستخدام هذه العملية كغطاء لما تقوم به على ارض الواقع، مشيرا الى انه، "ليس سوى تكريس للاحتلال، وضم لنصف الضفة الغربية، وبناء نظام ابارتهايد، وفصل عنصري"، مؤكدا بان اخطر التصريحات بهذا الخصوص، ما صدر عن تسيفي ليفني، التي قالت: "انه لن يحدث أي تقدم في عملية السلام، ما دامت السلطة عاجزة عن السيطرة على غزة، وما دامت غير قادرة على القيام بدور الوكيل الامني للاحتلال، وهذا يعني ان اسرائيل، تضع السلطة امام معجزات مستحيلة التحقيق، ثم تتذرع بها". التوافق الوطني هو السبيل لحل ازمة معبر رفح: وحول معبر رفح، قال البرغوثي: "ان المخرج لحل قضية المعبر، يعتمد على اربعة مبادئ، اولها:رفع المعاناة عن الناس، مشيرا الى النشاط الدولي الذي يجري تضامنا مع غزة، وضد نظام "الفصل الاسرائيلي، وثانيا: ان تضمن اية ترتيبات، وحدة الضفة وغزة سياسيا واقتصاديا وعدم السماح لاسرائيل بتمرير هدفها بفصل مليون واربعمئة الف فلسطيني عن سائر الاراضي المحتلة، بهدف تدمير فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة، وثالثا: ان الوصول الى اتفاق حول معبر رفح يمكن ان يكون مناسبة وفرصة لفتح حوار وطني داخلي لانهاء حالة الانقسام، مؤكدا ان ما يعطل فتح المعبر، هي حالة الانقسام الداخلي، ورابعا:عدم العودة الى الاتفاق السابق كما كان وعدم السماح لاسرائيل بتا تواصل التحكم بمعبر رفح، لان التجربة اظهرت انها تستعمل ذلك للابتزاز، وحولت المراقبين الاوروبيين الى مجرد موظفين لدى سلطة الاحتلال". واكد البرغوثي، "ان ما تسعى اليه اسرائيل في احسن الاحوال، هو دولة فلسطينية في حدود مؤقتة، ما يعني نهاية الحلم الفلسطيني في الاستقلال والحرية والسيادة، داعيا الى تبني استراتيجية وطنية لافشال المخططات الاسرائيلية، تستند الى اربعة عناصر، هي: مقاومة شعبية واسعة ضد الاحتلال مع حركة تضامن دولية فعالة، ودعم صمود المواطنين، ورعاية همومهم، وتجسيد الوحدة الوطنية، وخلق قيادة وطنية موحدة". |