وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"أبو حليمة" يحلّق في جامعة القدس- إقبال جماهيري على مسرحية تحكي القدس

نشر بتاريخ: 11/02/2008 ( آخر تحديث: 11/02/2008 الساعة: 20:14 )
القدس-معا-يبدو أن مسرحية "أبو حليمة" التي قدمها مؤخراً مسرح الرواة المقدسي قد تحولت إلى ظاهرة شعبية فلسطينية من حيث الإقبال غير المسبوق على مشاهدة عروضها والنقاشات التي تثيرها في المجتمع الفلسطيني.

هذا ما أكده عرض المسرحية في جامعة القدس، بدعوة من دائرة العلاقات العامة والشؤون الثقافية في الجامعة وبحضور عدد كبير من طلبة الجامعة وأساتذتها، حيث عرضت المسرحية على خشبة المسرح الرئيسي للجامعة حيث قدم الفنان المسرحي المعروف إسماعيل الدباغ عرضاً أثار المشاعر المختلطة في كوميديا سوداء حول الحالة الفلسطينية اليوم لاسيما واقع مدينة القدس وحق العودة.

وتعالج مسرحية "الأحداث الأليمة في حياة أبو حليمة" عبر قصة إنسانية وتفاصيل حميمة معاناة اللاجئين الفلسطينيين، منذ النكبة الكبرى عام 1948 مروراً بنكسة 1967 وصولاً لما بعد اتفاقية أوسلو عام 1993، وتوقهم للعودة إلى وظنهم. فـ"أبو حليمة" الذي أمضى السنوات العشر الأولى من حياته حافي القدمين، يحلم دائما بامتلاك حذاء ويتحول الحذاء إلى رمز يتعدى دلالته المادية.

وفي عودته الناقصة إلى فلسطين بعد اتفاقات أوسلو فإن أبو حليمة يبحث عن فلسطين في فلسطين "الله ما أبعدك يا فلسطين وأنا فيكي" يقول أبو حليمة الذي ظل يحلم بالعودة طفلاً وشاباً، إلى أن عاد ورأى الحواجز العسكرية والمستوطنات على التلال.

و أبو حليمة يشير بجرأة إلى مظاهر سلبية عديدة مثل المنظمات غير الحكومية التي تستغل المعاناة وحصار مدينة القدس، ويتحدث عما وصلت إليه القدس التي دخلها متسللا، حيث عاش في إحدى حارات البلدة القديمة مهددا من قبل الحشاشين والمحتلين، وتتعرض المسرحية لحالة الضياع التي يعيشها الشباب المقدسي، والحكايات الصغيرة لبائعات الخضار في شوارع وأسواق المدينة والمعنى الإنساني والوطني لهذه المعاناة .

وقد نظمت الجامعة ندوة مفتوحة حول المسرحية تحدث فيها الشاعر نجوان درويش والفنان إسماعيل الدباغ بحضور طاقم المسرحية الموسيقي درويش ومدير فرقة مسرح الرواة محمد صبيح والمخرج جاكوب امو، حيث تحاوروا مع طلبة الجامعة الذين تفاعلوا مع المسرحية بشكل استثنائي وقدموا مداخلات وأسئلة حول "أبو حليمة" البطل الشعبي الذي عبر عن أسئلتهم ومخاوفهم وأشواقهم كما قالت إحدى الطالبات.

الفنان المسرحي صقر السلايمة قال بأن "أبو حليمة عمل مسرحي فلسطيني استثنائي يعكس بدقة الواقع الذي تعيشه القدس"، ومن جهتها قالت رولا الأفندي مديرة العلاقات العامة في الجامعة: "نفخر باستضافة هذا العمل المسرحي الهام ونرجو أن تحذو الجامعات الفلسطينية حذو جامعة القدس في تقديم هذا العمل لطلابها، فهذا العمل يدعم مشاعر الانتماء ويثير الأسئلة والوعي لدى الأجيال الجديدة بشكل خاص ويدعم ثقافتهم الوطنية".

يذكر بأن مونودراما "أبو حليمة" من إنتاج مسرح الرواة المقدسي لعام 2008 ، والمسرحية التي قدمها بأداء فني متمكن النجم المسرحي الفلسطيني إسماعيل الدباغ مأخوذة عن قصة الأديب طه محمد علي وأعدها دراميا الشاعر نجوان درويش، وأخرجها الاسباني جاكوب آمو وموسيقى درويش، مساعد إخراج نضال داوود، سينوغرافيا نرمين الدباغ، أزياء لولا زيادة، إضاءة معاذ الجعبة، أصوات رامي مسلم وريم تلحمي.
وستمثّل مسرحية "الأحداث الأليمة في حياة أبو حليمة" فلسطين في أيام عمان المسرحية الشهر القادم، بالإضافة إلى جولة عروض محلية وعالمية طوال عام 2008.